وقال عضو مجلس الشيوخ الفرنسي ريمي فيرو، أمس (4 كانون الثاني 2024) لرووداو “إن علينا أن نحترم ونحمي الإدارة الذاتية والتطورات الديمقراطية في كوردستان سوريا.”
واجتمع وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا في دمشق يوم الجمعة الماضي، ممثلين عن الاتحاد الأوروبي، مع السلطات الجديدة في سوريا وطلبا وقف الهجمات على القوات الكوردية وإشراك الكورد في العملية السياسية.
وكانت وزارة الخارجية الفرنسية قد أعلنت أن الوزير جون نويل بارو تحدث هاتفياً مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) قبل يوم من ذهابه إلى دمشق وناقش معهم الوضع في سوريا.
وقال فيرو لدى مشاركته في نشرة الرابعة عصراً لرووداو والتي يقدمها البرنامج محمد عزالدين، إن وزير الخارجية الفرنسي “أكد (في المكالمة الهاتفية) على دعم فرنسا المستمر للكورد”.
يأتي ذلك في حين كثفت فصائل الجيش الوطني السوري المعارض المسلحة هجماتها على قسد منذ سقوط بشار الأسد في (8 كانون الأول)، وباتت تشكل تهديداً لكيان الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا، الذي يشمل جزءاً من غرب كوردستان وشمال سوريا.
ويوم الجمعة، دعا وزير الخارجية الفرنسي ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك إلى وقف الهجمات على قسد، وهي قوات يقودها الكورد وتعدها الدول الغربية “شريكاً رئيساً” في الحرب ضد داعش.
وقال فارو لرووداو “هذا الدعم إلى جانب وجود القوات الأميركية كان مهماً في منع العدوان التركي، وبالتحديد في المناطق القريبة من كوباني”.
يوجد نحو ألفي جندي أميركي في سوريا وكوردستان سورياي كوردستان، معظمهم متمركزون في المناطق الخاضعة لسيطرة قسد.
وتلعب واشنطن دور الوساطة في إيقاف هجمات تركيا والفصائل المسلحة على قسد، في حين أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم السبت أن أميركا نقلت قوات إضافية من إقليم كوردستان إلى كوباني، بينما تواصل تركيا إرسال الأسلحة والمعدات العسكرية إلى منبج.
ومنذ سقوط الأسد، انسحبت قسد “بموجب اتفاق” حسب قولها من بعض المناطق، في حين يستمر القتال في مناطق أخرى، وتمكنت منذ ذلك الحين من منع تقدم القوات التركية، خاصة في محيط سد تشرين استراتيجي شرق منبج، وفي جنوب المدينة وحول كوباني.
وأشاد فيرو بنجاحات قسد العسكرية ودعا إلى السماح لهم بالمشاركة في إعادة إعمار سوريا.
فرنسا عضو مؤثر في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في الحرب لمنع عودة ظهور داعش.
وترى الدول الغربية أن بقاء قسد ضروري لمنع عودة ظهور داعش، خاصة وأنها تحرس السجون والمخيمات التي تضم مقاتلي داعش وعائلاتهم.
لدى الإعلان سقوط “خلافة” داعش في 2019، أعلنت قسد اعتقال أكثر من 10 آلاف مقاتل من داعش، معظمهم من سوريا والعراق، وبينهم حوالى ألفين من دول أخرى؛ كما يوجد 45355 شخصاً، معظمهم نساء وأطفال مقاتلي داعش، في مخيم الهول بالحسكة.
ويدعو مسؤولو الدول الغربية أنقرة إلى إيقاف هجمات الفصائل المسلحة على قسد لتجنب تعريض هذه السجون للخطر.
لكن تركيا، العضو في الناتو، تعد وحدات حماية الشعب، المكون الرئيس لقسد، فرعاً من PKK وتشترط نزع سلاح قسد وحلها لوقف إطلاق النار.
وأعلنت قسد أنه في حال تم إيقاف إطلاق النار، سيغادر جميع أعضاء PKK كوردستان سوريا وسوريا.
أحمد الشرع، حاكم الأمر الواقع لسوريا، أعلن الأحد الماضي لوسائل إعلام سعودية أن القوات الكوردية ستصبح جزءاً من وزارة الدفاع في سوريا.
ووصف الشرع الكورد بأنهم “جزء لا يتجزأ” من المجتمع السوري؛ وقال إنهم لن يسمحوا بأن تصبح سوريا “منصة انطلاق” لهجمات PKK.
وقال القائد العام لقسد مظلوم عبدي، في مقابلة حديثة مع جريدة الشرق الأوسط، إنهم مستعدون لجعل قسد جزءاً من الجيش السوري المستقبلي، شرط أن يتفق الطرفان على “معادلة مناسبة” من خلال مفاوضات.
ويوم الجمعة، أكد وزير الخارجية الفرنسي خلال اجتماعه مع عدد من منظمات المجتمع المدني في دمشق على “ضرورة إيجاد حل سياسي لحلفاء فرنسا الكورد للمشاركة الكاملة في العملية السياسية التي بدأت الآن”.
وفي نفس اليوم، قالت أنالينا بيربوك في مؤتمر صحفي من دمشق “أمن الكورد مهم لسوريا مستقرة. هذا يتطلب إنهاء الحرب القائمة في الشمال وكذلك ضم القوات الكوردية والجيش الوطني السوري إلى الهيكل الأمني الجديد لسوريا”.