ملخص
حصلت الغارات قرب مدينة تدمر الأثرية التي يعود تاريخها إلى أكثر من 2000 عام وهي مدرجة في لائحة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة للتراث العالمي للبشرية.
اعتبرت مسؤولة بالأمم المتحدة الخميس أن الغارات الإسرائيلية التي أودت الأربعاء بالعشرات في مدينة تدمر هي “على الأرجح الأكثر فتكاً” في سوريا حتى الآن، معربة عن قلقها البالغ من تصاعد العنف في البلاد.
وقالت نائبة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، نجاة رشدي، أمام مجلس الأمن الدولي “مرة أخرى، ازدادت الغارات الإسرائيلية في سوريا بصورة كبيرة، سواء من جهة الوتيرة أو النطاق”.
واستهدفت غارات إسرائيلية الأربعاء، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، ثلاثة مواقع في مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي ضم أحدها اجتماعاً “لمجموعات سورية موالية لطهران مع قياديين من حركة (النجباء) العراقية و(حزب الله) اللبناني”.
وارتفعت حصيلة الغارات الإسرائيلية على تدمر إلى 82 عنصراً موالياً لإيران، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس.
وأفاد المرصد بارتفاع حصيلة القتلى جراء الغارات إلى “82 مقاتلاً موالين لإيران”، يتوزعون بين “56 مقاتلاً سورياً و22 مقاتلاً من جنسية غير سورية غالبيتهم من حركة (النجباء) العراقية، إضافة إلى أربعة من (حزب الله) اللبناني”.
وتعد حصيلة القتلى هذه، وفق مدير المرصد رامي عبدالرحمن، “الأعلى جراء غارات إسرائيلية على مجموعات موالية لطهران في سوريا منذ بدء النزاع فيها عام 2011”.
الأكثر عنفاً
وأضافت رشدي “تقول إسرائيل إن ضرباتها تستهدف مواقع مرتبطة بإيران أو (حزب الله) أو (الجهاد الإسلامي) الفلسطيني. لكننا مرة أخرى نشهد سقوط ضحايا من المدنيين، من ضمنهم جراء غارات ضخمة على مناطق سكنية في وسط دمشق”.
إسرائيل: سنهاجم أي محاولة لتهريب الأسلحة إلى “حزب الله” من سوريا
كما أعربت عن قلقها حيال “الوضع المتفجر” في الجولان، وأعمال العنف الأخرى “في عديد من مواقع العمليات الأخرى”، خصوصاً في شمال غربي البلاد.
وحذرت من أن “هذا العام يتجه ليكون الأكثر عنفاً منذ 2020، وأن خطر حدوث دمار أكبر يلوح في الأفق”.
وتابعت رشدي “من الواضح أن الأولوية الملحة بالنسبة إلى سوريا هي وقف التصعيد. فالبلاد تشهد عواصف متواصلة ناتجة من نزاع إقليمي وموجات متزايدة للنزاع على أراضيها”.
وأشارت إلى أنه “مع تضاؤل المساعدات الإنسانية وتكثيف الخطابات والأعمال العدائية، يضطر السوريون إلى العيش في ظروف صعبة وغير محتملة على نحو متزايد”.
مدينة أثرية
وحصلت الغارات قرب مدينة تدمر الأثرية التي يعود تاريخها إلى أكثر من 2000 عام، وهي مدرجة في لائحة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) للتراث العالمي للبشرية.
وبينما لم تتبنَّ إسرائيل تنفيذ الهجمات الجوية، دانت الخارجية السورية “بأشد العبارات الاعتداء الإسرائيلي الوحشي على مدينة تدمر” وقالت إنه “يعكس الإجرام الصهيوني المستمر في حق دول المنطقة وشعوبها”.
ومنذ بدء النزاع في سوريا شنت إسرائيل مئات الضربات الجوية، مستهدفة مواقع تابعة للقوات الحكومية وأهدافاً إيرانية وأخرى لـ”حزب الله”.
وازدادت وتيرة الغارات على وقع المواجهة المفتوحة التي تخوضها إسرائيل مع “حزب الله” في لبنان المجاور، واستهدفت في الأسابيع الأخيرة مناطق قريبة من الحدود مع لبنان.
ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ الضربات، لكنها تكرر تصديها لما تصفه بمحاولات إيران ترسيخ وجودها العسكري في سوريا. وتقول أخيراً إنها تعمل على منع “حزب الله” من “نقل وسائل قتالية” من سوريا إلى لبنان.