لاتزال مناطق أعزاز وجرابلس والراعي وعفرين بريف حلب وأخرى بريف إدلب شمالي وغربي سوريا، تعاني مشكلة انقطاع الأنترنت مع عودة جزئية، بعد تظاهر محتجين، يوم الاثنين الفائت، ضد القوات التركية وإحراق وإنزال العلم التركي والتظاهر أمام القواعد العسكرية التركية.
سبقت هذه الاحتجاجات ليلة نارية في ولاية قيصري التركية، إذ أحرق أتراك حوالي 100 منزل ومحل وسيارة للاجئين سوريين بعد مزاعم تحرش لاجئ سوري بطفلة قالت الشرطة التركية إنها أيضاً من الجنسية السورية.
واجه الجيش التركي احتجاجات الشمال السوري بالرصاص، ووثقت نورث برس عقب انتهاء اليوم الأول للمظاهرات، مقتل خمسة أشخاص وإصابة أكثر من 40 شخصاً برصاص القوات التركية.
طالبت المظاهرات التي خرجت في كل من الأتارب وكفرنوان وعفرين وأعزاز والباب بريف حلب إضافة لعدد من البلدات والقرى بريف إدلب، بإخراج القوات التركية من سوريا ووقف حملات الترحيل والاعتداءات العنصرية ضد اللاجئين السوريين في تركيا.
شهدت الاحتجاجات حرق وتمزيق للعلم التركي وإحراق شاحنات تركية، ليخرج وزير العدل التركي ورئيسه أردوغان مهددين كل من “أهان رمز البلاد”، واعتُقل عدة أشخاص وأجبر بعضهم على الوقوف أمام الكاميرا معتذراً للعلم التركي.
أثار قطع الأنترنت الشكوك حول نوايا تركيا بانتهاج سياسة قمعية لإنهاء هذه الاحتجاجات وعزل الشمال السوري وما يجري فيه عن العالم، ومنذ الاثنين الفائت قُطعت شبكة الأنترنت مع عودة جزئية أمس الأحد.
الرقة – دمشق – أعزاز
اختلفت مواقف مناطق السيطرة السورية من الاحتجاجات في شمالي سوريا، فطالب كل من الائتلاف والحكومة المؤقتة الطرفين المواليين لتركيا بالهدوء وعدم التصعيد ضد القوات التركية، مطالبين بنفس الوقت وقف الاعتداءات على اللاجئين السوريين.
بينما أدان القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، الاعتداءات على السوريين في ولاية قيصري بتركيا، مؤيداً الحراك السوري وقائلاً إن “قضية الكرامة الوطنية واستقلال القرار السوري أهداف أساسية توحدنا جميعاً”.
وأعلنت الإدارة الذاتية استعدادها لاستقبال سكان الشمال السوري، مؤيدة هي ومجلس سوريا الديمقراطية الاحتجاجات ضد القوات التركية والاعتداءات العنصرية بحق اللاجئين السوريين.
أما دمشق فلم تعلق بشكل رسمي على الاحتجاجات، واكتفت وسائل إعلام تابعة لها بتغطية بعض الأنباء الواردة من المنطقة، لاسيما وأنها في مرحلة تقارب مع أنقرة في هذا التوقيت.
مطالب
رغم اعتقالات طالت محتجين وتعزيزات أرسلتها تركيا ووقوف فصائل المعارضة الموالية لها بوجه المحتجين، إلا أن الوقفات الاحتجاجية لازالت مستمرة في مناطق بريف حلب.
وطالب محتجون تواصلت نورث برس معهم، بتشكيل لجنة تقصي تحقق في أحداث العنف بحق السوريين في تركيا والشمال السوري، ومحاسبة المتورطين بقتل السوريين، ووقف التطبيع مع “النظام السوري”.
وعُلقت في ساحة وسط مدينة أعزاز بريف حلب لافتة خُطت عليها مطالب المحتجين، كُتبت عليها أن “تركيا حليف للشعب السوري على أن تتواجد في القواعد العسكرية ولا تتدخل في شؤون المنطقة”.
وشدد المحتجون على حل الائتلاف السوري ومؤسساته مثل هيئة التفاوض واللجنة الدستورية، بسبب موقفهم “الضعيف” إزاء ما يتعرض له السوريون في تركيا وشمالي سوريا.
إعداد وتحرير: تيسير محمد