Eduardo Ramon

برلين: يعتبر الفنان التشكيلي السوري زهير حسيب واحدا من أبرز الفنانين العرب خلال العقود القليلة الماضية

يقضي حسيب معظم ساعات النهار في مرسمه بمنطقة الصبورة قرب دمشق، مواصلا منذ أكثر من ثلاثة عقود إنجاز مشروعه الفني دون صخب أو ضجيج أو ادعاء، معتبرا أن الاستنجاد ببريق اللون هو الردّ الأمثل على قتامة الحياة. ولئن استطاع حسيب، المولود في الجزيرة السورية عام 1960 لأسرة كردية، أن يحجز لنفسه مكانة مرموقة ضمن المشهد التشكيلي السوري الراهن، فذلك لا يعود إلى مهاراته في العلاقات العامة، أو إتقانه لعبة “الغاليريهات” والاعلام و”السوشال ميديا”، بل، فقط، بسبب إخلاصه لسخاء اللون وفتنته وسحره.

أصدقاء وفنانون وكتاب كثر غادروا دمشق، في السنوات الأخيرة، لكن حسيب – الذي ظل محروما من جواز السفر السوري لعقود، وحصل عليه بعد بدء الأزمة السورية وازدياد الضغوط على السلطات التي اضطرت إلى منح الجنسية لمئات الآلاف من الأكراد كنوع من تنفيس الاحتقان – آثر البقاء في دمشق، مهتديا بقصيدة لمحمود درويش “في الشام، أَعرفُ مَنْ أنا وسط الزحام/ يَدُلّني قَمَرٌ تَلأْلأَ في يد اُمرأةٍ… عليَّ/يدلّني حَجَرٌ تَوَضَّأ في دموع الياسمينة ثم نام”.

وهذا التصور ليس مجرد تهويمات رومانسية، بل قناعة، فوفقا لحسيب يتعين على الفنان أن ينتمي الى بيئته وجغرافيته الأولى، وإلى تفاصيل الجمال المحلي رغم الألم والقهر التاريخي، معتبرا أن ذلك قد يشكل بوابة للعالمية، أما الانصياع لذائقة الآخر، و”الرسم تحت الطلب”، فلا ينتج فنا صادقا. وهو، كذلك، يعارض “أدلجة الفن”، ذلك أن الفنون أكثر رحابة من تأطيرها ضمن قوالب سياسية ودعائية، فالفن الحقيقي، حسب رأيه، هو القادر على تخطي الحواجز السياسية والأخلاقية والجغرافية والإجتماعية ومخاطبة الإنسان في كل زمان ومكان.

 

كنت أراقب الفلاحين والفلاحات في مواسم الحصاد وقطاف القطن بثيابهم الملونة، المزركشة، تلك الألوان والخطوط والأشكال استقرّت في الذاكرة كمخزون بصري لا ينضب، وإذا تأمّلنا نتاجات المبدعين الكبار فسنجد أن ذاكرة الطفولة كانت معينهم الأول

 

 

وللمرأة حضور خاص في تجربة حسيب الذي يستحضرها في لوحته بشجونها وخفرها وهمومها وقلقها وخوفها وهشاشتها ولهفتها نحو التحرر والانعتاق… نساء غير خاضعات لمقاييس الموضة والجمال المصطنع بل لريشة تسمو بهن نحو مصاف “آلهات الخصب والحب” في الحضارات القديمة.

“المجلة” حاورت حسيب حول تجربته، ومشاغله الفنية، ومسائل أخرى تتعلق بالرسم.

  • ولدتَ في بيئة بسيطة لم تكن تأبه بالفنون كثيرا، كيف ظهر لديك في مرحلة الطفولةهذا الشغف باللون؟

على الأرجح ولد هذا الشغف على نحو عفوي، دون أي تشجيع متعمّد من الأهل أو من المؤسسات التعليمية المتواضعة التي كانت قائمة، آنذاك، لكن الآن، وبعد مرور كل هذه السنوات، ربما أستطيع تعليل الأمر بشكل أوضح، ولعل الحافز الخفي الأول هو والدي الذي كان يصنع المحاريث وغيرها من الأدوات التي كانت تستخدم في تلك البيئة الريفية في الجزيرة السورية، فكنت أراقبه وهو ينحت في جذوع الأشجار كي يستخرج منها أدوات زراعية بسيطة، فكان ذلك أشبه بـفن النحت على الخشب،  وحتى الآن احتفظ ببعض تلك الأدوات واستخدم أجزاء منها في أعمالي.

 

زهير حسيب 

الحافز الثاني هو أخي عمر الذي رحل مبكرا في حادث سير، فهو كان رساما وكنت أرافقه إلى مرسمه في مدينة الحسكة، واستنشق رائحة الألوان والتربانتين وغيرها من عدة الرسم، فأدركت، آنذاك، كيف أن علب الألوان، الموزّعة بفوضوية في أرجاء المرسم، قد تتحول، بحركات متقنة للريشة، إلى قطعة جمال متناغمة. وكذلك لا أنسى تلك المشاهد الجميلة في المكان الذي ولدت فيه، فهذا المكان وإن كان مهملا ومنسيا، لكنه كان، في الآن ذاته، حافلا بالكثير من العناصر الجمالية، من سهول القمح الذهبية إلى حقول القطن وزهور عباد الشمس وسط أفق مفتوح، مشبع بضوء الشمس… كنت أراقب الفلاحين والفلاحات في مواسم الحصاد وقطاف القطن بثيابهم الملونة، المزركشة، تلك الألوان والخطوط والأشكال استقرّت في الذاكرة كمخزون بصري لا ينضب، وإذا تأمّلنا نتاجات المبدعين الكبار فسنجد أن ذاكرة الطفولة كانت معينهم الأول.

  • ما دور الفنان التشكيلي السوري الراحل فاتح المدرس (1999-1922) في تجربتك،فكثيرا ما تذكره في أحاديثك وحواراتك؟

هذا صحيح، فبعد تلك البدايات والتأثيرات الأولى، سعيت لصقل ذلك النزوع الفطري إلى اللون بالدراسة الأكاديمية، فانتسبت مطلع الثمانينات إلى كلية الفنون الجميلة/ قسم التصوير بدمشق، ولحسن حظي كان أحد أساتذتي، الذين أجلّهم، هو فاتح المدرس الذي روى تلك البذرة الأولى، ليس فقط بالنظريات والفهم الأكاديمي للوحة واللون والضوء، بل كذلك بحسّه الانساني الرفيع ورؤيته العميقة في أن اللوحة يجب أن تكون تعبيرا عن هموم الإنسان وتطلعاته وأحلامه. وكما تعلم، فإن فاتح المدرس، الذي درس الفن في روما وباريس، كان أيضا كاتبا وأديبا، رغم تميزه في التشكيل، على نحو خاص، فقد أصدر ديوانين شعريين، ومجموعة قصصية بعنوان “عود النعنع”، وهو ما يعني أن معارفه لم تكن تقتصر على التشكيل فقط، الأمر الذي أتاح له فهما أعمق للوحة وفلسفة اللون، وقد منحني من خبرته العملية والنظرية الكثير، خصوصا أننا أصبحنا أصدقاء، بعد تخرجي، وعملت معه في مرسمه الدمشقي لنحو 15 عاما حتى رحيله نهاية التسعينات.

 

على الرغم من معرفتي أن اللوحة، والفن عموما، ينبغي ألا تتاثر بشكل انفعالي وآني بالأحداث، غير أنني في بدايات الأزمة السورية كنت أدخل مرسمي بشعور هو مزيج من الألم واليأس والرعب، حتى أغرقت مرسمي باللون الأحمر

 

 

  • ما سرّ ذلك الوجه الأنثوي الباكي الحزين الذي يتكرّر في الكثير من لوحاتك؟

حقيقة لا أعرف… ربما هي وجوه الفلاحات والريفيات أو وجه أمي وأخواتي، أو وجوه حبيباتي. لا أعلم بالضبط ما مرجعية هذا الوجه الشفيف الذي يحضر بكلّ هذا الشجن في لوحتي. لكن أستطيع القول إنني من خلال هذه الوجوه أحاول التعبير عن حالات الحزن والفرح والأمل والانتظار والنزوح، هي وجوه نساء حائرات وسط كرنفال اللون، وما أعرفه أيضا هو أنني عندما أرسم هذه الوجوه، لا بد من أن أسمع الموسيقى التي تضبط إيقاع الريشة. طبعا لا أقصد سيمفونيات شوبان وموتسارت، بل صوت الناي الذي يشبه صفير الهواء في البراري، أو نغمات البزق التي تلامس الوجدان، وهذا هو الطقس الوحيد الذي يرافقني في الرسم. وعلى ضوء ما يقال من أن تفسير اللوحة الواحدة يتعدّد بتعدّد المتلقين، بمعنى أن كل متلق يرى اللوحة من زاوية مستواه الثقافي ومرجعياته وبيئته الإجتماعية، فأعتقد أن تلك الوجوه الغارقة في الدعة، والبساطة لا يمكن أن تربك الناظر الذي سيخمّن، دون عناء، من أين أتت، ولِمَ هي منطوية على روحها الكسيرة.

  • ماذا عن الجانب التقني في إنجاز اللوحة، وسبب هيمنة التركواز والأبيض على الكثير من أعمالك؟

بالنسبة للتقنيات، في بداية تجربتي كنت أميل للمدرسة الواقعية، فيما بعد وجدت الملاذ في الانطباعية، وما تتطلبه هذه الأساليب من تقنيات محددة. الآن، وبعد نحو 35 عاما من التجربة، وتراكم الخبرة بشأن كيمياء اللون وخصائصه، توصلت إلى تقنيات خاصة بي، فإلى جانب تقنيات التصوير الزيتي، والكولاج، والغرافيك… أستخدم كذلك في لوحتي الرمال والخرز الملون وقطعا خشبية عتيقة، ونتفا من القصب المزركش والأقمشة ذات التطريزات والنقوش الفلكلورية… أعالج هذه العناصر والخامات بطرق معينة على سطح اللوحة بحثا عن نوع من التجديد والتجريب.

في التشكيل، والفنون عامة، فإن الأفكار “مرمية على قارعة الطريق”، كما يقال، لذلك المسألة الأهم تكمن في كيفية التعبير عن تلك الأفكار وبأي تكنيك جمالي. أما سبب هيمنة لون التركواز، فهو المكانة التي يحظى بها هذا اللون في مجتمعاتنا الشرقية من الخرز الأزرق بمختلف تدرّجاته، إلى القبب الزرقاء في الحضارات الآسيوية… والتركواز تعبير إنكليزي يقابله في العربية الفيروزي، وهو لون أحد الأحجار الكريمة، فتبدو اللوحة قطعة من الحجر الكريم النادر، كما أن لون التركواز عندما يتجاور مع لون الرمال المائلة إلى البني، فإن ذلك يمنح اللوحة جمالية خاصة تجمع بين لون الأرض والسماء، ثمة طاقة جمالية وربما روحانية أيضا في تجاور هذين اللونين. بالنسبة إلى اللون الأبيض فهو أحد أكثر الألوان رهبة واستفزازا بالنسبة إلى التشكيليين، فهو يتطلب حساسية عالية ودقة وأناة أثناء الرسم، للتوصل إلى نتائج مرضية، لأن الأبيض فيه تدرّجات حساسة جدا، وتعاملي مع هذا اللون جاء بعد سنوات من ممارسة الرسم إلى أن توصّلت لكيفية توظيفه وخصوصا مع الأسود، وما بينهما من تدرجات، لخلق فضاءات تمنح اللوحة الدلالات والمعاني التي أطمح في إيصالها إلى المتلقي.

  • على المستوى المحلي والعربي، فإن معلمك الأول هو فاتح المدرس، ماذا بالنسبة إلى تجارب الفنانين العالميين؟ بمن تأثرت؟ أو أي التجارب لفتت انتباهك؟

خلال الدراسة الأكاديمية اطلعت على مختلف المدارس والتيارات الفنية من عصر النهضة إلى الباروك إلى المدارس الواقعية والتعبيرية والرومانسية والوحشية والتكعيبية والسريالية وغيرها، ووجدت أن كل مدرسة تحمل جماليات خاصة بها رغم الاختلافات الشاسعة بينها. لكن على مستوى الذائقة الشخصية، وبمعزل عن النقد الأكاديمي، فأنا من المعجبين بالفنان الروسي  إيليا ريبين (1844 – 1930)، الذي  كان أحد أبرز فناني التيار الواقعي الروسي في القرن التاسع عشر، ويعتبره مؤرّخو الفن في مكانة ليو تولستوي في الأدب. وكذلك تدهشني أعمال الفنان السويسري غوستاف كليمت (1862 – 1918) صاحب لوحة “القبلة” الشهيرة، والذي عرف بـ “الفنان الذهبي”، بسبب أعماله المكسوة بأوراق الذهب.

 

  • كيف أثرت الأزمة السورية على أعمالك؟

على الرغم من معرفتي أن اللوحة، والفن عموما، ينبغي ألا تتاثر بشكل انفعالي وآني بالأحداث، غير أنني في بدايات الأزمة السورية كنت أدخل مرسمي بشعور هو مزيج من الألم واليأس والرعب، حتى أغرقت مرسمي باللون الأحمر. كنت أرسم على الكرتون بانفعال قوي. لكن سرعان ما هدأ الانفعال، ليحل محله خيار تشكيلي آخر وهو رسم الحب في زمن الحرب كأن أرسم عاشقين على ظهر دبابة، أو غضن زيتون في فوهة بندقية. أعرف أن هذه الفكرة ليست جديدة، لكنها تظلّ صالحة في الوضع السوري، ففي أزمنة القمع والهمجية والقتل والتشريد ورائحة البارود وأزيز الرصاص، ليس أمام الفنان سوى تأكيد الحب والتعايش والتسامح، والتقاط ومضات الجمال وسط الركام. وينبغي القول إنني ضد أدلجة الفن، ذلك أن الفنون عندما تتورط في ألاعيب الدعاية والبرباغندا لا تغدو فنا، بل منشورا دعائيا فجا تنتهي صلاحيته بانتهاء الحدث الذي عبرت عنه.

  • ما دور الفنون في مثل هذه الأزمات والحروب؟

الفنون بصورة عامة، ومن بينها التشكيل، ليست قادرة على إحداث التغيير، فهي عاجزة عن فعل شيء ملموس ومباشر إزاء آلة القتل، لكنها وفي الآن ذاته، تستطيع، بقوتها الناعمة، إظهار بشاعة الحروب، عبر التأكيد على مفردات وعناصر تحث على تحقيق العدالة وتسمو بالأخلاق.

جدارية غرنيكا لبابلو بيكاسو (1881 – 1973) التي يبلغ طولها 3.5 أمتار، وعرضها 7.8 أمتار، والتي استوحاها من قصف بلدة إسبانية من قبل الطائرات الألمانية والإيطالية التي كانت تساند الجنرال “الفاشي” فرانكو في 1937 خلال الحرب الأهلية الإسبانية (1936 – 1939)، جسدت فظائع الحرب وصورت الدمار والخراب، وأصبحت أيقونة فنية في القرن العشرين مناهضة للحروب والعنف.

 

الرواية والسينما واللوحة والشعر والمسرحية لا تستطيع أن تغير شيئا، بل تكتفي بصنع الجمال إزاء الخراب، وتقديم وجه جميل لهذا العالم ليسهل التعرف عليه

 

 

هذه الجدارية المنجزة بأسلوب بيكاسو التكعيبي تمثل صرخة احتجاج مفعمة بمشاعر المعاناة والحزن، وبالإحساس التراجيدي حيال الموت والدمار، وهي بالتالي نداء إنساني مؤلم يسهم في ترويض الوحش القابع في النفس البشرية والذي اختزله الراحل ممدوح عدوان في عنوان كتابه “حيونة الإنسان”.

 

الرواية والسينما واللوحة والشعر والمسرحية لا تستطيع أن تغير شيئا، بل تكتفي بصنع الجمال إزاء الخراب، وتقديم وجه جميل لهذا العالم ليسهل التعرف عليه، وهؤلاء الفنانون والأدباء ليسوا مصلحين اجتماعيين، بل سفراء لإشاعة قيم الخير والحق والجمال في عالم مضطرب، ومعقد.

  • ثمة تفاوت هائل في أسعار اللوحات…من الذي يتحكم في هذه المعادلة؟

هذا موضوع شائك، تتداخل فيه عوامل كثيرة فيمكن أن تؤثر سمعة الفنان بشكل كبير على سعر لوحته، وكذلك حجم اللوحة والتقنية المستخدمة، ومبدأ العرض والطلب. لكن العامل الأهم في اعتقادي هي الغاليريهات والمزادات، فيمكن للمستثمرين في الفن رفع سعر لوحات فنان دون آخر، بمعنى أن هناك ما يشبه المافيات التي ترفع مستوى لوحة الفنان، فعندما يكون وراء الفنان رجل أعمال ورجل ذو نفوذ ويوفر له الدعاية من إصدار كاتالوغات أو اقامة معارض، فإن ذلك يرفع من سعر لوحته، وهذه الممارسة قائمة أكثر في الغرب، أما في بلادنا فمن النادر أن يغامر رجل أعمال في الاستثمار بالفن التشكيلي، كما هو الحال مثلا في مجال الدراما التلفزيونية والسينما التي تحظى بالدعم من شركات خاصة. وكذلك أحيانا تلعب الأحزاب والمنظمات دورا في إعلاء قيمة لوحة الفنان مثل الفنانة المكسيكية فريدا كالو (1907 – 1954) التي تبنتها الحزب الشيوعي في المكسيك، مما ساهم في رفع أسعار لوحاتها، وكذلك بيكاسو الذي انتمى للحزب الشيوعي الفرنسي الذي دعمه فنيا.

 

  • هل يهدد الذكاء الاصطناعي فن التشكيل التقليدي؟

لست مطلعا كثيرا على هذا الموضوع، لكن في حدود معرفتي المتواضعة لا أعتقد أن هذا التطور التكنولوجي الهائل والذكاء الاصطناعي يمكن أن يحل محل الفنان، ذلك أن الفنان يرسم بعقله ومشاعره ويترجم ما يجول في مكنونات روحه بكثير من الدفء وحرارة العاطفة… الذكاء الاصطناعي لا يملك مثل هذه المشاعر والأحاسيس، قد يكون بارعا في إنجاز لوحة افتراضية، وقد يستفاد منها في مسائل الأرشفة وغيرها، لكن لا يمكن للوحة الذكاء الاصطناعي أن تضاهي اللوحة الحقيقية بوجودها المادي وتضاريسها اللونية، وتوزع الكتل والخطوط والأشكال التي تترجم ثقافة الفنان وأفكاره وتأملاته ودراساته وحالاته النفسية… وهي أمور يفتقر إليها الذكاء الاصطناعي.