رووداو ديجيتال
 
التجذرُ في المكان والتمسك بالهوية والصمود في وجه “المعتدي”، من أبرز المضامين الإنسانية التي يخوض فيها الروائي الكوردي، رضوان حسين، من خلال عمله الروائي الجديد “الجبالُ المصائدُ”، وذلك انطلاقاً من التزامه بقضايا أمته وإضاءتها عبر تصوير الصراع الأزلي الدائر بين الخير والشر بموضوعية يستند فيها إلى حقائق تاريخية موغلة في القدم، متخذاً من الجبل، وما يمثله، رمزاً قومياً، وشاهداً على جرائم الآخر، ومن صورة البطل قدوة في النضال نحو الخلاص واستعادة الحقوق وتحقيق الحلم الذي يطمح إليه.
“الجبالُ المصائدُ” عمل روائي متميز صدر حديثاً عن دار “الزمان” للطباعة والنشر والتوزيع، ويتألف من 334 صفحة من القطع المتوسط، وقد ارتكن مؤلفه إلى الواقعية موظِّفاً الموروث بالتآزر مع الخيال عبر بناء درامي متماسكٍ ملفتٍ راكضٍ نحو الأمام والخلف زمانياً بتناوب مثير أكسب السرد كسراً للرتابة المعتادة في الفن الروائي، من خلال أحداث تتوالى بإتقان، وشخصيات تتعدد فاعليتها، وحوار رشيق أدى وظيفته، ومواقف قاسية لا تخلو من بوح شفيف على الصعيد الإنساني، لا سيما في مواقف الفقد، الحب، الحزن، المحنة والصمود.