يصل قائد القيادة الوسطى الأميركية، الجنرال مايكل إريك كوريلا، إلى إسرائيل، اليوم الجمعة، لإجراء محادثات مع المسؤولين الإسرائيليين حول الحرب على قطاع غزة والتصعيد المستمر على المناطق الحدودية مع لبنان، شمالي البلاد. جاء ذلك حسب ما نقل موقع “واللا”، مساء الخميس، عن مسؤولَين إسرائيليَين رفيعَي المستوى؛ وأفاد التقرير بأن هذه الزيارة تعتبر الثانية للجنرال الأميركي الرفيع إلى إسرائيل منذ بداية الحرب على غزة.

مخاوف أميركية
وأشار التقرير إلى أن زيارة كوريلا تأتي “على خلفية الجهود التي تبذلها إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، لردع إيران وحزب الله، ومنع تحول الحرب على غزة إلى حرب إقليمية”. ولفت إلى “مخاوف لدى الإدارة الأميركية من أن عمليات الجيش الإسرائيلي في لبنان، والتي تصاعدت في الأسبوعين الأخيرين، ستؤدي إلى تصعيد كبير ضد حزب الله وفتح جبهة ثانية” ضد إسرائيل.
ووفقاً للتقرير، فإن قائد القيادة الوسطى الأميركية سيجتمع مع وزير الأمن، يوآف غالانت، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، بالإضافة إلى مسؤولين كبار آخرين في الأجهزة الأمنية والاستخباراتية.

وقال مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى إنهم “سيطلعون كوريلا على التقدم المحرز في العملية البرية للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة وخطط مواصلة العملية”. ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تعرضت القوات الأميركية في الشرق الأوسط إلى أكثر من 50 هجومًا شنتها الميليشيات والمجموعات المسلحة الموالية لإيران ضد القوات والقواعد الأميركية في سوريا والعراق.

دفاع جوي لحزب الله؟
وفي سياق آخر، نشر معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى تحليلاً، توقع فيه أن تضاعف إيران من جهودها لتزويد حزب الله بأنظمة دفاع جوي متقدمة. وذكر المعهد في تحليل أن تقارير واردة من محافظة دير الزور السورية، تشير إلى أن المليشيات ربما تتدرب بشكلٍ نشط على استخدام المنظومة الإيرانية للدفاع الجوي “15 خرداد” ذات الصواريخ المتوسطة إلى طويلة المدى، والتي تشبه النظام العسكري الأميركي “باتريوت”. ولم يتم التأكد من وجود وحدات “15 خرداد” داخل سوريا، كما أن وجهتها النهائية غير معروفة إذا تم نقلها بالفعل إلى هناك، حسب المعهد.

ومن المفترض أيضاً أن هذه الصفقة كانت تهدف إلى أن تعود بالفائدة على حزب الله، حسب “معهد واشنطن”.

وذكر المعهد أن “احتمال إدخال منظومة متطورة مثل “15 خرداد” إلى جنوب لبنان أو جنوب غرب سوريا أمر مثير للقلق بصورةٍ خاصة، في ظل السياق الحالي للحرب بين إسرائيل وحركة حماس، وتوسّع رقعة الاشتباكات الحدودية بين إسرائيل وحزب الله، ومحاولات الجيش الأميركي ردع الضربات المتزايدة من جانب المليشيات السورية والعراقية”.

وأضاف: “من الناحية النظرية، فإن وجود منظومة “15 خرداد” سيعزز جهود وكلاء إيران لمواجهة العمليات الجوية الإسرائيلية بشكلٍ ملحوظ على طول المناطق الحدودية أو في عمق لبنان وسوريا، خصوصاً إذا تم إقرانها بنظام دفاع نقطي مثل “بانتسير”، والذي تفيد بعض التقارير بأن “مجموعة فاغنر” الروسية تخطط لتسليمه إلى حزب الله.

وقال المعهد إنه “من المرجح أن هذا السلاح الفريد من نوعه الذي يعمل بالطاقة النفاثة قد تم استخدامه خلال حادثة وقعت في 8 تشرين الثاني، حيث ادّعى الحوثيون أنهم أسقطوا طائرة استطلاع أميركية من دون طيار من طراز “إم. كيو-9″ فوق المياه اليمنية”.

ويتم تصميم منظومات الدفاع الجوي الإيرانية بشكل عام، مع الحرص على سهولة التشغيل، ومن غير المرجح أن تكون منظومة “15 خرداد” استثناءً من المفترض أن تتمكن مجموعة من الطواقم والمستشارين الفنيين الإيرانيين وحزب الله والسوريين وربما العراقيين من تشغيلها بفعالية على المدى القريب.