القوات الإسرائيلية تحاصر مستشفى الشفاء منذ 8 أيام - صورة أرشيفية.

مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في محيط مستشفى الشفاء وداخله بمدينة غزة منذ نحو أسبوع، وانقطاع الاتصالات والإنترنت نتيجة نفاد الوقود في القطاع المحاصر، كشف صحفي للحرة تفاصيل ما حدث داخل المجمع خلال ليل الخميس الجمعة.

وقال الصحفي، خضر الزعنون، في تصريح عبر الهاتف لقناة “الحرة” إن الجيش الإسرائيلي قام خلال ساعات الليل وفجر الجمعة بتفجير ثلاثة أماكن في مستشفى الشفاء.

وأوضح الزعنون أنه تم تفجير “المطبخ الخاص بالطهي للمرضى والجرحى والمطعم المرافق له، ومكان خاص بقسم التنمية البشرية، بالإضافة إلى قسم مخصص للهندسة والصيانة”.

وأكد أنه “تم زرع المتفجرات داخل هذه الأماكن غير المأهولة وتفجيرها مما سبب حالة من الهلع والذعر لدى المرضى والجرحى والعاملين والنازحين الموجودين داخل المستشفى”.

وأشار إلى أن المستشفى محاصر بالدبابات والآليات العسكرية الإسرائيلية لليوم الثامن على التوالي، وأنه تم تجريف الشوارع المحيطة بالمستشفى.

ولفت إلى أن حال الجرحى والمرضى والأطفال الخدج يرثى له بظل انقطاع الكهرباء وعدم توفر الأوكسجين والأدوية والماء والغذاء.

وعاود الجيش الإسرائيلي، الخميس، دخول مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، غداة عملية اقتحام وتفتيش لأكبر مستشفى في القطاع أثارت قلقا وانتقادات دولية بشأن مصير المرضى والجرحى وآلاف المدنيين المحاصرين، وفقا لفرانس برس.

وتتهم إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة حركة حماس بإخفاء أسلحة ومنشآت عسكرية في مجمع الشفاء الطبي، وهو ما تنفيه الحركة الفلسطينية.

وقال قائد العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة الجنرال، يارون فنكلمان، “ننفذ هذه الليلة عملية محددة الهدف في مستشفى الشفاء”.

وأضاف “نحن نواصل التقدم”.

وردا على سؤال حول ما يجري داخل مستشفى الشفاء، رفضت وحدة المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي التعليق على طلبات “الحرة”.

لكن مصادر عسكرية إسرائيلية أشارت لموقع “الحرة” إلى أن “البحث عن الأسلحة واستجواب المشتبه بهم هو الإجراء المعتاد في مناطق الحرب”.

وقال أدرعي، الأربعاء، إنه “تم العثور على مقر عملياتي ووسائل تكنولوجية تابعة لمنظمة حماس الإرهابية، مما يدل على استخدام المنظمة الإرهابية للمستشفى لأغراض إرهابية”.

وتابع أن “جيش الدفاع الإسرائيلي يعمل في محيط المستشفى بناء على المعلومات الاستخبارية المتوفرة وسعيا لمنع إلحاق الأذى بالطواقم الطبية وغيرهم من المدنيين الذين لجأوا إلى المستشفى”.

وأضاف “عثر المقاتلون على غرفة تحتوي على وسائل تكنولوجية خاصة ومعدات قتالية ومعدات عسكرية تستخدمها منظمة حماس الإرهابية، وفي  وفي قسم آخر تم العثور على مقر عملياتي ووسائل تكنولوجية تابعة لمنظمة حماس الإرهابية، مما يدل على استخدام المنظمة الإرهابية للمستشفى لأغراض إرهابية”.

وأصدرت حماس، التي نفت مرارا وتكرارا استخدام المستشفى في عمليات عسكرية، بيانا وصفت فيه المزاعم الإسرائيلية بأنها “قصة ملفقة لن يصدقها أحد”.

وبعد أيام من العمليات العسكرية والمعارك في محيطه، اقتحم الجيش، الأربعاء، مجمع الشفاء حيث تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى وجود 2300 شخص على الأقل، بينهم مرضى وطواقم طبية ونازحون لجأوا إلى أرجائه.

ودخل عشرات الجنود الإسرائيليين، بعضهم يضع أقنعة، المستشفى، فجر الأربعاء، بحسب ما أفاد صحفي متعاون مع وكالة فرانس برس من داخل المؤسسة.

وإضافة إلى الاتهامات الإسرائيلية، أكدت واشنطن أن حماس تستخدم الأجزاء السفلية من المجمع لأغراض عسكرية.

وقال الرئيس الأميركي، جو بايدن، الأربعاء، إن الحركة الفلسطينية التي تسيطر على قطاع غزة منذ 2007، ارتكبت جريمة حرب من خلال إقامة “مقراتها و(بنيتها) العسكرية أسفل مستشفى”.

وأكد بايدن أنه طالب إسرائيل بأن تكون “حذرة للغاية” في تحركاتها في مستشفى الشفاء. وأضاف “دعوني أكون دقيقا. لقد ناقشنا ضرورة أن يكونوا حذرين للغاية”.

واشنطن تنفي إعطاء “ضوء أخضر”

وكان الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أكد أن واشنطن “لم تعط الضوء الأخضر للعمليات حول مستشفى الشفاء”.

وقال جون كيربي “لقد كنا دائما واضحين للغاية مع شركائنا الإسرائيليين بشأن أهمية تقليل الخسائر في صفوف المدنيين”.

وكان أكد في اليوم السابق أن حماس تستخدم المستشفيات في غزة لأغراض عسكرية، في ما عدته الحركة بمثابة “ضوء أخضر” لإسرائيل “لارتكاب الاحتلال لمزيد من المجازر الوحشية”.

وأثار اقتحام مستشفى الشفاء إدانات دولية ودعوات عاجلة إلى حماية المدنيين.

واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس بعد هجوم مباغت شنته الحركة على مواقع عسكرية ومناطق سكنية محاذية لقطاع غزة، أدى إلى مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، وتم اختطاف 239 شخصا، وفق السلطات الإسرائيلية.

ومنذ ذلك الحين، ترد إسرائيل بقصف جوي وبحري وبري مكثف على القطاع المحاصر، أتبعته بعملية برية لا تزال متواصلة، وبلغت حصيلة القتلى في غزة أكثر من 11500 شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال، فضلا عن إصابة نحو 29 ألف شخص، إضافة إلى أكثر من 2700 مفقود تحت الأنقاض، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس، الأربعاء.