تمكن خمسة ضباط وعناصر من الجيش السوري من الفرار من مكان احتجازهم في محافظة السويداء، بعد أسبوعين من اختطافهم على يد فصيل محلي كان يخطط لمبادلتهم بثلاثة معتقلين في سجون النظام السوري. وأثار إطلاق سراح الضباط اتهامات متبادلة بين جهات مختلفة في السويداء بشأن وجود صفقة مشبوهة أو خيانة وراء تمكين المحتجزين من الفرار قبل عقد صفقة التبادل.
وقالت شبكة “الراصد” المحلية الثلاثاء، إن ضابطين وثلاثة عناصر استطاعوا الفرار من مكان احتجازهم، بعدما كان أحد الفصائل المحلية قد اختطفهم قبل أيام، من أجل إطلاق سراح موقوفين لدى النظام السوري من آل الشاعر وآل الحيناني.
وأوضحت “الراصد” أن المجموعة التي احتجزت الضباط والعناصر أكدت قبل ساعات عزمها على استمرار احتجازهم حتى يتم الإفراج عن الموقوفين، لكن المحتجزين استطاعوا الهرب في ظروف غامضة.
وذكرت شبكة “السويداء 24″، بدورها، أنه بعد مرور حوالى أسبوعين على احتجاز فصيل “تجمع القوى المحلية” في السويداء ضابطين وثلاثة عناصر من الجيش والأجهزة الأمنية، بهدف مقايضتهم بثلاثة معتقلين، أكدت مصادر محلية الإفراج عن المحتجزين الخمسة في حادثة تضاربت الأنباء بشأنها.
وأفادت المصادر بأن الضابطين والعناصر الثلاثة كانوا محتجزين طيلة الفترة الماضية في قرية الحريسة في الريف الشرقي للسويداء. وأشارت إلى أنه جرى تحرير الخمسة بالتعاون مع بعض الأهالي، في عملية وصفها بالأمنية، من دون كشف المزيد من التفاصيل.
وأكدت هذه المعلومات مواقع سورية موالية منها “عمليات الجيش السوري” الذي أكد أن قوات الجيش قامت بتحرير الضباط والعناصر الخمسة المخطوفين. أما فصيل “تجمع القوى المحلية” فوصف ما حصل بأنه كان مفاجئاً، مضيفاً أن أحد المكلفين بحراسة المحتجزين “قبض مبلغاً مالياً” وقام بتهريب المحتجزين بالتعاون مع بعض الأشخاص. ووصف الفصيل العملية بـ”الخيانة”، مؤكداً أنه لا يزال يتبنى قضية الإفراج عن المعتقلين الثلاثة وأن “الرد قادم”.
وكانت أجهزة الأمن السورية قد اعتقلت ثلاثة أشخاص هم الشيخ بهاء الشاعر، والشابان مرهف الحيناني وسلمان الشاعر اللذان سلمتهما السلطات اللبنانية.
وقالت زوجة المعتقل بهاء الشاعر لـ”مركز إعلام السويداء” إن زوجها يعمل على “بسطة” للخضر، واعتقاله حصل من خلال استدراجه عن طريق إحدى العصابات الأمنية وتسليمه الى “الأمن العسكري”، مضيفة أنه لا توجد في حقه أي قضية جنائية أو جرم قضائي يستوجب اعتقاله وتغييبه قسرياً.
أما المعتقل مرهف الحيناني، فأوضحت والدته أنه سافر إلى لبنان عبر طرق التهريب، ليتم القبض عليه من قبل السلطات اللبنانية وتسليمه الى قوات النظام السوري في 9 من الشهر الجاري، ومنع تواصله مع أهله أو ذويه. واعتقل الشاب سلمان الشاعر في 10 تموز (يوليو) الجاري، خلال محاولته السفر إلى لبنان بطريقة غير شرعية بهدف العمل.
ورداً على اعتقال الأشخاص الثلاثة، قام فصيل “تجمع القوى المحلية في السويداء” باعتقال ضابطين برتبة مقدم ونقيب وثلاثة عناصر صف ضابط في قوات النظام في 11 تموز، وفق ما ذكرت شبكة “السويداء 24”.
وأفادت مصادر مطلعة حينها، بأن مفاوضات غير مباشرة أجريت عبر وسطاء بين الأجهزة الأمنية، والمجموعات الأهلية التي تحتجز ضباطاً وعناصر تابعين للنظام، وسط إصرار من الفصائل على الإفراج الفوري عن المعتقلين، مقابل إطلاق سراح العسكريين المحتجزين.
ووفق شبكة “السويداء 24” أجريت مفاوضات غير مباشرة طيلة الفترة الماضية بين الطرفين، وكانت خلالها السلطات تهدد بعملية أمنية في حال لم يتم الإفراج عن المحتجزين من ضباطها وعناصرها.