رأى رئيس لجنة الحزب الديمقراطي في واشنطن (دي سي) الأميركية، تشارلز ويلسون، أن من مصلحة الولايات المتحدة إنهاء الحروب في الشرق الأوسط، لكن يجب على الولايات المتحدة أن تحافظ على وجود عسكري في المنطقة لردع “أي دولة مارقة”.
وقال ويلسون لشبكة رووداو الاعلامية إن “من المهم أن يكون هناك وجود أميركي هناك (الشرق الأوسط) ليكون بمثابة رادع لأي دولة مارقة تريد إلحاق الأذى بأخرى ولإعلام هذه الدول أن أميركا جادة، وإذا تجاوزنا الحدود فسوف نرد بسرعة”.
“نتائج مخيبة للآمال”
بخصوص نتائج الانتخابات الأميركية وما الذي كان وراء هزيمة الديمقراطيين، أوضح ويلسون: “يمكنني تلخيصها بكلمة واحدة، مخيبة للآمال. بالطبع كانت لدينا جميعاً آمال كبيرة في انتخاب أول رئيسة في هذا البلد، وهذا لم يحدث”.
وأضاف: “لقد تحدثت أميركا بصوت عالٍ جداً في العديد من الولايات عن عدم رضاها عن الاتجاه الذي تتجه إليه البلاد، ويمكن الإشارة إلى مجموعة متنوعة من الأسباب لذلك، سواء كانوا لا يحبون المرشح، أو لا يحبون السياسات فيما يتعلق بما كان يحدث في غزة، وما يحدث مع الاقتصاد، والتضخم، والسلامة العامة، أو أنهم يحبون حقاً ما قاله دونالد ترمب”.
ووصف ذلك بأنه “أمر مربك للغاية، ولكن هناك الكثير من الأشياء التي سيتعين على الحزب الديمقراطي إجراء تقييم صادق لها”، مردفاً: “لقد كان أداؤنا ضعيفاً بينما تفوق ترمب في العديد من النواحي وتحدث إلى شريحة أوسع من الناخبين”.
إعادة الثقة للأميركيين
بشأن كيفية إعادة ثقة الأميركيين، قال ويلسون: “أعتقد أننا سوف نضطر إلى إجراء تقييم صادق حقيقي لموقفنا كحزب ونفهم أننا لا نستطيع أن نكون كل شيء للجميع، وأعتقد أن الخيمة ربما أصبحت كبيرة للغاية بحيث تحاولون استرضاء الكثير من المجموعات الهامشية هناك والتي لا تستطيع القيام بذلك”.
وتابع أنه “في نهاية المطاف، أميركا إما أن تكون في يمين الوسط أو يسار الوسط. إذا ذهبت بعيداً في أي من الاتجاهين فلن تنجح، والسياسات التي لدينا يجب على الحزب الديمقراطي أن يدعم سياسات تجعل الأميركيين، بغض النظر عن انتمائهم الحزبي، يصوتون عليها، ولكن الأميركيين يشعرون بالراحة”.
إيفاء ترمب بوعوده
بخصوص ايفاء ترمب بوعده ووقف الحروب وخاصة في الشرق الأوسط، أوضح ويلسون أن “الشيء الوحيد الذي يمكنني قوله عن دونالد ترمب هو أنه عندما يقدم وعداً في حملته الانتخابية، فإنه يبذل قصارى جهده للوفاء بهذه الوعود، ولا يعتذر عن الوفاء بهذه الوعود. لذا سنرى ما إذا كان قادراً على القيام بذلك”.
ورأى أنه “إذا كان قادراً، فسوف ينسب الفضل لنفسه، وإذا لم يكن كذلك، فسوف يقول إنه فشل أيضاً في التوصل إلى حل، لذا سنرى ما سيقوله، ولكنني أعلم أنه سيبذل قصارى جهده لأنه يريد أن يبدو جيداً. كل رئيس يريد أن يبدو جيداً”.
“وجود أميركي لردع الدول المارقة”
أما بشأن الوجود الأميركي العسكري في الشرق الأوسط، واحتمال قيام الجمهوريين بالعمل على سحب القوات من هذه المنطقة أم لا، قال رئيس لجنة الحزب الديمقراطي في واشنطن (دي سي) الأميركية: “لا أعتقد أن هذا في مصلحة أميركا. هذه الحرب خطيرة للغاية، وإذا لم نتمكن من السيطرة عليها فقد تتفاقم الأمور”.
وأكد أنه “من المهم أن يكون هناك وجود أميركي هناك ليكون بمثابة رادع لأي دولة مارقة تريد إلحاق الأذى بدول أخرى، ولإعلام هذه الدول بأن أميركا جادة. لذا أعتقد أنه من مصلحة البلاد أن يحافظ جيشنا على وجود في تلك المناطق”.
“التوصل لحل في العراق وسوريا”
بخصوص احتفاظ الولايات المتحدة بقوات في العراق وسوريا، رأى ويلسون أن “من مصلحة أميركا إنهاء الحرب والتوصل إلى حل ما، سواء كان ذلك بإبقاء قوات هناك أم لا”.
وأردف: “أعتقد أن الهدف في نهاية المطاف هو التوصل إلى حل، ولكن محاولة جلب السلام، السلام النسبي، إلى تلك المنطقة من العالم، هو مصلحة أميركا، أما كيف نفعل ذلك، فسوف أترك ذلك لصناع القرار”.
واستدرك ويلسون أنه “من مصلحة أميركا التوصل إلى حل عاجلاً وليس آجلاً”.