ملخص
أشاد إيتمار بن غفير، الوزير اليميني المتطرف في حكومة نتنياهو الائتلافية، بقرار أمس الثلاثاء، قائلاً إن غالانت ما زال “محاصراً بشدة في مفهوم” مفاده بأنه “لا يمكن تحقيق انتصار تام”. لكن يائير لابيد، وهو أحد زعماء المعارضة، قال على منصة إكس إن “إقالة غالانت في خضم الحرب عمل جنوني”.
أقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزير الدفاع يوآف غالانت أمس الثلاثاء، مشيراً إلى “أزمة ثقة”، وعين بدلاً منه حليفه الوثيق يسرائيل كاتس لقيادة الحرب في كل من غزة ولبنان.
ويواجه نتنياهو انتقادات بمنحه الأمور السياسية أولوية على الأمن القومي، في وقت تستعد فيه إسرائيل لرد إيراني محتمل على غارات جوية شنتها في الـ26 من أكتوبر (تشرين الأول) على إيران.
وبعد إقالة غالانت، قالت الشرطة إن متظاهرين في إسرائيل أغلقوا طرقاً سريعة وأشعلوا النيران على الطرق، ووصل غالانت إلى رتبة جنرال خلال مسيرة عسكرية استمرت 35 عاماً.
ساعر وزيراً للخارجية
وعين نتنياهو جدعون ساعر وزيراً للخارجية خلفاً لكاتس.
وقعت صدامات بين غالانت ونتنياهو، وكلاهما من حزب ليكود اليميني، على مدار أشهر بسبب خلافات على أهداف الحرب التي تشنها إسرائيل منذ 13 شهراً في غزة ضد حركة “حماس”، لكن توقيت إقالة غالانت كان مفاجئاً، وجاء في وقت تجري فيه حليفة إسرائيل الولايات المتحدة انتخاباتها الرئاسية.
ودخلت حملتا إسرائيل في كل من غزة ولبنان مراحل جديدة في أعقاب مقتل كبار القادة في “حماس” وجماعة “حزب الله” اللبنانية.
وقال نتنياهو إن غالانت أدلى بتصريحات “تتعارض مع قرارات الحكومة وقرارات مجلس الوزراء”، ورداً على ذلك قال غالانت “أمن دولة إسرائيل كان وسيظل دائماً مهمتي في الحياة”.
وتعهد كاتس بإعادة الرهائن من غزة وتدمير “حماس” و”حزب الله”.
وقال كاتس على منصة التواصل الاجتماعي “إكس” إنه سيتعامل مع دوره الجديد “بإحساس بالرسالة والخوف المقدس على أمن دولة إسرائيل ومواطنيها”.
وبينما كان وزيراً للخارجية، منع كاتس الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الشهر الماضي من دخول إسرائيل بسبب ما وصفه بعدم إدانة الهجوم الصاروخي الإيراني و”السلوك المعادي للسامية وإسرائيل”، وفي سبتمبر (أيلول) رفض مقترحات من الولايات المتحدة وفرنسا لوقف إطلاق النار 21 يوماً في لبنان.
وفي سبتمبر أيضاً ظهرت تقارير تفيد بأن نتنياهو كان يفكر في إقالة غالانت تحت ضغط من شركائه اليمينيين المتطرفين في الائتلاف.
الورقة الأخيرة
وتعتقد غاييل تالشير المتخصصة في السياسات الإسرائيلية بالجامعة العبرية في القدس أن الورقة الأخيرة بالنسبة إلى نتنياهو كانت هذا الأسبوع عندما أصدر غالانت 7 آلاف إشعار تجنيد للرجال من الحريديم، مما أثار غضب من يعارضون تجنيدهم داخل الحكومة.
وأشاد إيتمار بن غفير، الوزير اليميني المتطرف في حكومة نتنياهو الائتلافية بقرار أمس الثلاثاء، قائلاً إن غالانت ما زال “محاصراً بشدة في مفهوم” مفاده بأنه “لا يمكن تحقيق انتصار تام”.
لكن يائير لابيد، وهو أحد زعماء المعارضة، قال على منصة “إكس” إن “إقالة غالانت في خضم الحرب عمل جنوني”.
وفي واشنطن، قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض إن غالانت كان شريكاً مهماً وإن البيت الأبيض سيواصل التعاون مع كاتس.
ومن المقرر أن يتوجه وزير الخارجية الفرنسي إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية في وقت لاحق اليوم الأربعاء، بعد يوم من الانتخابات الأميركية للضغط على إسرائيل للدخول في مفاوضات دبلوماسية لإنهاء الصراعين في غزة ولبنان.
غالانت: على إسرائيل إعادة الرهائن “وهم أحياء”
ودعا غالانت أمس الثلاثاء الحكومة إلى العمل على إعادة الرهائن من قطاع غزة “وهم أحياء”، مؤكداً ضرورة أن يؤدي كل الإسرائيليين الخدمة العسكرية.
وعقب إقالته، تعهد غالانت البالغ 65 سنة مواصلة العمل لضمان أمن إسرائيل، وقال عبر منصة “إكس” إن “أمن دولة إسرائيل كان وسيبقى دائماً مهمة حياتي”، وأكد أيضاً على “الالتزام الأخلاقي لإسرائيل بإعادة أبنائنا وبناتنا الذين اختطفتهم حماس”.
وقال في كلمة الثلاثاء بعد عزله من منصبه “التزامنا (هو) إعادة الرهائن، علينا القيام بذلك سريعاً، وهم أحياء”.
وشدد على أن “إعادة الرهائن أمر ممكن، لكنه يتطلب تنازلات مؤلمة. ستعرف دولة إسرائيل كيف تصمد أمام هذه التنازلات، وستعرف قوات الدفاع الإسرائيلية كيف تضمن أمنها”، وتابع “لن نتمكن من إعادة الرهائن الذين ماتوا، لا يوجد تكفير عن التخلي عن الرهائن”.
كما أثار غالانت قضية الخدمة العسكرية، فيما يقول محللون إن الجنود منهكون بعد أكثر من عام من القتال، وقال في هذا الصدد “على الجميع أن يؤدي الخدمة في الجيش، وأن يشارك في مهمة الدفاع عن دولة إسرائيل”.
وأكد أنه “لا ينبغي لنا أن نسمح بتمرير قانون فاسد ومعيب في الكنيست، من شأنه أن يعفي عشرات الآلاف من المواطنين من تحمل العبء”.