بعد أكثر من عام على بدء الاحتجاجات في السويداء، تشهد المدينة اجتماعات لسياسيين وأحزاب محلية للوصول إلى صيغ ترضي سكان المنطقة والخارجين إلى الساحات ضد الحكومة السورية.
وأمس السبت، عُقد في مدينة السويداء مؤتمر حواري تحت عنوان “لقاء القوى السياسية من أجل سوريا ديمقراطية علمانية ذات طابع سياسي لامركزي”.
نظام لا مركزي
شارك في المؤتمر مكونات سياسية ونشطاء مستقلين، وناقشوا سبل تعزيز الحوار بين المكونات السورية المختلفة، مع التأكيد على ضرورة تطبيق نظام سياسي لامركزي في إطار دولة ديمقراطية وعلمانية، وسط تباين في الآراء حول شكل اللامركزية.
وحضر المؤتمر عدة مكونات منها تيار الفيدرالي، والحرية والسلام، وحركة النهضة الفكرية، والتحرر الوطني، والمستقلين الأحرار، ومنظمة جبل الريان، وتجمع فرسان الجبل.
كما ناقش المجتمعون ضرورة العمل على فتح آفاق الحوار والاعتراف بحقوق المكونات السورية جميعا وكيفية العمل على تطبيق نظام سياسي لامركزي في ظل الاستعصاء السياسي الحالي حسب وصفهم.
المؤتمر شهد تباينات في وجهات النظر بين من يريد تطبيق لامركزية إدارية وبين من يريد تطبيق لامركزية سياسية على غرار “الإدارة الذاتية” شمال شرقي سوريا إلا أن الطروحات شددت على علمانية وديمقراطية الدولة السورية مع التأكيد على اللامركزية.
رسالة للعالم
يؤكد طارق الشوفي، رئيس “تيار سوريا الفيدرالي”، في تصريح لنورث برس: “حاولنا اليوم إيصال رسالة إلى دول العالم الحر والدول الداعمة للديمقراطية والعلمانية واللامركزية”.
ويقول الشوفي، إننا “في السويداء نسعى إلى إخراج حالة متفقة بين جميع المكونات التي تنادي باللامركزية والموافقة على الفكر العلماني والديمقراطي اللامركزي”.
ويضيف أن “هذا المؤتمر ينظم اليوم بجهود مجموعة من المكونات بالسويداء من أحرار مستقلين ومن تيار الحرية والسلام وتيار سوريا الفيدرالي ونشطاء العمل السياسي المستقل”.
ويشير إلى أننا حاولنا إيصال رسالة بأننا مجموعة نعمل سوياً رغم وجود بعض التمايز من خلال طرح اللامركزية، مبيناً “لكن عملنا على إيجاد صيغة مشتركة وشيء متفق عليه”.
خطوة جديدة
تقول ريما طربيه، عضو “تيار الحرية والسلام”، لنورث برس، إننا داعمين لهذا المؤتمر، ونحن مع تحقيق الديمقراطية لدينا واللامركزية السياسية والعلمانية لأن الواقع يحتم علينا هذه المطالبة.
وتضيف أن هذا لا يعني أننا مع التقسيم ومع سوريا حرة وموحدة، لكن الواقع الحالي يفرض خطوة جديدة لتعود وتتوحد كل الأطياف.
وتشير إلى أنه “نمشي على غرار إخوتنا بشمال شرق سوريا على أقل تقدير لنحقق حرية وكرامة اللتين افتقدناها منذ ستين عاماً”.
ومن أهم مخرجات المؤتمر، بحسب القائمين عليه، اعتبر بمثابة مؤتمر تأسيسي لإنشاء تحالف سياسي بين القوى السياسية والنشطاء الحاضرين مع ترك الباب مفتوح لشركاء جدد.
وستنبثق عن القوى السياسية المشاركة في المؤتمر لجنة سياسية يتم انتخابها بالإضافة إلى تشكيل لجان مختصة للمتابعة، كما اتفق الحضور على العمل التشاركي من أجل إرساء ثوابت المؤتمر وهي “الديمقراطية والعلمانية واللامركزية السياسية”.
تحرير: محمد القاضي