يُعتبر القلق من الحالات الشائعة والمزعجة في الوقت نفسه. وفيما نسعى كلنا قدر الإمكان، إلى تجنّب الوقوع في قبضة القلق، إلّا أن بعض السلوكيات الشائعة قد تستجلبه إلى دواخلنا، بحسب ما نشر في صحيفة “هفنغتون بوست” Huffingtonpost.

 

 

 

ما هي حالة القلق؟

 

يعتبر الخبراء في علم النفس أن القلق بمثابة إنذار يطلقه الجسم في مواجهة حالة معينة، لكنه ليس بالضرورة خطيراً بحدّ ذاته. ويُعتبر ذلك الإنذار أو الاستنفار حالة طبيعية في مواجهة خطر ما، لكنها قد تثير اضطراباً نفسياً حينما تستمر فترة طويلة، أو تحصل بشكل متكرّر في مواجهة ظروف لا تُعتبر خطيرة.

 

سلوكيات تعزّز القلق

 

– أفكار بالأبيض او الأسود. يُقصد بذلك نوع التفكير الذي يتجّه نحو اعتبار الأمور جيدة أو سيئة بالمطلق، وبالتالي فإنه يبتعد عن المناطق الرمادية التي قد توفر مساحة للراحة. ومثلاً، في حال الوقوع في خطأ ما، يعتقد الشخص أنه غير كفوء ويميل بأفكاره نحو الحدّ الأقصى، حتى لو كان الخطأ طبيعياً وقابلاً للحدوث مع أي شخص. باستطاعة هذا النوع من الأفكار أن يسبب شعوراً باليأس، ويجعل أي تواصل مع الآخرين محمَّلاً بالكثير من الضغط النفسي. قد تؤدي تلك الوضعية إلى حالة من القلق تجعل الشخص مرتبكاً حينما يسعى إلى إنجاز العمل نفسه الذي أخطأ فيه المرّة الأولى. وقد يوصله ذلك إلى تجنّب تكرار كل نوع من التجريب، ما يعرقل مساره الشخصي والمهني والحياتي. بالاختصار، الخطأ أمر شائع، ويجب الاستفادة من حدوثه. هنالك قول علمي، يفسّر أن الخطأ هو طريقة تدّلنا إلى ما لا يجب فعله للوصول إلى الصواب.

– التجنّب والخشية من الأشياء كلها أو معظمها يُعتبر التفكير بوقف أو تجنّب أمر ما بالمطلق، من السلوكيات التي تعزز حالة القلق. ففي الواقع، تزيد الحالة سوءاً حينما يتجنّب المرء بعض الظروف أو الأمكنة أو الأشخاص الذين يعتقد بأنهم يحركون القلق لديه. في الواقع، بدلاً من تجنّب الأمور يجب مواجهتها، حتى لو ترافق ذلك مع بعض الانزعاج، خصوصاً في بداية الأمر.

– البحث عن مصدر الأمان والثقة

البحث عن آراء الآخرين باستمرار والبحث على الإنترنت باستمرار أيضاً عن أعراض القلق، من السلوكيات التي تعزز حالة القلق. يعبّر ذلك النوع من البحث عن الحاجة إلى إحساس بالثقة لكنه مكتسب، أو بالأحرى مستعار، من الآخرين أو من الخارج عامةً. إنه حل سريع لكنه لا يعالج أساس المشكلة.

– تعظيم الأمور والمبالغة في الأفكار السوداوية.

يعتقد البعض أحياناً كأن حالة القلق هذه يمكن أن تؤدي إلى التشوش إلى حدّ انعدام قدرة المرء على التوصل إلى وعي وإدراك عن حياته، وبالتالي، ينعدم أيضاً إمكان الحصول على أي مساعدة. ويسود تفكير عن حصول الأسوأ بصورة دائمة، بل ربما مع اعتقاد راسخ بأنه سيحصل، بدلاً من تبسيط الأمور. قد يساعد التفكير بحلول عملية يمكن اللجوء إليها لمعالجة المشكلات وتصحيح الأوضاع حينما تسوء قليلاً أو كثيراً. ويساعد ذلك في الحدّ من حالة القلق. وكذلك يفضَّل التركيز على الإمكانات الذاتية في مواجهة أي أزمة أو حالة صعبة.

– التشكيك في الذات. يُعتبر التشكيك في النفس والقدرات الذاتية، من السلوكيات التي تعزز حالة القلق أيضاً. ويشمل ذلك كيف نصوغ في أدمغتنا تقييمنا لأحوالنا وأوضاعنا، فلا نسكن كلمات التي تقلل من قيمة أنفسنا كلما ضاقت الحياة وأمورها بنا.

– السعي الدائم إلى إرضاء الآخرين. من المهمّ التنبّه إلى الدرجة التي نسعى فيها إلى إرضاء الآخرين، لأن إعطاءها الأولوية المطلقة باستمرار وفي كل الحالات، حتى لو تعارضت مع بديهيات احتياجاتنا وأفكارنا، هي من السلوكيات التي تعزز حالة القلق. ثمة قول مأثور، بأن رضا الناس غاية لا تُدرَك، فلِمَ لا نضعه في خلفية تفكيرنا؟ إن السعي لإرضاء الآخرين يصبح أقرب إلى المرض حينما يصل إلى حدّ التجاهل التام للذات.