أفاد مراسل “النهار العربي”، اليوم الأربعاء، نقلا عن مصادر أمنية، أن الجيش التركي قام بوضع لافتات كتب عليها (ممنوع الدخول إلى الأراضي التركية) باللغة العربية في قرى منطقة برواري بالا في إقليم كردستان العراق شمالي البلاد، الأمر الذي أثار استياء الأهالي هناك ودفعهم للخروج في تظاهرة احتجاجية، وذلك في وقت تستمر فيه المواجهات الدائرة بين الجيش التركي وقوات حزب العمال الكردستاني.
كما خرج سكان منطقتي آميدية وشيلادزي في محافظة دهوك في تظاهرة احتجاجا على “العمليات العسكرية التركية وصمت الحكومة العراقية عن انتهاك السيادة”، وقام المحتجون بإغلاق الطريق الرئيسي بين ديرلوك وآميدية، مطالبين بوقف الحرب على أراضيهم.
وتشهد مناطق إقليم كردستان تصاعدا في العمليات العسكرية، حيث تعرضت العديد من القرى والمناطق السكنية لقصف يومي واحتراق أكثر من 20 ألف دونم من الأراضي الزراعية.
الحكومة العراقية…
وفي وقت لاحق، أعلن المجلس الوزاري للأمن الوطني العراقي، “رفض التوغل التركي في شمال العراق المستمر منذ أيام”.
وأفاد بيان لمكتب رئيس مجلس الوزراء أن “رئيس مجلس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة، محمد شياع السوداني، ترأس اليوم، اجتماعاً للمجلس الوزاري للأمن الوطني، جرت فيه مناقشة أهم الموضوعات والمستجدات الأمنية، كما تمّ بحث القضايا المطروحة في جدول الأعمال واتخاذ القرارات والتوجيهات اللازمة بشأنها”.
وأضاف، أن الاجتماع “تناول موضوع التدخلات والخروقات التي تمارسها القوات التركية في المناطق الحدودية المشتركة، حيث تمّ التأكيد على رفض التوغّل العسكري التركي، والمساس بالأراضي العراقية، وأن على تركيا مراعاة مبادئ حسن الجوار، والتعامل دبلوماسياً مع الحكومة العراقية، والتنسيق معها تجاه أي موضوع يتعلق بالجانب الأمني”.
ووجه السوداني وفقاً للبيان “بإرسال وفد برئاسة مستشار الأمن القومي إلى إقليم كردستان العراق؛ من أجل الاطلاع على الأوضاع العامة، والخروج بموقف موحد من هذا الموضوع الذي يمسّ السيادة العراقية”.
ودعا المجلس الوزاري “جميع الأطراف والقوى الوطنية لمساندة موقف الحكومة في هذا الأمر، مجدداً الموقف العراقي المبني على الدستور والقانون، الذي يمنع الاعتداء على أراضيه، أو استعمال الأراضي العراقية لتكون منطلقاً للاعتداء على دول الجوار”.