Skip to content

السفينة

alsafina.net

Primary Menu
  • الرئيسية
  • الأخبار
  • افتتاحية
  • حوارات
  • أدب وفن
  • مقالات رأي
  • منوعات
  • دراسات وبحوث
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • الأرشيف
  • Home
  • مرحبا يا سورية وليكن لقاء لا فراق بعده…. راسم المدهون…المصدر : ضفة ثالثة
  • مقالات رأي

مرحبا يا سورية وليكن لقاء لا فراق بعده…. راسم المدهون…المصدر : ضفة ثالثة

khalil المحرر ديسمبر 29, 2024

في صباحٍ دمشقيٍّ باردٍ من أواخر كانون الثاني/ يناير 1994 كنت وصديقي نعبر الشارع من أمام “مكتبة النوري” في اتجاه “السوق الحرة”، قال صديقي فجأةً: سأريك شيئًا يختصر حياتنا ببلاغة، وقادني لنعبر أمتارًا قليلة لنصل إلى المسافة بين مبنى “البريد المركزي” ووزارة الزراعة، وطلب مني أن أقرأ ما تقوله يافطة طويلة تجمع المبنيين، والتي حين نظرت إليها رأيت صورة باسل الأسد يرفع يده اليمنى عاليًا ويخاطب الشعب السوري من عالم الموت الذي رحل إليه قبل أيام قائلًا حرفيًا: شعبي العزيز، كنت أتمنى أن أخدمكم أكثر ولكن الموت لم يمهلني!
في تلك اللحظة لم أجد أبلغ من الصمت، ولكننا بعد أن دخلنا السوق الحرة وخرجنا منها انفجرنا فجأةً في نوبة ضحك هستيري لم نستطع أن نخرج منها إلا بعد وقت، وأتذكر أن ما قلته يومها هو أن السلطة دخلت مرحلة الجنون الشامل.
إنها سورية، وهي في البال حضارة موغلة في التاريخ، وهي أيضًا دولة بني أمية وعاصمة التاريخ، مثلما أنها في التاريخ الحديث بلاد حققت استقلالها فذهبت تحث خطاها نحو دولة عصرية يحكمها رجال آمنوا بشعبهم وناسهم، فتداولوا السلطة وشجعوا قيام صناعة وطنية سرعان ما ازدهرت قبل أن تقبض على رقاب القائمين عليها قبضات العسكر وتنجح في إيقاف التاريخ، ثم في إعادته إلى الوراء في مرحلة لاحقة، حتى إذا انفض سامر الانقلابات جاءها الديكتاتور.
منذ أوائل السبعينيات ارتبطت صورة سورية في ذهني بحالة الوقوف بين نقيضين لدودين: شكري القوتلي ومعه خالد العظم وفارس الخوري ورفاقهم، وحافظ الأسد ووراءه طابور من رجال الأمن بأدوات قمعهم وبرطانة خطاباته الإنشائية وجموح سلطته وضباطه الزاحف نحو النهب المبرمج والشامل والذي لم يحقق سوى إفقار البلاد وإفساد أكبر عدد ممكن من البشر حتى انتشرت في البلاد مصطلحات تزكم الروح من نوع أن الموظف الشريف هو مجرد “مغفل” والموظف اللص هو بارع وذكي ويعرف كيف “يدبر حاله” في غابة الظلم التي يقودها ملك الغابة المظلمة الأسد.
في أيلول/ سبتمبر 1973 تم اعتقالي مع مجموعة العاملين في “إذاعة الثورة الفلسطينية” التي كانت تبث من مدينة درعا في جنوب سورية وتم إيداعنا في زنازين انفرادية لمدة 28 يومًا ولم نخرج إلا بعد أن عاد الرئيس أبو عمار من زيارات إلى بلدان أفريقية والتقى “ملك الغابة” ونجح في إقناعه بالإفراج عنا: حين وقفت في ساحة سجن المزة في جبل قاسيون، كنت أحدق من هناك في اتجاه الشام وكان الوقت بين المغرب والعشاء، وأتذكر أن من قام بالإفراج عنا هو عميد كان رئيسًا للأمن العسكري، قال لي وأنا أرى الشام: إنها مدينة جميلة، فقلت: طبعًا ولكنها تبدو أجمل وأنا أراها من طاقة سجن ضيقة.
في آذار/ مارس 2011 زارني صديق من أوائل من ثاروا على سلطة الأسد الابن وقال لي وهو لم يزل منفعلًا وغاضبًا: أنا آتٍ من المظاهرة الأولى ضد النظام، وأضاف: لقد أطلقوا الرصاص، فهتفت بسرعة: هل قتلوا أحدًا، قال: اثنين. بعد أيام كان “سيادته” يخطب في “مجلس الشعب” ويتحدث عن “مطالب مشروعة” اختطفها متآمرون وهدّد بلغة صريحة لا لبس فيها: إن أردتم الحرب فنحن لها، وأتذكر أنني قلت لزوجتي ونحن نشاهد “الخطاب”: “لو أنه قتل منكم مليون ثم سقط فأنتم الرابحون”، وأشهد أنه فعل ثم سقط.
على مدار تلك السنوات كلها عشت أهوال الحرب بقذائفها وبراميلها المتفجرة وحملات اعتقالها وتدمير المدن وتهجير أهلها، ومع ذلك ظل في أعماقي سؤال مرعب: منذ اليوم الأول لحملات القمع والتفتيش كان يشغلني ذلك السؤال ويضعني في حالة ذهول، وهو سؤال عن العلاقة بين رجال الأمن في سلطة الأسد والشعب السوري.

“سورية قلب العروبة النابض، لم تخضع لطاغية ويظل في البال أن قائد الروم قال بحسرة بعد هزيمته في معركة اليرموك جملته الخالدة: وداعًا يا سورية الجميلة… وداعًا لا لقاء بعده”

 

منذ اليوم الأول للقمع وحملات المداهمة كنت أرى بأم عيني أن رجال أمن الأسد لا ينتمون للشعب السوري ولا تربطهم به أية أواصر من قريب أو بعيد، ولاحظت ومنذ اليوم الأول أنهم يرون في الشعب السوري عدوًا يجب إزالته بكل الطرق والوسائل، بل إنني لم أنس ولا أظنني أنسى، أن رجل أمن كان يقول لزميله أمامي: لقد دمرنا لك حمص، فكان الأغرب جواب الآخر الحمصي إذ قال بلا اكتراث: فليدمروها وليلعنوا أبوها!
بين الخطاب الإعلامي لسلطة المخلوع والواقع مسافة شاسعة من الفوضى والتناقض وكاريكاتورية الشعارات، الكاريكاتورية المغمسة بالدم: أحد أغبياء تلك السلطة كان يتحدث بسعادة بالغة عن مؤسسات الدولة التي كانت تشرف على دوام الموظفين فيها المخابرات فتقوم بتفقد من حضر منهم للدوام ومن غاب، والمضحك أن ذلك التافه كان يروي حكايات عن ذلك باعتباره تأكيدًا على أن سلطة المخلوع هي “دولة مؤسسات” معتقدًا أن المقصود بالمؤسسات هي مؤسسات الخدمات مثل مؤسسة المياه ومؤسسة الكهرباء ومؤسسة الصرف الصحي وليس كما يعرف العالم ولا يعرف هو أن المقصود هي مؤسسات الحكم، وهو بالتأكيد أغبى من أن يفهم أن الحكم الرشيد يعني مؤسسات الحكم ويشدد على الفصل بينها.
بين حافظ الأسد وابنه قواسم مشتركة كثيرة لكن أبرزها وأهمها هو انتماؤهما معًا لعالم “الأمن” ولفكرة قدرة الأجهزة الأمنية على تطويع المجتمع وإعادة تشكيله كمجتمع لا حول له ولا قوة بل لا خيار أمام أفراده سوى الخضوع الشامل والتام: أحد وزراء الإعلام السابقين زار كوريا كيم إيل سونغ وعاد منها بفكرة عبر عنها بقوله للمحيطين به “نحن مقصرون في حق القائد”، وحين سأله “القائد” ماذا يقترح أن يفعل قال: هناك في كوريا الشمالية منظمة تهتم بتربية الأطفال بصورة ثورية، وهكذا التقط الأسد الأب الفكرة وتم تأسيس “طلائع البعث” لتكون “منظمة تربوية” تقوم على تلقين الأطفال من تلاميذ المرحلة الابتدائية مزايا الأب – القائد وعطاياه لهم ولأهلهم، أسوة بـ”رعاية” القائد لمن هم أكبر منهم سنًا أي تلاميذ المرحلتين الإعدادية والثانوية الذين “يتمتعون” برعاية مماثلة من “اتحاد شبيبة الثورة” والذين سيرعاهم بعد ذلك “الاتحاد الوطني لطلبة سورية” والذي أتذكر أن أول مهمة تم تكليفه بها هي قمع المتظاهرين في بدايات الثورة السورية وبالذات في كليات جامعة دمشق والمدينة الجامعية.
في قلب كل هذا تحتل درعا مكانة خاصة: “جنّ” أطفال درعا الذين “لم تثمر فيهم” تربية “منظمة طلائع البعث” فكتبوا على الجدران في “درعا البلد” عبارتهم الخالدة والتي كانت “شرارة” اندلاع الثورة “أجاك الدور يا دكتور” فزج بهم مسؤول “الأمن السياسي” عاطف نجيب (ابن خالة بشار الأسد) في السجن وعذبهم وحين جاء آباؤهم لمقابلته مطالبين بالإفراج عن أبنائهم قال لهم عاطف نجيب: أولادكم تنقصهم التربية، أحضروا نساءكم لننجب منهن أولادًا محترمين.
تلك الحادثة بالغة الرمزية لم تكن سبب اشتعال الثورة السورية التي كانت تملك آلاف الأسباب ولكنها وضعت حدًا واقعيًا وبالغ الوضوح بين سلطة القمع الهمجي وبين نبل الناس البسطاء والعاديين، ودرعا التي ظن بشار الأسد يومًا ما أنها يمكن إخضاعها شهد التاريخ بعد ذلك أن أبناءها هم من زحفوا ليلة الثامن من كانون الأول/ ديسمبر وكانوا أول من وصل قلب عاصمة الأمويين معلنين نهاية الطاغية وعرشه.
سورية قلب العروبة النابض، لم تخضع لطاغية، ويظل في البال أن قائد الروم قال بحسرة بعد هزيمته في معركة اليرموك جملته الخالدة: وداعًا يا سورية الجميلة… وداعًا لا لقاء بعده، فوصلتنا على لسان ياقوت الحموي. وهي ذاتها سورية التي كانت دائمًا مفتوحة الأبواب إلى كل العرب ممن تضيق بهم أوطانهم والتي لا أجد ما أقوله اليوم سوى جملة تهتف بما هو عكس ما قال قائد الروم المهزوم: مرحبًا يا سورية الجميلة والعظيمة… وليكن لقاء لا فراق بعده.
شارك هذا المقال

Continue Reading

Previous: ما العمل مع الضحية اليهودية الأبدية؟ (2-2) جورج كعدي…..المصدر : ضفة ثالثة
Next: حزب المساواة وديمقراطية الشعوب يكشف مضمون لقاء وفده مع أوجلان ….المصدر :رووداو ديجيتال

قصص ذات الصلة

  • مقالات رأي

الدكتور محمد نور الدين….  صلاحيات «ديانت» الجديدة: وحدها الدولة من تفسّر الدين…صفحة الكاتب

khalil المحرر يونيو 7, 2025
  • مقالات رأي

الدائرة المستحيلة وانتحار التبرير دارا عبدالله،،….المصدر:ضفة ثالثة

khalil المحرر يونيو 7, 2025
  • مقالات رأي

اكرم حسين عن المواطنة المتساوية في سوريا…؟.المصدر:صفحة الكاتب

khalil المحرر يونيو 7, 2025

Recent Posts

  • الدكتور محمد نور الدين….  صلاحيات «ديانت» الجديدة: وحدها الدولة من تفسّر الدين…صفحة الكاتب
  • الدائرة المستحيلة وانتحار التبرير دارا عبدالله،،….المصدر:ضفة ثالثة
  • تراجع التحويلات المالية إلى السوريين… تعرف على الأسباب نور ملحم …المصدر:العربي الجديد
  • دمشق الأبد في زمن ما بعد الأسد بشير البكر……..…المصدر: العربي الجديد
  • اكرم حسين عن المواطنة المتساوية في سوريا…؟.المصدر:صفحة الكاتب

Recent Comments

لا توجد تعليقات للعرض.

Archives

  • يونيو 2025
  • مايو 2025
  • أبريل 2025
  • مارس 2025
  • فبراير 2025
  • يناير 2025
  • ديسمبر 2024
  • نوفمبر 2024
  • أكتوبر 2024
  • سبتمبر 2024
  • أغسطس 2024
  • يوليو 2024
  • يونيو 2024
  • مايو 2024
  • أبريل 2024
  • مارس 2024
  • فبراير 2024
  • يناير 2024
  • ديسمبر 2023
  • نوفمبر 2023
  • أكتوبر 2023

Categories

  • أدب وفن
  • افتتاحية
  • الأخبار
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • حوارات
  • دراسات وبحوث
  • مقالات رأي
  • منوعات

أحدث المقالات

  • الدكتور محمد نور الدين….  صلاحيات «ديانت» الجديدة: وحدها الدولة من تفسّر الدين…صفحة الكاتب
  • الدائرة المستحيلة وانتحار التبرير دارا عبدالله،،….المصدر:ضفة ثالثة
  • تراجع التحويلات المالية إلى السوريين… تعرف على الأسباب نور ملحم …المصدر:العربي الجديد
  • دمشق الأبد في زمن ما بعد الأسد بشير البكر……..…المصدر: العربي الجديد
  • اكرم حسين عن المواطنة المتساوية في سوريا…؟.المصدر:صفحة الكاتب

تصنيفات

أدب وفن افتتاحية الأخبار المجتمع المدني الملف الكوردي حوارات دراسات وبحوث مقالات رأي منوعات

منشورات سابقة

  • مقالات رأي

الدكتور محمد نور الدين….  صلاحيات «ديانت» الجديدة: وحدها الدولة من تفسّر الدين…صفحة الكاتب

khalil المحرر يونيو 7, 2025
  • مقالات رأي

الدائرة المستحيلة وانتحار التبرير دارا عبدالله،،….المصدر:ضفة ثالثة

khalil المحرر يونيو 7, 2025
  • الأخبار

تراجع التحويلات المالية إلى السوريين… تعرف على الأسباب نور ملحم …المصدر:العربي الجديد

khalil المحرر يونيو 7, 2025
  • الأخبار

دمشق الأبد في زمن ما بعد الأسد بشير البكر……..…المصدر: العربي الجديد

khalil المحرر يونيو 7, 2025

اتصل بنا

  • Facebook
  • Instagram
  • Twitter
  • Youtube
  • Pinterest
  • Linkedin
  • الأرشيف
Copyright © All rights reserved. | MoreNews by AF themes.