رأى فابريس بالونش، الأستاذ المشارك ومدير الأبحاث في جامعة ليون الفرنسية، والزميل في معهد واشنطن، أن مستقبل الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا، مرتبط ببقاء القوات الأميركية في المنطقة.
وقال بالونش، لشبكة رووداو الإعلامية، إنه “منذ احتلال عفرين في 2018، من الواضح أن تركيا تسعى إلى إفراغ تلك المنطقة من الكورد، وتوطين العرب والتركمان محلهم، لذا يتم الاستيلاء على ممتلكاتهم وأراضيهم، من أجل إجبار الأهالي على الهجرة”.
حول الجهود الدولية للحد من ذلك، ذكر أن تركيا تستغل تواجدها في الناتو لإطلاق التهديدات إلى أوروبا، المتمثلة بفتح الحدود أمام المهاجرين، كما أن الولايات المتحدة تتخوف من أن تميل تركيا إلى روسيا لذا فإن واشنطن لا تنتقد دور أنقرة بخصوص ما يجري في عفرين ورأس العين (سري كانيه) وتل أبيض (كري سبي)، وفق قوله.
الباحث في معهد واشنطن، أعرب عن تشاؤمه بشأن مستقبل شمال شرق سوريا في ظل محاولة تركيا السيطرة على الشريط الحدودي من إدلب إلى ديرك (المالكية)، وتوطين العرب في تلك المناطق.
وتابع: “كذلك من الصعب أن تعيد روسيا ودمشق تلك المناطق الواقعة تحت سيطرة تركيا إلى نفوذها كونها ذات أغلبية معارضة وعددهم 4 ملايين شخص بل يسعى الأسد إلى تهجيرهم نحو الأراضي التركية، لذا ستبقى تركيا في شمال سوريا لسنوات عديدة وقد يتكرر حال قبرص، لتبقى تحت نفوذها”.
بشأن مناطق الشهباء بريف حلب والقريبة من نبل والزهراء، ذكر أن تلك المنطقة ذات الأغلبية الشيعية، تقع تحت سيطرة إيران ودمشق، والأخيران يتخوفان من اقتراب متشددي الفصائل المسلحة الموالية لأنقرة إلى تلك المنطقة الفاصلة مع مدينة حلب.
فيما يتعلق باستهداف تركيا للبنى التحتية في روجآفا، أكد أنها استراتيجية من أجل إضعاف شمال شرق سوريا وقوات سوريا الديمقراطية، وتجييش الأهالي ضد الإدارة الذاتية، لافتاً إلى أنه من خلال هذه الطريقة يمكن لأنقرة الهجوم على تلك المناطق، خاصة كوباني، وتربسبيه (القحطانية) لقطع الطريق بين منطقة فيشخابور الحدودية وقامشلو.
وأردف: “أنا متأكد من أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيقوم بالهجوم العسكري حال موافقة روسيا وإيران”.
بخصوص مستقبل الإدارة الذاتية، ربط بالونش مشروع الإدارة الحالية بمدى بقاء القوات الأميركية في تلك المنطقة، مبيناً أنه في حال انسحاب الأميركيين ستبقى الإدارة بدون حماية دولية، وستقوم تركيا بالهجوم حينها، كما أن الأنظمة العربية لا تقبل بهذه الإدارة الكوردية، بحسب حديثه.