غرفة الأخبار- نورث برس

رغم أن التصعيد العسكري بين إيران والولايات المتحدة الأميركية في سوريا والعراق فيه ما يوحي بأنه مقدمات للمواجهة الفعلية بين الطرفين إلا أنه وحتى اللحظة تتباين الآراء فيما إذا كانت طبول الحرب ستقرع بين الندين في المنطقة أم لا.

انتهت التهديدات التي أعقبت اغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في قصف صاروخي أميركي، 3 كانون الثاني/ يناير2020، بتدخل قطري، قالت تقارير صحفية في أعقابه أنه كان مرضياً للطرفين فالمواجهة حينها لم تكن لتوافق حساباتهما.

ونهاية الشهر الفائت، حذر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، في تغريد على حسابه في منصة إكس، وقال إن “الولايات المتحدة أرسلت رسائل إلى محور المقاومة، لكنها تلقت رداً واضحاً في ساحة المعركة”.

هذه تصريحات لـ رئيسي، جاءت في أعقاب هجمات على القواعد الأميركية في العراق وسوريا، قابلتها أميركية، باستهداف عدد من المواقع في سوريا تتبع للحرس الثوري الإيراني بحسب البنتاغون.

وبلغت الهجمات على المواقع الأميركية في سوريا والعراق أكثر من 27 هجوماً منذ تصاعد الصراع في غزة، حيث تتهم واشنطن  طهران وجماعات مرتبطة بها في تنفيذ تلك الهجمات، ولكن الأخيرة  تنفي.

“هدف تكتيكي”

ويرى مصطفى النعيمي وهو خبير في الشأن الإيراني، أنه من الطبيعي أن تقوم إيران بنفي كافة العمليات العسكرية التي تستهدف القواعد الأميركية في سوريا والعراق.

ويضيف النعيمي لنورث برس: “لكن عملية نفي هذه الميليشيات بأن هذه العمليات العسكرية قد تمت خارج نطاق سيطرتها ربما الغاية منها زياده ضبابية الموقف على ما هو عليه، من خلال هذا الاستثمار وهو هدف تكتيكي إيراني”.

ويعرب الخبير أن إصدار البيانات من “المقاومة الإسلامية” في العراق، وتبنيها للعمليات العسكرية تلك، “لا يعفي إيران من المسؤولية، وخاصة أن أولى تلك البيانات التي تم نشرها كانت عبر وسائل إعلامية يديرها المحور الإيراني”.

ويضيف “النعيمي”:  “حتى هذه اللحظة لا يمكنني التكهن بماهية مرحلة الاشتباك القادم، لكن كل المؤشرات السياسية بهذا السياق تأتي بمسار التهدئة”.

ويرجع الخبير ذلك إلى تحركات قائد “فيلق القدس” إسماعيل قاآني ووزير الخارجية الإيراني أمير عبداللهيان، “تظهر أن إيران لا ترغب بتوسيع نطاق الاشتباك مع الولايات المتحدة وحلفائها وستبقى ملتزمة بقواعد الاشتباك السابقة. لكن هذا لا يعني أنها لن ترد على الاستهدافات الأميركية مطلقاً”.

وتشير الحشود الأميركية وتعزيز قدرات الأسطول الخامس في مياه البحر الأحمر وبحر العرب والخليج العربي، إلى أن “واشنطن في تموضعها الأخير ليس الغاية منه توجيه رسائل ردع، بل الغاية منه أن الردع يتطلب أن تكون المعدات العسكرية المستخدمة للدفاع عن مصالحها فعالة وفي نفس التوقيت وبمساحات جغرافية أكبر، وذلك لمنع أي هجمات صاروخية قد تقدم عليها طهران”. وفقاً لـ”النعيمي”.

“تصعيد مرهون بأمن إسرائيل”

ولا يعتقد الكاتب والسياسي صالح بوزان، أن استمرار الحرب في غزة سيزيد من التصعيد على المواقع الأميركية من قبل طهران.

ويقول بوزان لنورث برس: “في الظروف الحالية لا أعتقد أن التصعيد سيحدث، ولكن إذا جرى اجتياح غزة من قبل إسرائيل سيزداد التصعيد من قبل الميليشيات الإيرانية وحزب الله على المواقع الأميركية في كل من سوريا والعراق”.

ويضيف السياسي: “أما إذا توقف الاجتياح ستميل جميع الأطراف إلى التهدئة. وهذا ما تريده الدول العربية وأغلب الدول الأوروبية والصين وروسيا”.

ويشير إلى أن أميركا ستبقى في المنطقة عسكرياً وسياسياً مادامت إيران وحزب الله يشكلان تهديداً لإسرائيل ويسعيان مع روسيا وتركيا لإضعاف النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط.

إعداد وتحرير: مالين محمد