وصل إلى دمشق وفد دبلوماسي أميركي برئاسة بربارا ليف مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، وعضوية كل من السفير روجر كارستنز والمستشار الأول في دائرة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا دانيال روبنستاين، في أول زيارة دبلوماسية لدمشق بعد إسقاط نظام بشار الأسد.
وتأتي الزيارة في الوقت الذي تفتح فيه الحكومات الغربية قنوات اتصال تدريجية مع القيادة الجديدة في سورية، وعلى رأسها أحمد الشرع، ومناقشة إمكانية رفع تصنيف “هيئة تحرير الشام” من قائمة المنظمات الأرهابية. كما تأتي زيارة الوفد الأميركي في أعقاب اتصالات فرنسية وبريطانية مع السلطات السورية الجديدة في الأيام الأخيرة.
تقارير عربية
الولايات المتحدة وسورية… “عصا وجزرة” في انتظار قيادة دائمة
وأفادت وزارة الخارجية الأميركية بأن المسؤولين الأميركيين سيناقشون خلال اجتماعاتهم مع ممثلي “هيئة تحرير الشام” في دمشق مجموعة من المبادئ، مثل الشمول واحترام حقوق الأقليات التي تريد واشنطن تضمينها في الانتقال السياسي في سورية، فضلا عن “مبادئ الانتقال التي أقرتها الولايات المتحدة والشركاء الإقليميون في العقبة بالأردن”. كما سيعمل الوفد أيضا، بحسب الوزارة، على الحصول على معلومات جديدة عن الصحافي الأمريكي أوستن تايس، الذي وقع في الأسر خلال رحلة صحافية إلى سورية في أغسطس/آب 2012، ومواطنين أميركيين آخرين فُقدوا في عهد نظام الأسد. وبالإضافة إلى اللقاء الرسمية مع السلطات الجديدة في دمشق، “سيتواصل أعضاء الوفد بشكل مباشر مع الشعب السوري، بما في ذلك أعضاء من المجتمع المدني ونشطاء وأعضاء الجاليات المختلفة والأصوات السورية الأخرى حول رؤيتهم لمستقبل بلادهم وكيف يمكن للولايات المتحدة أن تساعد في دعمهم”.
وفي سياق متصل، سيتولى المستشار روبنستين “قيادة العملية الدبلوماسية لجهة الاتصال بالأطراف السياسية السورية الأساسية، إضافة إلى التنسيق مع الحلفاء والشركاء لترجمة مبادئ اجتماع العقبة”، علما أنه يرجح أن يكون روبنستين السفير الأميركي القادم في سورية.
أحمد الشرع خلال كلمة له في دمشق، 8 ديسمبر 2024 (فرانس برس)
أخبار
الشرع: نعمل على حل قوات أمن نظام الأسد وإغلاق السجون سيئة السمعة
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قد قال خلال الأسبوع الماضي إن الولايات المتحدة كانت على اتصال مع هيئة تحرير الشام التي قادت الهجوم الذي أطاح نظام بشار الأسد. وكانت تلك المرة الأولى التي تعلن فيها الولايات المتحدة وجود اتصال مع هيئة تحرير الشام، التي تصنفها منظمة إرهابية. وركز التواصل مع الهيئة، بحسب الوزير، وتصريحات أخرى لمسؤولين بالحكومة الأميركية، على الانتقال السياسي في سورية، والخطوط الأميركية للاعتراف المحتمل بالحكومة السورية الجديدة، والتأكيد على أهمية العثور على أوستن تايس، الصحافي الأميركي المفقود في سورية منذ نحو 12 عاما.
وأكدت إدارة بايدن أنها أجرت أول اتصالاتها المباشرة مع “تحرير الشام”، التي من جهتها تصبّ كل تصريحاتها منذ دخولها دمشق في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الحالي، في محاولة الحصول على شرعية من المجتمع الدولي. وجاء التواصل الغربي مع “تحرير الشام” سريعاً نسبياً، ومع تنظيم ظلّ لوقت طويل مرتبطاً بـ”القاعدة”، الذي شنّت عليه الولايات المتحدة أطول حروبها في أفغانستان. ومع بدايات التواصل، أكدت إدارة بايدن أنها ستحتكم لما تراه من أفعال “الهيئة”، لتحديد مسار التعامل معها، حيث حدّدت مجموعة من العناصر هي عبارة عن خريطة طريق لما تريده من “انتقال سلمي” للسلطة في سورية، وصولاً لقيادة “شاملة” لا تستثني أياً من مكونات البلاد، مع الحفاظ على حقوق الأقليات. ويحث أحمد الشرع الولايات المتحدة والدول الغربية على رفع العقوبات المفروضة على سورية. وما زالت الولايات المتحدة تضع عشرة ملايين دولار مكافأة لمن يدلى بمعلومات عن الشرع.
وتحمل علاقات الولايات المتحدة وسورية بعد سقوط نظام الأسد، بالنسبة لواشنطن، أربعة عناوين رئيسية، وأخرى متفرعة، مرتبطة بمستقبل العلاقة الأميركية مع الأكراد في سورية، وتهدئة مخاوف الدول العربية من “الموجة الإسلامية” الناشئة في سورية بموقع قيادي. وتشمل العناوين الرئيسية كيفية التعامل مع “تحرير الشام” وإمكانية رفعها عن لائحة الإرهاب، بعدما أصبحت القائدة بحكم الأمر الواقع (دي فاكتو) للمشهد السوري الانتقالي، ومستقبل المعارضات العسكرية الأخرى الأقل تشدداً، وكذلك الانخراط في مرحلة التحضير للمشهد السوري المقبل، وعدم تسليمه بالكامل لتركيا، ومواصلة العمل لعدم استغلال تنظيم “داعش” أي فراغ في سورية لملئه، بالإضافة أخيراً إلى لجم الاندفاعة التركية لتعزيز النفوذ في المنطقة.
البنتاغون: 2000 جندي أميركي في سورية حالياً
كشفت وزارة الدفاع الأميركية، الخميس، عن أن الولايات المتحدة ضاعفت عدد قواتها في سورية لمحاربة تنظيم “داعش” قبل الإطاحة بحكومة الرئيس المخلوع بشار الأسد. وقال السكرتير الصحافي للبنتاغون بات رايدر إن عدد القوات الأميركية الموجودة في سورية حاليا يبلغ نحو 2000 جندي موجودون هناك منذ فترة. وكانت الولايات المتحدة قد قالت في وقت سابق إن 900 جندي موجودون في سورية.