رووداو ديجيتال
رأى السياسي التركي أوفوك أوراس إن النموذج الذي قدمه إقليم كوردستان العراق “نموذج مهم جداً” ويمكن استخدامه في سوريا.
وقال أوفوك أوراس لشبكة رووداو الإعلامية، يوم الجمعة (3 كانون الثاني 2025) إن “وجود كيان سياسي للكورد في العراق كان خطاً أحمر بالنسبة لتركيا في السابق، لكن العلاقات بين الطرفين جيدة الآن ويمكن أن تكون علاقات تركيا مع كورد غرب كردستان مماثلة بعد زوال سلطة الأسد”.
وكان أوراس، الذي شغل منصب الرئيس العام لحزب (ODP) لفترة، قد زار دولت بهتشلي رئيس حزب الحركة القومية في 20 تشرين الثاني 2024، المتحالف مع حزب العدالة والتنمية في إدارة شؤون تركيا.
أدناه نص المقابلة مع أوفوك أوراس:
رووداو: قبل زيارة وفد حزب الشعوب الديمقراطي لإمرالي، قمتم بزيارة دولت بهتشلي. هل كان هذا رأياً خاصاً أم طلباً من بعض الأطراف القيام بهذه الزيارة؟
أوفوك أوراس: بالطبع قمنا بهذه الزيارة بعد اتصالنا مع الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي تونجر باكرهان والمتحدثة باسم الحزب آيشة غول دوغان. قلت له إن لقاء حزب الشعوب الديمقراطي مع أوجلان قيّم جداً وأن مسؤولي الحزب مستعدون لتقديم أي مساعدة ضرورية لهذه العملية. وشكرني على ذلك. قيّمنا العملية. ثم اتصلت بأحمد ترك وأعطيته هذه المعلومات. حقاً، التطورات اللاحقة ذات أهمية تاريخية لتركيا. أردنا أن يشارك في العملية كل من يريد المساهمة في هذا الموضوع.
رووداو: هل يمكنكم زيارة إمرالي كعضو في الوفد؟
أوفوك أوراس: لا، ليس هناك حاجة لذلك. العلاقة بين حزب الشعوب الديمقراطي وأوجلان كافية. نحن شاركنا فقط لتسريع العملية وتسهيلها، لكننا الآن نشارك آراءنا الإيجابية حول هذا الموضوع مع الرأي العام في تركيا كل يوم. نحاول إزالة المخاوف والأسئلة القائمة. لأن هذا سباق مع الزمن. هناك بُعد دولي للموضوع، أي أنه بعد سقوط نظام الأسد وانسحاب إيران من المنطقة، هناك أرضية مناسبة لتطبيع العلاقات. ونحن نحاول المساهمة في ذلك.
رووداو: هل هناك أمل في أن تصل هذه العملية إلى نتيجة؟
أوفوك أوراس: بالتأكيد نحن متفائلون جداً. لأنه لا توجد خطة بديلة، أي إذا كان كل هذا خطأ، لا يوجد من يقول إن الصواب هو كذا. هناك أرضية مناسبة لأن يضع حزب العمال الكوردستاني السلاح ويُفتح طريق السياسة الديمقراطية. عندما يقولون ضعوا السلاح، لا يقولون تخلوا عن السياسة، أي يجب أن تستمر هذه العملية مرة أخرى في أرضية مناسبة. هنا الأخوة الكوردية – التركية مهمة جداً. لكن لهذا يجب أن تكون الأخوة بين الكورد أقوى وتتقدم. النموذج الذي قدمته إدارة إقليم كوردستان العراق نموذج مهم جداً. في إطار تطوير هذا النموذج في كوردستان سوريا أيضاً، يجب أن تصبح الأطراف في سوريا جزءاً من الإدارة المركزية السورية وأن تزول مشكلة أمن الحدود.
رووداو: أحد الشروط الرئيسة هو أن يضع حزب العمال الكوردستاني السلاح. هل هناك خارطة طريق لما سيحدث بعد وضع السلاح؟ هل سيؤدي وضع السلاح إلى ضمان حقوق الكورد وتغيير الدستور؟
أوفوك أوراس: بالتأكيد يمكن أن تحدث هذه الأشياء في وقت واحد، وليس فقط وضع حزب العمال الكوردستاني للسلاح وحله وتحوله إلى شيء آخر. على سبيل المثال، في سوريا يجب أن يصبح حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب جزءاً من الإدارة المركزية السورية في تحديد مستقبل سوريا، وأن يحصل الكورد السوريون على حقوق دستورية، وبالتزامن مع ذلك يمكن أن يحدث تغيير دستوري في تركيا على أساس المواطنة. أتوقع أن تكون هذه المواضيع أكثر حضوراً في جدول الأعمال خلال شهري كانون الثاني وشباط.
رووداو: ما رأيكم في تصريحات دولت بهتشلي الذي يقول نحن مستعدون لضمان حقوق الكورد كأفراد، لكن كحق جماعي لا يمكن قبول شيء كهذا ولن يتم تغيير النقاط الأربع الأولى من الدستور؟
أوفوك أوراس: أي أن تنفيذ المساواة الدستورية والمواطنة الدستورية يعني زوال النقص الديمقراطي في تركيا، وهذا بحد ذاته جهد مهم. يعني دعنا نقل هل الحق في التعليم باللغة الأم مادة فردية أم جماعية؟ هذه المواضيع متداخلة، لكن التغيير الدستوري الذي يحررنا من نظام 12 أيلول والذي يشارك فيه حزب الشعوب الديمقراطي وجميع الأحزاب والحزب الرئيسي المعارض حزب الشعب الجمهوري، يوسع مجال السياسة والديمقراطية في تركيا. لذا يدعم حزب الشعوب الديمقراطي هذه العملية، ويدعم عبد الله أوجلان هذه العملية، ولذلك السلطة أيضاً جزء من هذه العملية.
رووداو: هل سيتم إطلاق سراح صلاح الدين دميرتاش؟ هل سيتم إعلان عفو عام عن السجناء السياسيين؟
أوفوك أوراس: حسب توقعي، ما يسمى “حق الأمل” ليس لشخص واحد. أي أنه ليس مقتصراً على عبد الله أوجلان فقط وهو حق عام. أعتقد أنه يمكن إجراء تصحيح قانوني كعفو في هذا الإطار. لأنه في تاريخ الجمهورية كانت السنوات العاشرة والخمسون رمزاً للعفو. لذلك يمكن التفكير في عفو سياسي كهذا وبداية جديدة كجزء من العملية. هذه المواضيع تأتي إلى جدول الأعمال مرحلة بمرحلة وبالتتابع. بالطبع يجب أن يرتبط بموافقة الشعب وعلى الأرجح ستُفتح صفحة جديدة. ولهذا قد يكون هناك حاجة لتضييق تعريف الإرهاب. لأن الأطراف التي ليس لها علاقة مباشرة بالسلاح، أي الذين هم في السجون فقط بسبب آرائهم. يجب القيام بهذا حتى يتم إطلاق سراح مثقفينا الذين هم في السجون بسبب آرائهم.
رووداو: في المرة الأولى لم تنجح العملية واتهم الطرفان بعضهما البعض. ألا يحتاج تقدم العملية الآن إلى مراقب؟
أوفوك أوراس: في الفترة السابقة لم يتحقق طلب وجود مراقب ثالث وتوقف لكن الموضوع الرئيسي كان أن سوريا كانت خطاً أحمر. لكن الآن مع سقوط نظام الأسد أصبحت الخطوط الحمراء وردية. في السابق كان هناك خط أحمر مع إدارة إقليم كوردستان العراق أيضاً، لكن الآن العلاقات طبيعية. في سوريا أيضاً تتجه نحو هذه المرحلة. أي مراقب ثالث. لأن العملية السلمية السابقة لم تنجح يمكن اتخاذ هذه الخطوات في البرلمان حتى بدون وجود مراقب ثالث. المهم هو تحقيق النتيجة. الآن لا يوجد خطر واضح بشأن عدم التوصل إلى نتيجة.