أفادت صحيفة “واشنطن بوست” اليوم الأحد بأن “الانقسام يتزايد داخل وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بسبب تصاعد هجمات الميليشيات التي تدعمها إيران على المواقع العسكرية الأميركية”.
في التفاصيل، أثار تصاعد الهجمات على القوّات الأميركية المنتشرة غضب البعض داخل وزارة الدفاع إذ اعترف المسؤولون، المحبطون مما يعتبرونه استراتيجية غير متماسكة لمواجهة وكلاء إيران الذين يُعتقد أنّهم يتحمّلون مسؤولية الهجمات، بأن “الضربات الجوية الانتقامية المحدودة التي وافق عليها الرئيس جو بايدن فشلت في وقف العنف”.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول رفض ذكر اسمه: “لا يوجد تعريف واضح لما نحاول ردعه”، متسائلاً: “هل نحاول ردع الهجمات الإيرانية المستقبلية مثل هذه؟ من الواضح أن هذا (الأمر) لا ينجح.”
وأدّى الغضب المشتعل في الشرق الأوسط بشأن الدعم الأميركي للحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة حيث قُتل آلاف الفلسطينيين في الحرب الدائرة من أكتر من شهر إلى زيادة القلق بين بايدن ونوّابه من أن أي رد فعل مبالغ فيه على الهجمات على الأفراد الأميركيين قد يؤدي إلى إثارة صراع أوسع.
وبالتزامن مع الغارات الجوية، حث مسؤولو الإدارة طهران مراراً الشهر الماضي على كبح جماح الميليشيات التي تدعمها، محذّرين من أن الولايات المتحدة لديها “الحق” في الرد “في الوقت الذي نختاره”. لكن تلك التحذيرات ذهبت أدراج الرياح، وفق الصحيفة.
وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع إن البنتاغون قدّم خيارات إضافية لبايدن تتجاوز الإجراءات التي تم اتخاذها حتى الآن، مؤكّداً أن هناك شكوكاً متزايدة داخل وزارة الدفاع بشأن النهج الحالي.
وفي بيان، لفتت المتحدّثة باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون إلى أن “بايدن أظهر أنّه لن يتردّد أبداً في اتخاذ إجراءات لحماية القوات الأميركية ومستعد تماماً لاتخاذ المزيد من الإجراءات حسب الحاجة في أي لحظة لحماية شعبنا”.
في تصريحاتهم العامة، سعى مسؤولو وزارة الدفاع إلى التقليل من أهمية الهجمات في العراق وسوريا ووصفوها بأنّها غير دقيقة في كثير من الأحيان ولا تسبّب أضراراً تذكر للبنية التحتية الأميركية. وأشاروا إلى أن جميع الجنود الذين أصيبوا عادوا إلى الخدمة وصنّفوا إصابات الدماغ المبلغ عنها وغيرها من الأعراض الجانبية على أنها “طفيفة”.
وأضافت الولايات المتحدة المزيد من أنظمة الدفاع الجوي إلى المنطقة، والتي أسقطت العديد من الطائرات بدون طيار، وفقًا لبيانات البنتاغون.
ولكن مع استمرار ارتفاع عدد الهجمات، تزايد أيضاً القلق من أنّها مسألة وقت قبل أن تودي بحياة أفراد من القوّات الاميركية.
في السياق، قال العضو في لجنة القوّات المسلّحة بمجلس الشيوخ كيفين كريمر: “لا أشعر بأي ردع… يواصلون إطلاق النار، في انتظار الرد. نحن لا نفعل ذلك، لذا يواصلون إطلاق النار. وفي النهاية، ستقتل إحدى تلك الطائرات بدون طيار، أو أحد تلك الصواريخ أميركياً. وبعد ذلك سننطلق إلى السباقات”.
وأضاف: “لا أقترح أن نبدأ حرباً شاملة مع طهران… لكنّني أعتقد أن موقفنا يجب أن يكون أكثر عدوانية قليلاً من مجرد الدفاع الصارم، لأننا في يوم من الأيام، سنخطئ إحدى تلك الطائرات بدون طيار”
واعترف مسؤول دفاعي كبير بأن البنتاغون لا يرى سوى القليل من البدائل الجيدة للتدابير المتخذة حتى الآن، والتي تشمل، بالإضافة إلى الضربات الجوية الانتقامية المحدودة وتعزيز أسلحة الدفاع الجوي، نشر حاملتي طائرات بالقرب من إسرائيل وإيران. فشن ضربات في العراق، على سبيل المثال، من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم المشاعر المعادية للولايات المتحدة هناك، حيث تنتشر القوات الأميركية بناء على دعوة من الحكومة في بغداد. والضربات المباشرة على إيران ستكون بمثابة تصعيد هائل.
وذكر مسؤول أميركي أن البنتاغون يواصل تحسين خيارات الرد.