رووداو ديجيتال
حذّر رئيس هيئة التفاوض السورية، بدر جاموس، من أن المناطق السورية مقبلة على انفجار، في حال لم يسعى المجتمع الدولي الى حل سياسي.
وقال بدر جاموس، خلال استضافته في أعمال اليوم الثاني من ملتقى “ميري 2024” في أربيل بجلسة حول “مستقبل سوريا: آفاق السلام وإعادة الإعمار”، يوم الأربعاء (30 تشرين الأول 2024) إن “هيئة التفاوض السورية هي معتمدة من الأمم المتحدة للتفاوض بخصوص مستقبل سوريا”.
وأكد بدر جاموس: “نسعى لايجاد حل سياسي عادل لكافة مكونات الشعب السوري”، معتبراً أن سوريا “تستحق ان تنهض من جديد لكن ضمن عقد اجتماعي جديد، يضمن عدم تكرار ما حصل خلال تلك السنوات العجاف”.
سوريا منطقة تجاذب دولي
ولفت بدر جاموس الى أنه “من دون حل سياسي عادل لا يمكن ايجاد الحل في سوريا”، مردفاً أن “سوريا تحولت الى منطقة تجاذب دولي بوجود روسيا واميركا وتركيا وايران واسرائيل من الجو، ما جعلت سوريا ساحة حرب”.
وحذّر رئيس هيئة التفاوض السورية من “وصول الشعب السوري الى مرحلة الانفجار، في حال استمرار الحالة السياسية والانسانية السيئة وعدم وجود رؤية افق للمستقبل”.
واتهم بدر جاموس “النظام السوري” بأنه “قام بتحويل الصراع الى ساحة دولية لارسال رسائل”، منتقداً “عدم استطاعة المجتمع الدولي ايجاد حل لسوريا على مدى 13 عاماً”.
بخصوص امكانية التواصل مع الحكومة السورية، رأى بدر جاموس أنه “اذا كان الحديث مع دمشق باتجاه تغيير موقفها السياسي فربما ممكن التواصل”، مضيفاً أنه “وبعد مرور 17 شهراً لم نشاهد أي تقدم بأي ملف من الملفات”.
وأردف بدر جاموس: “قلنا للعرب ان النظام غير قادر ولا يريد تغيير اي شيء، وبدون ان تكون هنالك مصالحة حقيقية واعطاء الشعب حقه”، مؤكداً أنه “بدون العمل المشترك بمنتهى الصراحة والانفتاح لا يمكن لأي جهة واحدة تحقيق مصالح الدول الاقليمية”.
قضية سياسية “بامتياز”
ورأى بدر جاموس أن “قضيتنا في سوريا هي سياسية بامتياز”، مبيناً أنه “ينبغي التفاوض او الضغط على النظام السوري لدفعه باتجاه طاولة سياسية باتجاه الحل ضمن القرارات الأممية”.
وقال أيضاً: “اذا كان العرب جاهزون فنحن ايضاً جاهزون لوضع خطة ضمن خطوات متتالية للدفع باتجاه الحل السياسي في سوريا”، مستدركاً أنه “الى الان منعت ظروف المنطقة أن يكون هنالك عمل عربي مشترك”، بهذا الصدد.
رئيس هيئة التفاوض السورية، طالب العرب أن “لا يذهبوا الى النظام السوري منفردين”، عازياً ذلك الى أن “النظام السوري جاهز لتقديم تنازلات الى الدول، وليس الى الشعب”.
“تركيا حليف ستراتيجي”
بخصوص الموقف من تركيا، رأى بدر جاموس أن “تركيا حليف ستراتيجي لنا كمعارضة، والتواصل والحوار معها مستمر قبل التواصل والتفاوض مع النظام السوري”.
وأوضح أن “تركيا لديها مشاكل تتعلق باللاجئين مثل دول الاقليم، لكن لا يمكن عودة اللاجئين من تركيا وكذلك من لبنان من دون تغيير سياسة النظام السوري”.
“نريد ان تكون هنالك خطة متفق عليها عربياً ودولياً على ان التواصل مع سوريا مرتبط بايجاد حل سياسي وتطبيق قرارات الامم المتحدة، والتي تعبر عن بناء عقد اجتماعي جديد، ويشعر السوريين بكافة مكوناته بأن سوريا بلدهم”، وفقاً لدر جاموس.
“الشعب السوري يدفع الثمن عن المنطقة”
وأضاف بدر جاموس أن “السويداء أخذت على مدى 11 عاماً طرف الحياد، طيلة هذ المدة، وبعد التطبيق العربي حصل انفجار فيها لأكثر من عام”، عاداً الشعب السوري “يدفع الثمن كاملاً عنه وعن المنطقة”.
واشار الى أن “النظام السوري لم يغير المعادلة الامنية المستمرة منذ 50 عاماً، لذا نرى أن الأمور في سوريا ذاهبة الى الأسوأ، ونحن مهتمون بمصالح الدول لكن مصلحة شعبنا هي الأولوية”.
ورأى أن “التنوع الاجتماعي والطائفي في العراق وسوريا متشابه، لذلك فإن العراق يستطيع ان يفهم السوري وهو اكثر من يجب ان يفهم ما هي المشكلة في سوريا”.
وتابع “لا نعيش في سوريا الازمة السورية فقط، بل ازمة الدول الاقليمية التي صدرت أزماتها، وهذا ما القى بظلاله على العلاقة بين السوريين”، مؤكداً أن “هذا الامر يحتاج الى شجاعة من السوريين للتغلب على هذا التحدي”.
وأشار الى “الحاجة الى ان يكون الجوار السوري – السوري منطلقاً من الارضية السورية ولا شيء اخر”، مشدداً: “لسنا مع الحلول العسكرية بل مع الحلول السلمية”.
كما أكد أن “هنالك مشروعاً لتغيير ديمغرافي، وتم استهداف المكون الكوردي بشكل خاص، لذا يجب اعادة حل هذه المسائل والا لن يكون هنالك استقرار”.
وطالب رئيس هيئة التفاوض السورية بأن يكون هنالك “نقاش عملي وجدي بعيداً عن السذاجة في الشعارات”، حسب وصفه.