ملخص
يمثل الجهد الدبلوماسي محاولة أخيرة من جانب الإدارة الأميركية قبل انتهاء ولايتها للتوصل لوقف إطلاق النار في لبنان، في الوقت الذي تبدو فيه الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب في غزة متعثرة تماماً.
على وقع الضربات الإسرائيلية المستمرة على لبنان، قال مسؤول لبناني إن السفيرة الأميركية ليزا جونسون التقت رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، مضيفاً أنها عرضت “مقترحاً أميركياً من 13 نقطة”.
ولم يقدم المسؤول تفاصيل عن المقترح، غير أنه أوضح أنه “في حال تم الاتفاق على وقف لإطلاق النار، فإن الولايات المتحدة وفرنسا ستعلنان ذلك في بيان”، مضيفاً أنه “سيكون هناك وقف لإطلاق النار لمدة 60 يوماً وسيبدأ لبنان بنشر الجيش على الحدود”.
من جانبه، قال مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي، علي لاريجاني، أمس الجمعة، إن إيران ستدعم أي قرار يتخذه لبنان للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل، في إشارة على أن طهران تتطلع لوقف الصراع الذي تسبب في ضربات قوية لجماعة “حزب الله” حليفتها في لبنان.
وجاءت تصريحات لاريجاني خلال زيارة لبيروت في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل قصفها المكثف للمناطق التي تسيطر عليها جماعة “حزب الله” في المدينة لليوم الرابع على التوالي، في تصعيد تزامن مع مؤشرات على تحرك في الاتصالات الدبلوماسية التي تقودها الولايات المتحدة بهدف وقف إطلاق النار.
واجتمع بري مع لاريجاني الجمعة. وخلال مؤتمر صحفي بعد اجتماعه مع بري، قال لاريجاني، رداً على سؤال بشأن ما إذا كان يزور بيروت لتقويض مقترح الهدنة الأميركي “نحن لا نسعى إلى تخريب أي شيء”.
وتابع “نسعى إلى حل المشكلات. ندعم الحكومة اللبنانية في جميع الظروف، ومن يعرقلون (الأمور) هم نتنياهو وجماعته”، في إشارة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقال دبلوماسي كبير، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إنه يرى أن هناك حاجة لمزيد من الوقت للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، معبراً عن أمله في التوصل إليه.
ويمثل هذا الجهد الدبلوماسي محاولة أخيرة من جانب الإدارة الأميركية قبل انتهاء ولايتها للتوصل لوقف إطلاق النار في لبنان، في الوقت الذي تبدو فيه الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب في غزة متعثرة تماماً.
وتقول القوى العالمية إن أي اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان يجب أن يكون مستنداً إلى قرار مجلس الأمن رقم 1701 الذي أنهى حرباً سابقة بين “حزب الله” وإسرائيل في 2006. وتلزم بنود القرار “حزب الله” بنقل عناصره وأسلحته إلى شمالي نهر الليطاني الذي يبعد نحو 20 كيلومتراً إلى الشمال من الحدود.
ومن النقاط الشائكة الرئيسية في محادثات وقف إطلاق النار مطلب إسرائيل بالاحتفاظ بحرية التصرف إذا خرقت جماعة “حزب الله” أي اتفاق، وهو المطلب الذي يرفضه لبنان. وشدد لاريجاني على أن “إيران تدعم أي قرار تتخذه الحكومة، خاصة القرار 1701”.
مبان مدمرة
ودمرت ضربات إسرائيلية أمس الجمعة خمسة مبان أخرى في الضاحية الجنوبية لبيروت، أحدها يقع بالقرب من تقاطع الطيونة وهو أحد أكثر التقاطعات المرورية ازدحاماً في بيروت في منطقة تلتقي فيها الضاحية الجنوبية التي يسيطر عليها “حزب الله” بأجزاء أخرى من المدينة.
وأمكن سماع صوت صاروخ يقترب في لقطات مصورة تظهر الغارة الجوية بالقرب من منطقة الطيونة. وتحول المبنى المستهدف إلى أنقاض وسط سحابة من الغبار امتدت إلى حرش بيروت، الحديقة الرئيسية في المدينة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن مقاتلاته هاجمت مخازن ذخيرة ومقرات وبنى تحتية أخرى لـ”حزب الله”. وقبيل أحدث الضربات الجوية قال الجيش الإسرائيلي إنه أصدر تحذيراً على مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص المباني المستهدفة.
ويواصل “حزب الله” إطلاق الصواريخ على إسرائيل ويخوض عناصره معارك مع القوات الإسرائيلية في الجنوب.
من جانبه، قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن التكتل يندد بشدة بمقتل 12 من المسعفين في هجوم إسرائيلي قرب بعلبك في سهل البقاع الخميس.
وكتب على تطبيق إكس “الهجمات على العاملين بالرعاية الصحية ومنشآتها انتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي”.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية في بيان الجمعة إن 59 شخصاً قتلوا في هجمات إسرائيلية على لبنان الخميس، ليرتفع إجمالي القتلى منذ أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي إلى 3445 على الأقل، فيما أصيب 14599 شخصاً.
روما تحتج لدى إسرائيل
قالت إيطاليا الجمعة إن قذيفة مدفعية سقطت على قاعدة للقوة الإيطالية في بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان، ووعدت إسرائيل بالتحقيق في الأمر.
وجاء في بيان إيطالي ان وزير الخارجية أنطونيو تاياني تحدث إلى نظيره الإسرائيلي جدعون ساعر واحتج على الهجمات الإسرائيلية على أفرادها وبنيتها التحتية في قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل).
وقال تاياني إنه يجب ضمان سلامة جنود اليونيفيل وشدد على “عدم قبول” الهجمات. وجاء في البيان الإيطالي أن ساعر “أكد على إجراء تحقيق فوري” في حادثة القذيفة التي لم تنفجر.
أنشئت بعثة الأمم المتحدة التي يبلغ قوامها 10 آلاف جندي بموجب قرار أصدره مجلس الأمن الدولي في عام 2006، في جنوب لبنان لمراقبة الأعمال القتالية على امتداد “الخط الأزرق” الذي يفصل لبنان عن إسرائيل.
ومنذ أن شرعت إسرائيل في حملة برية بلبنان في مواجهة عناصر “حزب الله” في نهاية سبتمبر (أيلول)، اتهمت اليونيفيل القوات الإسرائيلية بمهاجمة قواعدها عمداً، بما في ذلك إطلاق النار على قوات حفظ السلام وتدمير أبراج مراقبة.