رووداو ديجيتال
كشف الكاتب والروائي الكوردي بافي نازي في لقاء خاص مع شبكة رووداو الإعلامية، أجراه معه دلبخوين دارا، تحدث خلاله عن حال الأدب الكوردي وعن أبرز محطات حياته، لا سيما الاتهام الذي وجّه إليه بالتورط في قتل رئيس وزراء السويد الأسبق “أولف بالمه” والذي بقي جراءه قيد التحقيق لمدة 8 أشهر.
“اغتيال رئيس وزراء السويد الأسبق”
حول سؤال دلبخوين دارا عن تفاصيل اتهامه بقتل رئيس وزراء السويد الأسبق أولف بالمه عام 1986، قال بافي نازي: “قبل مقتل أولف بالمه بـ3 أشهر، قالت الصحف السويدية إن أولف بالمه سيقتل على يد الكورد، فخلال تلك الحقبة، عندما قام حزب العمال بقتل رفاقهم، صنفتهم السويد على أنهم (إرهابيين)”.
بالمقابل، هم أطلقوا تهديدات، ولذلك شاع حينها بأنهم سيقتلون أولف بالمه، ولكن عندما سألوه بشأن ما إذا كان اتخذ احتياطاته، أجاب بالنفي.
وأضاف بافي نازي: “وقتها أرسلنا وفداً لملاقاة الصحف السويدية لنعرف لماذا يطلقون علينا مثل هذه الاتهامات دون أن يكون هناك شيء من هذا القبيل، فردوا علينا: نحن دولة ديمقراطية، نكتب كما يحلو لنا”.
ولذلك عندما قتل بالمه، صدّق الشعب على الفور بأن الكورد هم من قتلوه.
ومضى في هذا السياق يقول: “سُئل الشخص الذي رأى قاتل بالمه عن شكل القاتل، بدورهم قاموا برسم شخص أقرب ما يكون إلى أن يكون كوردياً. الصورة نشرت في التلفاز وكانت نسخة مني”.
تابع بافي نازي: “عندما رأت جارتي الصورة، اتصلت على الفور بالشرطة وأخبرتهم أن القاتل لديّ، وفي يوم مقتل بالمه كنت قد قررت أن أترك منزلها لأنها لم تكن جيدة، قلت لها سوف آتي يوم الاثنين لأخذ أغراضي، وفي اليوم المذكور صرخت بصوت عالٍ قائلةً: لا تقتلني، الشرطة تبحث عنك وأخذت مستنداتك ومستمسكاتك كلها”.
وأشار إلى أنه كان قد كتب على ورقة رقم الشخص الذي سيعطيه آلة كاتبة لتدوين روايته “الجبل المروي بالدماء”.
“سألتني الشرطة خلال التحقيقات عن هذا الشخص، كان كوردياً، فسألته الشرطة ما إذا كان يعرف بافي نازي، ورد بالنفي، وبالتالي اتهموني بأنني أنا القاتل”، أضاف الكاتب والروائي الكوردي.
لاحقاً أخبره صحفيون سويديون أن السبب الذي ساهم في عدم إلقاء القبض عليه هو حجة غيابه، موضحاً: “عندما حققوا مع الأشخاص الذين كنت في منزلهم ليلتها، أخبروهم بأنني كنت لديهم نائماً”.
رغم ذلك “أجروا معي تحقيقات لمدة 8 أشهر، والسبب الذي دفعهم إلى التخلي عن التحقيق هو أنني كنت جالساً يوماً مع مجموعة من الكورد وأخبرتهم حينها أن القاتل صعد على سلم مكون من 150 درجاً، وأنا أعاني من مرض في قلبي فكيف بوسعي فعل ذلك”، أضاف بافي نازي، مشيراً إلى أنهم سألوه ما إذا كانت لديه أوراق تثبت إصابته بمرض في القلب.
وتابع: “قلت: نعم. قالوا: إذاً لماذا لم تخبرنا إلى الآن؟ وفي نفس اللحظة تواصلنا مع الشرطة التي طالبت تزويدها بالأوراق، وبعد أن قدمتها لهم برأوني من التهمة”.
“أعمدة الأدب الكوردي لم تُحدد بعد”
كشف الكاتب والروائي الكوردي بافي نازي أن أعمدة الأدب الكوردي لم تتحدد بعد، عاداً المشكلة إلى أن اللغة الكوردية الأدبية تحتاج 4 ركائز ألا وهي: “يجب أن تكون هناك أبجدية موحدة، يجب أن تكون القواعد موحدة، وينبغي أن يكون هناك نحو موحد وقاموس موحد وإنشاء وترجمة”.
وأردف: “هل لدينا أبجدية موحدة؟ كلا.. هل لدينا لغة مشتركة؟ كلا..، هل لدينا قاموس موحد؟ كلا.. هل لدينا ترجمة منهجية؟ كلا، لذلك لم تستقر لغتنا، فإذا كان لدينا قاموس مشترك، فسوف يكون هناك تفاهم بين الناس بشكل أكبر”.
“مميزات الكاتب”
بحسب بافي نازي، يجب أن يتمتع الإنسان بـ 3 صفات ليصبح كاتباً.
“الأول هو السلوك الطبيعي، والثاني هو التجربة في الحياة، والثالث هو الدراسة المنهجية والمستمرة”.
يوصي بافي نازي الكتاب الشباب بضرورة القراءة بشكل مستمر، “كما أنه تلقى القراءة كنصيحة من عرب شمو”.
واستكمالاً لحديثه أشار بافي نازي إلى أنه انقطع عن الكتابة لفترة طويلة، إلا أنه عاد للكتابة من جديد.
كشف بافي نازي أنه كتب 4 قصص قصيرة ومسرحيتين وأنه يريد كتابة أشياء جديدة عن أصل اللغة الكوردية والكورد من خلال التعبيرات الكوردية.
من هو بافي نازي؟
ولد الكاتب بافي نازي عام 1946 في قرية كوجوكا بكوردستان تركيا.
وفي عام 1953، غادر إلى مدينة عامودا بروج آفا، حيث تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في عامودا والحسكة.
وفي عام 1969، ذهب إلى الاتحاد السوفيتي للدراسة، وفي عام 1980 حصل على الدكتوراه في الأدب العالمي من جامعة موسكو.
وقد ترجم بعض كتبه عن التاريخ الكوردي من الروسية إلى العربية والكوردية.
بالإضافة إلى عمله في مجال الترجمة، قام بإعداد العديد من الكتب للجامعات.
أبرز أعمال بافي نازي ما يلي:
تاريخ الأدب القديم (الأدب اليوناني، 2010)
النظرية الأدبية (2010)
قاموس المصطلحات الأدبية، تاريخ الأدب الروماني، تاريخ أدب العصور الوسطى وعصر النهضة (القرن الخامس أو السادس عشر)
تاريخ الأدب الكلاسيكي والرومانسي (القرن السابع عشر إلى الثامن عشر)
تاريخ الأدب الواقعي والحداثي (القرنين التاسع عشر والعشرين)
قواعد اللغة الكوردية (النظرية والتطبيق)
الجبال المروية بالدماء، رواية 1978 باللغة العربية، 1981 باللغة الروسية، 1988 باللغة الكوردية.
الدموع والمطر، قصة قصيرة (1985)
Stokholmê Te Çi Dîtiye Bêje, رواية، 1987
قواعد اللغة الكوردية (1996)