ملخص
قال مجلس الأمن القومي الأميركي إن رفض نظام الأسد الانتظام في العملية السياسية واعتماده على روسيا وإيران خلق الظروف الحالية، مضيفاً أن واشنطن تراقب الوضع في سوريا من كثب وتتواصل مع عواصم المنطقة.
قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي اليوم الأحد إن واشنطن تراقب الوضع في سوريا من كثب، مؤكداً أن الولايات المتحدة ليس لها أي علاقة بالتطورات الحالية.
أضاف شون سافيت في بيان أن واشنطن تحث على وقف التصعيد وحماية المدنيين وجماعات الأقليات في سوريا، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة ستواصل الدفاع عن الأفراد الأميركيين والمواقع العسكرية وحمايتها في المنطقة.
وشدد سافيت على أنه لا علاقة للولايات المتحدة بالهجوم الذي تقوده هيئة تحرير الشام في سوريا، وقال إن رفض نظام الأسد للانخراط في العملية السياسية واعتماده على روسيا وإيران خلق الظروف الحالية.
إيران وإسرائيل
من جانبها، قالت القناة 12 الإسرائيلية صباح اليوم الأحد إن معظم البنية التحتية الإيرانية في سوريا باتت تحت سيطرة الفصائل المعارضة.
يأتي ذلك بينما قال رئيس البرلمان الإيراني إن المستفيد الأكبر من التطورات الأخيرة في سوريا هي إسرائيل.
وحذر محمد باقر قاليباف من تحركات الجماعات التكفيرية في سوريا، قائلا “إن هذه التحركات لصالح أهداف الكيان الصهيوني”.
وأكد قاليباف خلال اتصال هاتفي أجراه أمس السبت، مع نظيره اللبناني نبيه بري، لمناقشة آخر التطورات الإقليمية، أن إيران تدعم حكومة لبنان وبرلمانها وشعبها ومقاومتها وقراراتها. وأشار إلى أن “سلوك الكيان الصهيوني المتمثل في انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب لبنان”، مؤكداً أنه يجب الحذر من ألا تصبح تلك انتهاكات أمراً طبيعياً.
بدوره، قال السفیر الإيراني لدى سوريا إن المعدات المتطورة لدى المسلحين تشير إلى وجود ارتباط ودعم من دول أوروبية وغيرها.
وذكرت وسائل إعلان أن حسين أكبري أشار إلى أن “هناك ارتباطاً واضحاً بين هجمات المسلحين في سوريا وخسارة الاحتلال الإسرائيلي في لبنان”.
وقال قائد فصيل عراقي مسلح مدعوم من إيران إن قواته مستعدة “لرد الكيد عن سوريا” كما فعلت سابقا.
وقالت وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا إن قواتها اتخذت جميع التدابير تحسباً لهجوم المسلحين على الأحياء الخاضعة لسيطرتها، مضيفة “سنخوض مقاومة تاريخية إذا أقدم المسلحون على مهاجمة الأحياء الخاضعة لسيطرتنا في حلب.
غارات عنيفة
ويشن سلاح الجو السوري والروسي عنيفة تستهدف خطوط إمداد مسلحي هيئة تحرير الشام في محيط سهل الغاب بريف حماة.
وأشارت صحيفة “الوطن” السورية اليوم الأحد إلى استهداف مقر قيادي لهيئة تحرير الشام في إدلب يعتقد أن زعيم الهيئة أبو محمد الجولاني كان بداخله، لافتاً إلى أن المكتب الأمني للهيئة ضرب طوقاً أمنياً حول المقر المدمر ومنع أي شخص من الاقتراب.
200 قتيل بمعارك بين النظام والمعارضة في سوريا
وسيطرت هيئة تحرير الشام وفصائل سورية حليفة لها أمس السبت على “غالبية” مدينة حلب ومطارها، وتقدمت في محافظتين مجاورتين، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما أكد الرئيس بشار الأسد أن بلاده قادرة على “دحر الإرهابيين” مهما اشتدت هجماتهم.
وفي ضوء التصعيد، بحثت الدول الثلاث المعنية بالنزاع السوري، روسيا وإيران حليفتا الأسد وتركيا الداعمة للمعارضة، “التطور الخطير للوضع” في سوريا. وقالت طهران إن وزير خارجيتها سيزور سوريا اليوم الأحد ثم تركيا.
وبدأت الفصائل التي تشكل محافظة إدلب معقلها في شمال غربي سوريا، هجوماً غير مسبوق الأربعاء الماضي على مناطق في محافظة حلب، وتمكنت ليل الجمعة الماضي من دخول مدينة حلب، لأول مرة منذ استعادة الجيش السوري بدعم روسي وإيراني السيطرة على المدينة بكاملها عام 2016 بعد سنوات من القصف والحصار.
وباتت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة قبل فك ارتباطها عن تنظيم القاعدة) تسيطر مع فصائل معارضة حليفة على “غالبية مدينة حلب ومراكز حكومية وسجون”، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بعدما تقدمت ليل الجمعة “من دون مقاومة كبيرة” من الجيش السوري، وفق ما قال مدير المرصد رامي عبدالرحمن.
حظر تجول
وأعلنت قيادة الفصائل حظر تجول في المدينة، من الساعة الخامسة عصر السبت حتى الخامسة من عصر اليوم الأحد “حفاظاً على سلامة” السكان.
وجاء الهجوم المباغت في وقت كان يسري في إدلب منذ السادس من مارس (آذار) 2020 وقف لإطلاق النار أعلنته موسكو وأنقرة، وأعقب حينها هجوماً واسعاً شنته قوات النظام بدعم روسي على مدى ثلاثة أشهر. وأرست الهدنة وقفاً للأعمال القتالية إلى حد كبير على رغم خروقات متكررة.
وبدأ الهجوم الأربعاء خلال مرحلة حرجة يمر بها الشرق الأوسط مع سريان وقف إطلاق نار هش في لبنان بين إسرائيل و”حزب الله” الذي يقاتل منذ سنوات إلى جانب قوات النظام بسوريا.
وتشهد سوريا منذ عام 2011 نزاعاً دامياً أودى بأكثر من نصف مليون شخص، ودفع الملايين إلى النزوح وأتى على البنى التحتية والاقتصاد في البلاد.