ملخص
التقى وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت رئيس وكالة الاستخبارات المركزية بيل بيرنز، المسؤول الأميركي الرئيس في المفاوضات لإطلاق سراح الرهائن، ثم أجرى محادثات مع وزير الخارجية أنتوني بلينكن في لقاء دام نحو ساعتين.
طالبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك والسفير الأميركي لدى إسرائيل جاكوب ليو خلال مؤتمر صحافي في مدينة هرتسليا الإسرائيلية بأن يكون للسلطة الفلسطينية بعد إصلاحها دور رئيس في حكم غزة بعد انتهاء الحرب في القطاع.
وقال السفير الأميركي “يجب أن تكون السلطة الفلسطينية جزءاً” من “اليوم التالي” لانتهاء الحرب في قطاع غزة، مشدداً على الحاجة إلى “إدارة مدنية” للقطاع الذي دمرته ثمانية أشهر ونصف الشهر من الحرب. وأضاف ليو “علينا أن نجد طريقة لجعل هؤلاء الأشخاص يعملون معاً بطريقة تناسب احتياجات الجميع. أعتقد أن هذا الأمر ممكن”، مشيراً إلى أن وجود سلطة فلسطينية في غزة يمكن أن يكون مفيداً أيضاً لإسرائيل التي تسعى إلى القضاء على “حماس”.
وجدد السفير الأميركي التأكيد أن الولايات المتحدة تؤيد “حل الدولتين”، أي قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل وتضمن “أمن وكرامة” الفلسطينيين في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة. وحذر ليو من أن “وصف هذا الأمر بأنه انتصار لحماس سيكون بمثابة أخذ الأمور في الاتجاه المعاكس”، في إشارة إلى موقف الحكومة الإسرائيلية التي ترى أن قيام دولة فلسطينية سيكون بمثابة “مكافأة” لـ”حماس”.
“حل الدولتين”
بدورها، دعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إلى “حل الدولتين” كونه “الطريق الأفضل نحو سلام دائم” و”إصلاح” من دون “تدمير” السلطة الفلسطينية.
وخلال المؤتمر الذي حضره أيضاً كثير من كبار الضباط في الجيش الإسرائيلي، حذرت بيربوك من أن “تدمير وزعزعة استقرار الهياكل القائمة للسلطة الفلسطينية هو أمر خطر ويؤدي إلى نتائج عكسية”.
الرهائن
ومن واشنطن، وعد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بالعمل على إعادة الرهائن المحتجزين في غزة وحث على التعاون الوثيق مع الولايات المتحدة في ظل توتر العلاقات.
ويجري غالانت زيارة إلى واشنطن يسعى خلالها إلى إعادة تأكيد متانة العلاقات مع أكبر حليف لإسرائيل، بعدما تسبب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال الأيام الأخيرة في حلقة جديدة من التوتر مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن التي اتهمها بتأخير تسليم شحنات الأسلحة والذخيرة.
وأجرى وزير الخارجية أنتوني بلينكن محادثات مع غالانت في لقاء دام نحو ساعتين، وناقشا الدبلوماسية غير المباشرة بين إسرائيل و”حماس” في شأن اتفاق “يضمن إطلاق سراح جميع الرهائن ويخفف من معاناة الشعب الفلسطيني”، وفق المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر.
كما تطرقا إلى أهمية تطوير إسرائيل خطة قوية وواقعية لحكم غزة بمجرد انتهاء الحرب، إضافة إلى تحسين سبل وصول المساعدات الإنسانية.
وحض بلينكن على تجنب مزيد من التصعيد مع لبنان، وشدد على أهمية تجنب مزيد من التصعيد للنزاع والتوصل إلى حل دبلوماسي يتيح للعائلات الإسرائيلية واللبنانية العودة إلى منازلها.
إعادة الرهائن
والتقى غالانت رئيس وكالة الاستخبارات المركزية بيل بيرنز، المسؤول الأميركي الرئيس في المفاوضات لإطلاق سراح الرهائن.
وقال غالانت قبل أن يبدأ اجتماعاته “أود أن أؤكد أن التزام إسرائيل الأساس هو إعادة الرهائن من دون استثناء إلى عائلاتهم ومنازلهم”. وأضاف “سنواصل بذل كل جهد ممكن لإعادتهم”.
ولم يدل غالانت بمزيد من التعليقات لدى مغادرته الاجتماع مع بلينكن حيث أطلق عشرات المتظاهرين أمام وزارة الخارجية هتافات وصفوه فيها بأنه “مجرم حرب”.
وعرض بايدن في الـ31 من مايو (أيار) خطة لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح جزء من الرهائن، قبل المحادثات في شأن إنهاء الحرب التي اندلعت إثر هجوم حركة “حماس” على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. ورداً على المقترح، حددت الحركة مطالبها. وتقول واشنطن إنها تعمل على سد الفجوات بين الطرفين.
واتخذ غالانت مساراً مختلفاً عن التوتر الذي تسببت فيه تصريحات نتنياهو، قائلاً إن “التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة والذي تقوده واشنطن منذ سنوات عديدة، مهم للغاية”.
وأضاف أنه إلى جانب الجيش الإسرائيلي، فإن “علاقاتنا مع الولايات المتحدة هي العنصر الأكثر أهمية لمستقبلنا من منظور أمني”.
أما بايدن الذي واجه انتقادات من جزء من قاعدته الانتخابية بسبب دعمه لإسرائيل، فقد أوقف شحنة تضمنت قنابل ثقيلة تزن 2000 رطل (أكثر من 900 كلغ).
وقال نتنياهو الذي تربطه علاقات وثيقة بخصوم بايدن الجمهوريين، في اجتماع لمجلس الوزراء أمس الأحد إن هناك “انخفاضاً كبيراً في إمدادات” الأسلحة الأميركية منذ نحو أربعة أشهر.
ما بعد الحرب
ورداً على سؤال حول التعليق الأخير لرئيس الوزراء الإسرائيلي قال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر “لا أفهم ما يعنيه هذا التعليق على الإطلاق”.
وأضاف في تصريح لصحافيين “لقد أوقفنا موقتاً شحنة واحدة من الذخيرة الثقيلة. هذه الشحنة لا تزال معلقة”.
وقال ميلر إن الولايات المتحدة ستضغط على إسرائيل للعمل على ترتيبات طويلة الأجل بعد انتهاء القتال.
وأضاف “لا نريد أن نشهد في رفح ما شهدناه في مدينة غزة وما شهدناه في خان يونس، وهو نهاية العمليات القتالية الكبرى ثم بداية إعادة ترسيخ (حماس) لسيطرتها”.