تركت العبارة التي أطلقها وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، بأنه لا أفق سياسياً للوصول إلى حل على الحدود ال#لبنانيّة، تساؤلات بالجملة والمفرق حيال ما ستفضي إليه الأوضاع الميدانية، خصوصاً أن هذا الكلام نابع من وزير عربي بارز، وعلى بيّنة من الأجواء الدوليّة والإقليميّة، وكل ما يحيط بالاتصالات واللقاءات الجارية لهذا الغرض، وهو يلتقي بكبار القيادات في العالم، وأخيراً ثمة لقاء جمعه بوزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن إلى سواه، ما يدل على أن هذه الضبابية المحيطة بالفضاء اللبناني، قد تؤدي إلى ما لا تحمد عقباه في حال عدم الوصول إلى هدنة أو حل.
وبالتالي بات الجميع مسلّماً بأنه لا يمكن فصل جبهة ال#جنوب عن غزّة، لا بل إن أحد كبار المسؤولين في حزب الله أكّد أن هناك مواقع إسرائيلية جديدة في بنك أهداف الحزب، وستستهدف في وقت قريب، ولم يسبق لها أن تعرضت لصواريخ الحزب ومسيّراته، ما يعني الأمور أن بدأت تخرج عن قواعد الاشتباك، وإن كانت المواجهات شهدت أكثر من محطّة تعتبر خروجاً عن قواعد اللعبة، إنما الآتي سيكون مغايراً عن المحطات السابقة، مع اقتراب زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين #نتنياهو إلى الولايات المتحدة الأميركية، حيث ستكون له كلمة في الكونغرس . والسؤال هل يقوم نتنياهو بمغامرة غير محسوبة؟ هذا ما تتخوف منه جهات بارزة دوليّة وعربيّة ومحليّة، ويقول في هذا الصدد مرجع سياسي إلتقى بزعيم عربي منذ أيام، أخشى ما أخشاه نقلاً عن الزعيم المذكور، بأن يكون الوضع في غزّة وما شهده من مجازر ودمار وخراب صورة طبق الأصل لما قد يحصل في بلدكم وتحديداً في الجنوب، ولهذه الغاية نقوم باتصالاتنا مع كبار قيادات العالم لاسيما واشنطن من أجل إمكانية الوصول إلى حل يحيد لبنان، وإلا لن تنجوا من عواقب وجنون نتنياهو، فالاتصالات التي أجريت معه لا تبشر بالخير على الإطلاق، هذا ما حصل منذ نحو أسبوعين، فهل الأمور لا زالت على حالها أم ماذا ؟
في السياق، يقول عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم لـ”النهار”، “أنّ إسرائيل دولة عدوّة وعنصريّة واستيطانيّة، ورئيس وزرائها يتسم بالجنون، وتقوم باعتداءاتها على القرى والبلدات الجنوبيّة، ومن الطبيعي من حق المقاومة أن تواجه هذه الاعتداءات، وما يقوله البعض في لبنان بأن هذا القرار تخطّى هذه الفئة وتلك، فإنه كلام غير منطقي وواقعي، إذ ألا يذكر هؤلاء أن هناك أكثر من 1500 خرق بري وبحري وجوي قامت به إسرائيل، دون أن يرف لها جفن لهؤلاء ولكل المنظمات الدوليّة والإنسانيّة، لذلك الدفاع عن أهل الجنوب أمر مقدّس، و بالتالي نحن لا نريد في هذه الظروف الاستثنائية أن ندخل في مساجلات وخلافات مع هذه الجهة السياسية أو تلك، ورئيس مجلس النواب نبيه بري حريص وضنين على أن يبقى التواصل قائماً بين كل مكونات الشعب اللبناني والقوى السياسية على اختلافها، من هنا، دعا إلى الحوار والتشاور، ودعوته لم تلق أي تجاوب من البعض، والسؤال أليس من الضرورة في مثل هذه الأجواء أن يحصل حوار بين اللبنانيين، لأنه في أصعب المحطات التي مرت على البلد كان الحوار ساري المفعول ولم ينقطع بين الفئات المتقاتلة، فكيف في مثل هذه الظروف وهناك اعتداء غير موصوف من إسرائيل على الجنوب، فهي ترتكب المجازر في غزة وتتحدى المجتمع الدولي برمته، فهل نتركها تفعل ما تشاء دون أن نواجهها ونتصدى لها، وهذا ما تفعله المقاومة حيث ثمة شهداء يسقطون، وبالتالي المخاوف قائمة من جنون نتنياهو، لا سيما أنه لم يلتزم بأي مقترح قدّمته الولايات المتحدة الأميركيّة وفرنسا، والجميع يتابع ويواكب عدم اكتراثه لكل الدعوات من أجل تقديم المساعدات الإنسانية لغزّة ورفح.
ويخلص هاشم قائلاً، اللعبة مفتوحة على الاحتمالات في هذه المرحلة إذ أفقها مسدود سياسياً وميدانياً، ورئيس مجلس النواب نبيه بري يقوم بدوره في المجلس وعلى المستوى الوطني، ويتابع ويواكب ما يحصل من أجل الوصول إلى أي إيجابيات، لكن ليس ثمة أي تنازلات عن حقوقنا المشروعة في مزارع شبعا وكفر شوبا وكل الأراضي المحتلة، ما يدركه القاصي والداني.