في حال صحّ أن مجلس شورى «حزب الله» اجتمع وتَوافَق أعضاؤه على انتخاب الشيخ نعيم قاسم أميناً عاماً جديداً للحزب، فذلك يعني وبحسب مقرَّبين من الحزب أمرَين أساسيَّين؛ «الأول أنه استنهض نفسه وأعاد رصَّ صفوفه بعد الضربات الكبيرة التي تلقاها وأنه بات يستطيع عقد اجتماعات لكبار قادته رغم المخاطر الأمنية الكبيرة المحيطة بهم، والثاني أنه وبعكس ما يتردد ويُشاع، ليست طهران مَن تتولى القيادة السياسية والعسكرية للحزب منذ اغتيال أمينه العام السابق حسن نصر الله».
ويتألف الإطار التنظيمي للحزب من مجالس عدة هي: «مجلس الشورى»، و«المجلس الجهادي»، و«المجلس التنفيذي»، و«المجلس السياسي»، و«مجلس العمل الحكومي والنيابي»، و«مجلس القضاء». ويُعدّ مجلس الشورى هو الأهم بوصفه المجلس الذي يتولى القيادة.
وبحسب المعلومات، يضم مجلس الشورى 7 أعضاء، هم – إلى جانب الأمين العام للحزب، والذي هو أيضاً رئيس مجلس الشورى والذي بات الشيخ قاسم، نائب الأمين العام للحزب – رئيس المجلس القضائي الشيخ محمد يزبك، رئيس المجلس السياسي الشيخ إبراهيم أمين السيد، رئيس المجلس التنفيذي الذي تم اغتياله مؤخراً هاشم صفي الدين، المساعد السياسي للأمين العام حسين خليل، ورئيس المجلس البرلماني، ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة، (وهو الجناح السياسي لـ«حزب الله») في مجلس النواب اللبناني محمد رعد.
ومع تعيين أمين عام، يبقى هناك موقعان شاغران في مجلس الشورى. الأول نائب الأمين العام، والثاني رئيس المجلس التنفيذي.
ويشير الكاتب والباحث السياسي الدكتور قاسم قصير، المطَّلع من كثب على شؤون الحزب، إلى أنه لم يتم بعد تعيين نائب للأمين العام، عادّاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «تعيين أمين عام أمر مهم جداً، وهو رسالة للداخل والخارج أن الحزب قوي ويتابع أموره، وليس صحيحاً أن إيران هي مَن تديره». ويرجح قصير أن يتم ملء باقي الشواغر في مجلس شورى الحزب لاحقاً.
ولا تستبعد مصادر أخرى أنه حتى ولو تم تعيين نائب للأمين العام، ألا يتم إعلان هويته في هذه المرحلة؛ لأنه سيتحول، كما نعيم، هدفاً أساسياً واستراتيجياً لإسرائيل التي تسعى لأن يبقى الحزب من دون قيادة.
ولجأ «حزب الله» منذ اغتيال نصر الله، وبعده صفي الدين، للقيادة الجماعية التي كان يتولاها مَن تبقَّى من أعضاء مجلس الشورى، كما ترددت معلومات عن أن طهران هي التي أمسكت دفة القيادة السياسية والعسكرية.
ونشر الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق، ما قال إنها القيادة العسكرية لـ«حزب الله»، وتضم 9 مسؤولين، كان يرأسهم نصر الله. وقد تم اغتيال 8 من هؤلاء وبقي حصراً أبو علي رضا، قائد قوة «بدر».
وتتألف هيكلية «حزب الله» من 3 أطر رئيسية هي: أولاً، الأمين العام الذي يُعدّ رأس الهيكل ويتمتع بصلاحيات تنظيمية واسعة جداً. ثانياً: مجلس شورى ويترأس أعضاؤه المجالس التنظيمية الأربعة؛ وهي: المجلس الجهادي، والمجلس القضائي، ومجلس العمل النيابي والمجلس السياسي. وثالثاً: المجلس التنفيذي، الذي كان يرأسه صفي الدين، وهو بمثابة القلب التنظيمي (الحكومة) الذي تتفرع عنه أكثر الوحدات التنظيمية.