لم يُخفِ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قلق حكومته بشأن يعض الأسماء التي أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب ضمّها إلى إدارته، لكنه دعا إلى الانتظار حتى تتسلم مهامها قبل الحكم عليها.

على الصعيد الداخلي، نفى إردوغان وجود أي خلافات مع حليفه رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي حول دعوته زعيم حزب العمال الكردستاني السجين عبد الله أوجلان للحديث بالبرلمان، مشدداً على قوة «تحالف الشعب»، واختلافه عما سماه «تحالف النايلون» للمعارضة التركية.

ترشيحات ترمب
رداً على سؤال بشأن الأسماء التي طُرحت حتى الآن للانضمام إلى إدارة ترمب، قال إردوغان: «عندما ننظر إلى تلك الأسماء نراها تتعارض مع سياسات تركيا. فعلى سبيل المثال، أوصى ترمب بوزير خارجية مناهض لتركيا، وهو اسم مرعب بالنسبة للفلسطينيين وحركة (حماس)، وبالنسبة لحلف شمال الأطلسي (ناتو)». وتساءل: هل يجب أن نقلق على تركيا أم على العالم؟».

وقال ترمب إنه سيرشح السيناتور ماركو روبيو، وهم ابن لأسرة فقيرة مهاجرة من كوبا انتُخب عضواً بمجلس الشيوخ عام 2010، ويتبنّى نهجاً صارماً في السياسة الخارجية، وزيراً للخارجية في إدارته الجديدة.

وأضاف إردوغان، في تصريحات، الأربعاء، لصحافيين رافقوه خلال عودته من البرازيل، حيث شارك في قمة مجموعة الـ20: «لا يمكننا أن نبني علاقاتنا على التحيزات، علينا أن نكون حذرين وحساسين للغاية هنا، وعلى الرغم من أن السيد ترمب يقول إنه سينهي الحروب، فمن السابق لأوانه التعليق على إدارته الجديدة».

وتابع: «سنسعى جاهدين لتعزيز العلاقات التركية – الأميركية في إطار مصالح بلادنا. بالطبع، نقوم بتحليل أعضاء حكومة السيد ترمب وأسلوب تعاملهم، ونقوم باستعداداتنا وفقاً لذلك. بالنسبة لنا، ليس مهماً ما قاله الناس وما فكروا به قبل وصولهم إلى السلطة، لكن المهم هو ما يفعلونه بعد توليهم المسؤولية».

كان وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، تطرّق إلى التعيينات الجديدة التي تم الكشف عنها في إدارة ترمب، في تصريحات الأسبوع الماضي، قائلاً: «ما لاحظته في البداية هو موقف داعم بقوة لإسرائيل، وهذا ليس مفاجئاً. بمعنى آخر، أصبح دعم إسرائيل شرطاً ضرورياً في السياسة الداخلية لأميركا، خصوصاً في الكونغرس».

وقال المتحدث باسم حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، عمر تشليك، إن «الرئيس إردوغان أصدر تعليمات لوزراء الحكومة بوضع خريطة طريق للتعامل مع إدارة ترمب الجديدة في مختلف القضايا. ونعلم أن شخصيات مُعيّنة أدلت ببعض التصريحات السلبية عن الرئيس إردوغان، ويتم تحليل ذلك، ونتابع أيضاً السير الذاتية لهؤلاء. ونحن في حاجة إلى رؤية الخطوات التي ستتخذها هذه الأسماء فيما يتعلق بتركيا».

لا خلافات مع بهشلي
على صعيد آخر، علّق إردوغان على ما يتردّد عن وجود خلافات داخل «تحالف الشعب» الحاكم في تركيا، خلافات في الرؤى مع رئيس حزب الحركة القومية، دولت بهشلي بعد دعوته لحضور زعيم حزب العمال الكردستاني، السجين مدى الحياة، عبد الله أوجلان للحديث وإعلان حل الحزب مقابل تمتعه بالحق في الأمل بالإفراج عنه.

وعن اللقاء الذي عقده مع بهشلي بقصر الرئاسة في أنقرة، والذي كان الأول بعد دعوته أوجلان في 22 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قال إردوغان إن «اللقاء الذي عقدناه مع السيد دولت له أهمية بالغة، خصوصاً فيما يتعلق بالانسجام والتماسك ووحدة (تحالف الشعب) والوضع السياسي والاجتماعي الذي تمرّ به تركيا. لا يوجد أبداً خلاف أو اختلاف في الرأي بيننا».

وأضاف: «لكن بعض الناس يقولون إن (تحالف الشعب) منقسم، وتستخدم المعارضة الرئيسة (حزب الشعب الجمهوري) مثل هذا الخطاب لإخفاء الصراع بين الإدارة القديمة والجديدة للحزب ورؤساء البلديات، لا ينبغي الخلط بين هذا وبين (تحالفات النايلون) الخاص بهم، وعلاقات المصلحة الذاتية».

في السياق ذاته، أظهر آخر استطلاع للرأي حول احتمال توجه تركيا إلى انتخابات مبكرة، تراجعاً في أصوات حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية (تحالف الشعب). وبحسب الاستطلاع الذي أجرته شركة «بيار» في 26 ولاية تركية في الفترة بين 10 و15 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، حافظ حزب الشعب الجمهوري على مكانته في المرتبة الأولى بنسبة 23.3 في المائة من الأصوات، تلاه العدالة والتنمية بنسبة 22.8 في المائة بخسارة نقطتين مئويتين عن آخر استطلاع، في حين خسرت الحركة القومية 1.5 نقطة مئوية وحصلت على 6.6 في المائة من الأصوات.

أما النتيجة اللافتة التي كشف عنها الاستطلاع فكانت تفوق عدد الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم حيال جميع الأحزاب السياسية، حيث بلغت نسبتهم 24.2 في المائة.