ملخص
دأب الرئيس فلاديمير بوتين على التحذير من نشوب حرب أوسع نطاقاً تشمل أكبر القوى النووية في العالم، لكنه يقول إن موسكو لا تريد صراعاً مع حلف شمال الأطلسي الذي تقوده الولايات المتحدة
ألقى الكرملين بالمسؤولية مباشرة على الولايات المتحدة في هجوم شنته أوكرانيا على شبه جزيرة القرم بصواريخ “أتاكمز” التي زودتها بها واشنطن، وأدى إلى مقتل أربعة أشخاص في الأقل وإصابة 151 آخرين، وحذرت موسكو السفيرة الأميركية رسمياً من رد انتقامي.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين “عليكم أن تسألوا زملائي من المتحدثين الصحافيين في أوروبا، وبخاصة في واشنطن، لماذا تقتل حكوماتهم الأطفال الروس؟”.
ورداً على سؤال في شأن الرد الروسي على الهجوم على شبه جزيرة القرم، قال بيسكوف “تورط الولايات المتحدة في القتال، الذي يؤدي إلى مقتل مواطنين روس مسالمين، لا بد أن تكون له عواقب. أي منها بالضبط؟ سيخبرنا الوقت بهذا”.
حرب هجينة
واستدعت وزارة الخارجية الروسية السفيرة الأميركية لين تريسي وأبلغتها بأن واشنطن “تشن حرباً هجينة على روسيا وأصبحت في الواقع طرفاً في الصراع. سيتبع ذلك بالتأكيد إجراءات انتقامية”.
ونقل المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر للصحافيين عن تريسي قولها إن واشنطن تأسف لأية خسارة في أرواح المدنيين، وإنها توفر أسلحة لأوكرانيا حتى تتمكن من الدفاع عن سيادة أراضيها التي تتضمن شبه جزيرة القرم.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” الميجر تشارلي ديتز إن “أوكرانيا تتخذ بنفسها قرارات الاستهداف وتنفذ عملياتها العسكرية بنفسها”.
وقال مسؤول أميركي في وقت لاحق إن أوكرانيا لا تستهدف المدنيين. وأضاف أنه يبدو أن الروس تمكنوا من اعتراض الصاروخ “أتاكمز” الذي كان يستهدف منصة لإطلاق الصواريخ، وانفجر الصاروخ وتساقطت شظاياه على الشاطئ.
300 كيلومتر
ولا تزال واشنطن تحظر على كييف قصف أراضي روسيا بصواريخ “أتاكمز”، التي يصل مداها إلى 300 كيلومتر، وغيرها من الأسلحة الأميركية بعيدة المدى.
وفاقمت الحرب في أوكرانيا أزمة العلاقات بين روسيا والغرب، وقال مسؤولون روس إن الصراع يدخل في أخطر تصعيد حتى الآن. لكن إلقاء اللوم المباشر على الولايات المتحدة في الهجوم على شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا من جانب واحد في عام 2014 على رغم أن معظم العالم يعدها جزءا من أوكرانيا، يعد خطوة أبعد.
ودأب الرئيس فلاديمير بوتين على التحذير من نشوب حرب أوسع نطاقاً تشمل أكبر القوى النووية في العالم، لكنه يقول إن موسكو لا تريد صراعاً مع حلف شمال الأطلسي الذي تقوده الولايات المتحدة.
وفي خطوة لافتة قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه أقال قائد القوات المشتركة بالقوات المسلحة اللفتنانت جنرال يوري سودول بعد ظهور تقارير تفيد بأن أداءه كان سيئاً خلال الحرب المستمرة منذ 28 شهراً مع روسيا.
ولم يذكر زيلينسكي الذي كان يتحدث في خطابه المسائي المصور أمس الإثنين أي سبب لإقالته. وأعلن أن البريجادير جنرال أندريه هناتوف سيحل محل سودول في المنصب الذي تتضمن مهامه التخطيط الاستراتيجي للعمليات.
وجاءت إقالة سودول في أعقاب نشر رسالة من بوهدان كروتيفيتش رئيس كتيبة آزوف التي تحظى بالاحترام في أوكرانيا قال فيها إن أفعال سودول أدت إلى انتكاسات عسكرية خطرة. وقال كروتيفيتش في منشور على تطبيق “تيليغرام” لم يذكر فيه سودول بالاسم إن هناك جنرالاً “قتل جنوداً أوكرانيين أكثر من أي جنرال روسي”، وكتب كروتيفيتش “ما يهمني هو أن قادة الكتائب والألوية القتالية يحاكمون على خسارة مركز مراقبة، لكن لا تتم محاكمة جنرال لفقدان مناطق وعشرات المدن وآلاف الجنود”. وأضاف “جميع العسكريين يفهمون الآن عمن أتحدث، لأن 99 في المئة من الجيش يكرهه بسبب ما يفعله”.
وقالت صحيفة “أوكراينسكا برافدا” الإلكترونية نقلاً عن تقرير مسرب إنه تم تقديم شكوى جنائية في شأن سودول الذي تمت ترقيته في وقت سابق من العام، وأضافت أن كروتيفيتش مستعد للشهادة ضده.
وكان هناتوف يشغل منصب نائب قائد المسرح الجنوبي للعمليات منذ عام 2022 ولعب دوراً رائداً في استعادة جزء كبير من منطقة خيرسون الجنوبية من الروس. وفي ربيع عام 2023، قاد الدفاع عن باخموت في شرق أوكرانيا، وهي المدينة التي سقطت في نهاية المطاف في أيدي القوات الروسية بعد أشهر عديدة من المعارك الضارية.
هجمات أوكرانية على بيلغورود الروسية
ميدانياً قال حاكم منطقة بيلغورود الروسية المتاخمة لأوكرانيا اليوم الثلاثاء فياتشيسلاف غلادكوف إن أربعة أشخاص أصيبوا ولحقت أضرار بعشرات المباني في هجمات شنتها أوكرانيا على المنطقة. وأضاف غلادكوف عبر تطبيق “تيليغرام” أنه تم تدمير ما لا يقل عن ست طائرات مسيرة أطلقتها أوكرانيا فوق ياكوفليفسكي في بيلغورود. ولفت إلى أن شخصين أصيبا هناك بشظايا. وذكر أيضاً أن شخصاً آخر أصيب عند إسقاط طائرة مسيرة فوق مدينة بيلغورود، وهي المركز الإداري للمنطقة، وأصيبت امرأة في إحدى القرى.
فوائد الأصول الروسية المجمدة لحساب أوكرانيا
وسط هذه الأجواء وافق الاتحاد الأوروبي على المباشرة بدفع شريحة أولى قدرها 1,4 مليار يورو (1,5 مليار دولار) تم جمعها من أصول روسية مجمدة للمساعدة في تسليح أوكرانيا متجاوزاً بذلك معارضة المجر. وهذه الأموال هي جزء من فوائد سنوية من أموال مجمدة للمصرف المركزي الروسي كان الاتحاد الأوروبي قد وافق في أوائل مايو (أيار) على استخدامها لحساب كييف. ومنذ ذلك الحين تعمل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي باستثناء المجر على إيجاد سبيل قانوني لتحرير الأموال من دون الحاجة إلى موافقة بودابست الدولة الأكثر قرباً من روسيا في التكتل.
وقال مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن “الأرباح غير المرتقبة المتأتية من الأصول الروسية المجمدة في أوروبا وليس الأصول بحد ذاتها ستستخدم بأسرع طريقة ممكنة لمصلحة أوكرانيا”.
ولم تمنح المجر حق النقض بعدما امتنعت في وقت سابق عن التصويت على هذه القضية، لكن الخطوة أثارت حفيظة بودابست. وندد وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو “بتجاهل كامل للقواعد الأوروبية ووضع المجر خارج عملية اتخاذ القرار”.
ويأتي صرف الاتحاد الأوروبي الشريحة الأولى من المبالغ المتأتية من الأموال المجمدة بعد أن وافقت “مجموعة السبع” على خطة لمنح أوكرانيا قرضا بقيمة 50 مليار دولار بضمانة هذه الأصول. ويفترض أن يحل هذا النظام في نهاية المطاف محل الخطط الحالية للاتحاد الأوروبي في شأن أوكرانيا.