أكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، أن فصائل “الجيش الوطني السوري” المعارض سينفذ أوامر تركيا في حال الاتفاق مع الحكومة السورية، مشيراً إلى أن الرئيس التركي يهدف إلى فتح طريق غازي عنتاب – الأردن عبر الأراضي السورية المغلق منذ أكثر من عقد.
وقال رامي عبد الرحمن، لشبكة رووداو الإعلامية، الأحد (30 حزيران 2024)، إن “التقارب يصب في مصلحة الحكومة التركية والنظام السوري”، مبيناً أنه جاء “بطلب روسي أو بوساطة روسية – عراقية من أجل تطبيع العلاقات بين بشار الأسد ورجب طيب أردوغان”.
وأشار إلى أن “هدف أردوغان الأساسي هو فتح طريق ما يُعرف بغازي عنتاب – الأردن والذي كان من أهم خطوط الترانزيت للتجارة التركية وللآليات التركية المتجهة باتجاه دول الخليج، وذلك مقابل فتح طريق حلب – اللاذقية الذي تسيطر على أجزاء منه هيئة تحرير الشام في إدلب”.
وتابع أن الرئيس التركي اليوم “عاد إلى ما كان عليه سابقاً من خلال علاقته التي كانت حميمية مع بشار الأسد”.
ولفت إلى أن طريق غازي عنتاب – الأردن يعتبر “شرياناً كبيراً للتجارة التركية باتجاه دول الخليج العربي”، موضحاً بالقول “كون أن التكلفة ستكون أقل بكثير من إرسال هذه الشحنات عبر البحر من خلال قناة السويس وتأخذ فترة أطول من أن تنقل عبر البر وهي كانت سابقا تعمل بشكل كبير جداً”.
بخصوص ردود الفعل بين أهالي الشمال السوري، قال إن “هناك ثواراً سوريون يعارضون هذا الاتفاق”، مستدركاً “لكن ما تعرف بفصائل الجيش الوطني هي ليست إلا مرتزقة لدى الحكومة التركية”.
وأردف بأن هذه الفصائل وحتى رئيس الحكومة السورية المؤقتة عبد الرحمن مصطفى “لا تستطيع رفض هكذا اتفاقيات”، عازياً ذلك لكون أنها “من الممكن أن تُحل بلحظة من قبل السلطات التركية”.
رامي عبد الرحمن جدد تأكيده على أن “ما يأمر به أردوغان ستنفذه هذه المجموعات المقاتلة التي تعيش على الأموال التركية وبالأوامر التركية”.
ومضى بالقول إن الرافض لهذه الاتفاقيات “هم المعارضون المهجرون من أبناء مناطق ريفي حلب وإدلب”، مضيفاً أن أهالي تلك المناطق “ترفض الاتفاقيات التي يعمل عليها بوتين والعراق ما بين أردوغان وبشار الأسد”.
وذكر أن “هناك رفضاً شعبياً في مناطق السيطرة التركية من قبل المعارضين السوريين الثوار الذين يرفضون الحوار مع النظام السوري”، وفق قوله.
في سياق متصل، كشفت جريدة الوطن السورية نقلاً عن مصادر متابعة، اليوم الأحد، عن “اجتماع سوري تركي مرتقب في العاصمة العراقية بغداد، وهذه الخطوة ستكون بداية عملية تفاوض طويلة قد تفضي إلى تفاهمات سياسية وميدانية”.
وذكرت المصادر أنه ستجري خطوات مرتقبة وجدية لعودة جلوس الطرفين السوري والتركي على طاولة الحوار.