بعدما شهدت السويدا جنوب سورية تراجعاً كبيراً في أعمال الخطف والقتل والسرقة خلال فترة الحراك  ضد النظام السوري، عادت هذه الحوادث لتتصدر الواجهة من جديد بأكثر من جريمة قتل  وسرقة خلال الأيام القليلة الماضية.

وشهد اليوم الأربعاء مقتل المهندس الكهربائي رمزي محمود المحيثاوي، أثناء عمله في أرضه الواقعة في منطقة ظهر الجبل جنوب شرق مدينة السويداء.

أحد المقربين من الضحية أفاد “العربي الجديد” بأن المحيثاوي قُتل بعدة رصاصات بالرأس لسبب مجهول، مؤكداً أنه ذو سمعة حسنة ويعيش بحالة من الأمان بين عمله في أرضه وعائلته. وهو من المهندسين الذين ساندوا الحراك الشعبي، وعضو في تجمع المهندسين الأحرار.

وفي 30 أكتوبر/تشرين الأول عثر الأهالي على جثة أحد المواطنين بالقرب من بلدة “رساس” الواقعة إلى الجنوب من مدينة السويداء، في وقت لم تصل التحقيقات لمعرفة صاحب الجثة وأسباب الوفاة.

وارتفعت خلال اليومين السابقين حوادث السرقة لتبلغ 3 سيارات خلال 24 ساعة من وسط مدينة السويداء، بالإضافة لأعمال نشل وسرقة منازل.

أحد رجال الشرطة التابعين للنظام السوري طلب عدم ذكر اسمه قال لـ”العربي الجديد”: “كدنا خلال شهرين من بداية الحراك الشعبي أن ننسى أعمال الخطف والجريمة بعدما كانت على مر السنوات السابقة شغلنا الشاغل، أما اليوم فقد عادت بقوة إلى واجهة الأخبار. ومن الواضح أن معظم هذه الحوادث تصب في خانة السطو والسرقة وبعضها للتخريب”.

ويذكر الشرطي أن بعض حالات الاختطاف لا تظهر للعلن، فمنذ يومين تم اختطاف شاب ثلاثيني من عائلة “كرباج” وهو يعاني من السرطان ولم يطلب الخاطفون فدية أو يُفرج عنه لحد الآن، وكأن الخاطف أو القاتل يريد إعادة المحافظة إلى حالة العنف والفلتان الأمني.

الناشط المدني ساري الحمد يقول لـ”العربي الجديد”، إن الأهالي لا يبرئون الأجهزة الأمنية والعصابات التابعة لها من أي جريمة تحصل في السويداء أو أية عملية خطف أو سرقة، فهي ما زالت موجودة في كل مكان وعلى جميع الحواجز المحيطة بالمدينة وتعرف كل العصابات والطرقات التي تعبر منها السيارات المسروقة.

ويؤكد الحمد أن معظم أعمال العنف التي حصلت في السويداء خلال السنوات الماضية لم تُفرج الأجهزة الأمنية عن أية معلومات عنها في ما يخص الجريمة أو السرقة أو الفاعلين، ولم تقبض بشكل مباشر على أي فاعل.

ويربط الحمد بين تصاعد أعمال العنف والسرقة خلال الأيام الماضية وبين الحراك الشعبي المستمر في شوارع السويداء، ويرى من وجهة نظره إن أعمال العنف هي فرصة لتقوية نفوذ العصابات التابعة ولعودة الترهيب والخوف إلى الشارع.