ملخص
ستة جرحى بينهم أربعة أطفال إثر تعرض مركز تلقيح لقصف والجيش الإسرائيلي يؤكد إطلاق “مقذوفين” من شمال القطاع
يواصل الجيش الإسرائيلي حربه ضد حركة “حماس” في قطاع غزة حيث طال “قصف” مركزاً للتطعيم ضد شلل الأطفال ما أدى إلى إصابة ستة أشخاص، من بينهم أربعة أطفال.
قبل ثلاثة أيام من الانتخابات الرئاسية الأميركية، ورغم الضغوط الدولية، تبقى محاولات التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة ولبنان من دون نتيجة، ما يثير خشية من نزاع إقليمي شامل.
وقصفت الطائرات الإسرائيلي جباليا وبيت لاهيا (شمال)، والنصيرات (وسط)، ما أدى إلى مقتل ثلاثة فلسطينيين، بحسب الدفاع المدني.
وقال أحد سكان النصيرات يدعى أشرف عبدالله لوكالة الصحافة الفرنسية “عند الأولى فجرا، وقع انفجار وبدأنا نسمع صراخاً، خرجنا وكانت هناك طائرات وإطلاق نيران فوقنا”، لافتاً إلى أنه شاهد “أشلاء” أطفال ونساء.
مع استئناف حملة التلقيح ضد شلل الأطفال في شمال غزة حيث ينفذ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية دامية منذ السادس من أكتوبر (تشرين الأول)، أصيب ستة أشخاص بينهم أربعة أطفال بعد تعرض مركز للتلقيح لـ”قصف” السبت.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس ادهانوم غيبرييسوس على منصة “أكس” إن “مركز الشيخ رضوان للعناية الصحية الأولية في شمال غزة تعرض لقصف اليوم (السبت) فيما كان ذوو أطفال يصطحبونهم للتلقيح ضد شلل الأطفال، في منطقة تشهد هدنة إنسانية تم التوافق في شأنها للسماح بمواصلة عملية التطعيم”.
وأكد مسؤول في الدفاع المدني في غزة أن ثلاثة أشخاص على الأقل أصيبوا بشظايا صاروخ أطلقته طائرة إسرائيلية مسيّرة على جدار المركز الصحي غرب مدينة غزة.
نفي إسرائيلي
من جانبه، نفى الجيش الإسرائيلي إطلاق النار على مركز التطعيم. وقال في بيان إن “مراجعة أولية خلصت إلى أن الجيش لم ينفذ غارة على هذه المنطقة في الوقت المحدد”، مؤكداً أنه شارك في تنسيق حملة التطعيم.
على صعيد القتال، قال الجيش الإسرائيلي إنه “قضى على عشرات الإرهابيين في جباليا”. كذلك، تحدث عن عمليات ضد “حماس” في جنوب القطاع ووسطه.
وأفاد أنه عثر على نفق تحت الأرض في مدينة غزة (شمال) يحوي منشأة لصنع الأسلحة تعود إلى “حماس”.
إلى ذلك، أعلنت إسرائيل أن صاروخين أطلقا من شمال قطاع غزة و”سقطا في منطقة مفتوحة”، وهذا أول إطلاق صاروخي من غزة منذ أسابيع.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي أن جنديين قتلا في غزة السبت، ليرتفع عدد جنوده الذين قتلوا منذ بدء هجومه البري في 27 أكتوبر 2023 إلى 370 قتيلا.
تظاهرات في تل أبيب
وتظاهر مئات الإسرائيليين السبت في تل أبيب تعبيراً عن غضبهم حيال ما يعتبرون أنه عجز لدى حكومتهم عن التوصل إلى اتفاق لوقف النار مع حركة “حماس” في غزة وتحرير الرهائن الـ97 المحتجزين بالقطاع الفلسطيني منذ أكثر من عام.
وكما يفعلون أسبوعيا منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023، في ميدان أطلقوا عليه اسم “ساحة الرهائن” بالعاصمة الاقتصادية لإسرائيل، طالب المتظاهرون الذين رفعوا أعلاماً وصوراً للرهائن، بـ”اتفاق الآن” وبـ”وقف الحرب”، مؤكدين “لن نتخلى عنهم”.
وقال زاهيرو شاهار مور “كانت هناك فرص لا حصر لها لإنهاء هذه الأزمة، وقد نسفت الحكومة كل واحدة منها”.
وأضاف هذا الموظف في أحد المصارف (52 سنة) والذي توفي عمه أفراهام موندر في الأسر “دورة العنف تتفاقم أسبوعا بعد آخَر ولا نرى نهاية في الأفق”.
ويدعو المتظاهرون إلى هدنة مع “حماس”، في وقت تقول إسرائيل إنها حققت غالبية أهدافها العسكرية بما في ذلك القضاء على زعيم الحركة يحيى السنوار الشهر الماضي.
بالنسبة إلى الحكومة الإسرائيلية والمسؤولين الأميركيين وعدد من الخبراء، فإن السنوار الذي يُعتبر العقل المدبر للهجوم الدامي على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، كان العقبة الرئيسة أمام التوصل إلى اتفاق هدنة.
واتهمت عفت كلديرون، قريبة الرهينة الفرنسي-الإسرائيلي عوفر كلديرون، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بـ”تخريب” كل محاولات التوصل إلى هدنة.
وقالت عفت (50 سنة)، وهي شخصية بارزة في الاحتجاجات المناهضة للحكومة، “كل مرة نحاول التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن، يُخرِّب (نتنياهو) الاتفاق. لقد أنحى باللائمة على السنوار، والآن بعد أن لم يعد موجوداً، يجد دائماً سبباً آخر”.
وأضافت “إنها حرب دامية يجب أن تتوقف. كفى. مات كثير من الجنود ومن المواطنين العاديين”، في إشارة إلى الضحايا المدنيين، الإسرائيليين والفلسطينيين على السواء.
أدى هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 إلى مقتل 1206 أشخاص معظمهم مدنيون، حسب حصيلة تستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
كذلك، خطِف خلال الهجوم 251 شخصا لا يزال 97 منهم محتجزين في غزة، ويقول الجيش إن 34 منهم ماتوا.
وأدى القصف الإسرائيلي والحرب البرية إلى مقتل 43314 شخصا في غزة، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، وفق بيانات وزارة الصحة التي تديرها “حماس” وتعتبرها الأمم المتحدة ذات صدقية.
“خيبة أمل وإحباط وغضب”
كما يُعبّر المتظاهرون الإسرائيليون عن دعمهم لعشرات آلاف الجنود الذين أنهكتهم الحرب المستمرّة في غزة منذ أكثر من عام.
ويأمل آخرون في مشاركة أكبر من جانب الولايات المتحدة، الحليف التاريخي لإسرائيل، والتي تشهد انتخابات رئاسية الثلاثاء.
وقال زاهيرو شاهار مور “آمل في أن يكون الفائز ناضجا كفاية” كي يأتي بالمسؤولين في المنطقة إلى طاولة المفاوضات.
وعبّر عن شعوره بـ”بخيبة أمل وإحباط وغضب” لأن الرهائن لا يزالون محتجزين في غزة، مبديا في الوقت نفسه “أملا بالنسبة إلى من لا يزالون منهم على قيد الحياة”.
انخرطت قطر والولايات المتحدة إلى جانب مصر، في وساطة لوقف الحرب الدائرة في غزة وإطلاق سراح رهائن إسرائيليين في القطاع ومعتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
والأسبوع الماضي، أعادت دول الوساطة الثلاث إطلاق المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل و”حماس” والتي كانت متوقفة منذ الصيف. لكن الحركة ترفض أي اقتراح “لا يتضمن وقفا دائما للعدوان وانسحابا للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة”.
ومعارضو نتنياهو الذي يرأس ائتلافاً يمينياً، يتهمونه بعرقلة المحادثات من أجل البقاء في السلطة، وهي تهمة ينفيها بشدة.
وقالت المتظاهرة سيمون سافران (77 سنة) من هرتسليا بشمال تل أبيب، إن الحكومة “لا تكترث” للرهائن.
واعتبرت أن بعضا من اتفاقات الهدنة المقترحة “لم يؤتِ ثماره، وليس بسبب حماس فقط. أنا لا أتوقع أي شيء من الحكومة”.
محادثات بين “فتح” و”حماس”
نقلت قناة القاهرة الإخبارية المصرية عن مصدر أمني مصري قوله السبت إن مسؤولين كبارا من حركتي “فتح” و”حماس” يجتمعون في القاهرة لبحث تشكيل لجنة لإدارة الحكم في قطاع غزة بعد الحرب.
وأضاف المصدر أن الاجتماع يأتي في إطار الجهود التي تبذلها القاهرة “مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي من أجل التوصل للتهدئة بقطاع غزة والسماح بإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية للقطاع”.
وقالت مصادر قريبة من المحادثات إن قادة من “حماس” ومن “فتح” التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس اجتمعوا في القاهرة الشهر الماضي لبحث تشكيل اللجنة بناء على اقتراح تقدمت به مصر لكن المحادثات تأجلت لمناقشتها في وقت لاحق.
وأضافت المصادر أن اللجنة ستتكون من شخصيات فلسطينية مستقلة لا تنحاز لحركة بعينها، وذلك لمعالجة مسألة من سيدير قطاع غزة بعد انتهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عام.
وترفض إسرائيل أن يكون لـ”حماس” أي دور في غزة بعد انتهاء الحرب وتقول إنها لا تثق أيضاً في السلطة الفلسطينية بقيادة عباس لإدارة القطاع.