عشية موعد جلسة انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية غداً الخميس، بناء على دعوة رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، ازدحمت الاتصالات والمشاورات المحلية والخارجية، في سباق مع الوقت، من أجل أن تفضي الجلسة إلى نتيجة إيجابية، في ظلّ الخشية من أن يخسر لبنان الزخم الدولي حياله لاستعادة الاستقرار وإعادة تكوين سلطته السياسية.
وأفادت معلومات “النهار” بأن الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان وصل إلى بيروت، قبل قليل، في زيارة أخرى قبل الجلسة.
اقرأ أيضاً: جوزف عون ينفرد في السباق الانتخابي
وعلى خطّ المشاورات، التقى الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، في قصر الصنوبر نواب، “اللقاء التشاوي النيابي المستقل” الياس بو صعب وإبراهيم كنعان وآلان عون وسيمون أبي رميا، قبل أن ينتقل إلى عين التينة للقاء برّي.
كذلك التقى على مائدة إفطار ممثلي كتلة “تجدد” النائبين ميشال معوض وفؤاد مخزومي في حضور نواب “تحالف التغيير” ميشال الدويهي، وضاح الصادق ومارك ضو، والسفير الفرنسي إيرفيه ماغرو.
وأعلن معوض عبر منصة “إكس” أن “اللقاء تناول ملف الانتخابات الرئاسية، وسط تأكيد الحاضرين ضرورة أن تكون جلسة غد حاسمة لوضع حد للشغور الرئاسي، مدخلاً الى استعادة سيادة الدولة وتكوين السلطة، وتوجههم لدعم وصول قائد الجيش العماد جوزف عون”.
وفي السياق، أعلنت قوى الأمن الداخلي عن إخلاء شارع المصارف وإقفاله كلّيّاً طوال مدة انعقاد الجلسة، اعتباراً من الساعة 7:00 صباح الخميس حتى الانتهاء.
وطلبت الى المواطنين أخذ العلم والتّقيّد بإرشادات عناصر قوى الأمن الداخلي وتوجيهاتها، وبالإشارات التوجيهيّة الموضوعة في المكان تسهيلاً لحركة السير ومنعاً للازدحام.
وفي سياق المواقف التي تستبق جلسة انتخاب الرئيس في 9 كانون الثاني (يناير)، عقد تكتل “الاعتدال الوطني”، في مقره في الصيفي، اجتماعاً للتداول في تطورات الملف الرئاسي، في حضور أعضائه النواب وليد البعريني، محمد سليمان، عبد العزيز الصمد، سجيع عطية، أحمد رستم وأحمد الخير، وأصدر في ختامه البيان الآتي:
“منذ بداية الفراغ الرئاسي، لم يكن تكتل “الاعتدال الوطني” جزءاً من أي اصطفاف أو انقسام، بل كان على الدوام جزءاً من أي مسعى يعمل على تقريب وجهات النظر، ومبادراً بأكثر من مسعى للبحث عن التوافق الوطني، باعتباره وحده الكفيل انتخاب رئيس للجمهورية، وتعزيز الشراكة الوطنية، وتأمين انطلاقة واعدة لعهد رئاسي وحكومي جديد، يطمئن اللبنانيين ويوحدهم على ما ينتشل لبنان من جهنم والانهيار، ويضعه على سكة التعافي والاعمار، ويطلق ورشة الإصلاح وتطبيق “دستور الطائف”، ويعود به إلى حضن الشرعية العربية والدولية، كما كان على الدوام”.
وأضاف: “بما أن فرصة التوافق الوطني لاحت في أفق جلسة الانتخاب المقررة في 9 كانون الثاني الجاري، بدعم عربي ودولي، وبما أن عنوان الفرصة، هو التوافق على اسم قائد الجيش العماد جوزف عون، باعتباره شخصية وطنية تتمتع بالمواصفات الرئاسة المطلوبة للمرحلة وتحدياتها الراهنة والمقبلة، محلياً وعربياً ودولياً، يعلن تكتل “الاعتدال الوطني” تأييده انتخاب العماد جوزف عون رئيساً للجمهورية، وحرصه على تكثيف كل الجهود والمساعي من أجل تأمين التوافق على انتخابه، والتقاط هذه الفرصة المتاحة لانتخاب الرئيس، كي لا تضيع مجدداً في دهاليز الرهانات والخيارات والطموحات التي تبين للجميع، مدى عامين وأكثر، ان لا طائل منها، سوى إبقاء رئاسة الجمهورية، ومعها كل المؤسسات الدستورية، أسرى الفراغ وتداعياته القاتلة التي كفر بها اللبنانيون”.
اقرأ أيضاً: مجلس النواب اللبناني يستعد لجلسة الخميس الرئاسية (صور)
وفي وقت سابق، علمت “النهار” أنّ الموفد السعودي يزيد بن فرحان “لم يُفصِح” عن اسم مُحدّد لرئاسة الجمهورية اللبنانية خلال لقاءاته بعض أفرقاء المعارضة، واكتفى بذكر بعض المواصفات التي فُهِم منها أنّها تنطبق على قائد الجيش اللبنلني، مشدّداً على أنّ “المملكة تراقب عن كثب الحركة السياسية في لبنان وسبل مواكبة الأفرقاء للمتغيرات الكبيرة التي حصلت وطرق التعامل معها، من دون التدخّل المباشر فيها، وعلى أساسها ستبني على الشيء مقتضاه بالنسبة الى العلاقات بين البلدين”.
وأفادت معلومات “النهار” بأنّ بن فرحان أكد أنّ “اللبنانيين أمام فرصة تاريخية عليهم التقاطها وطيّ صفحة الخطايا التي ارتكبت في الماضي”.
وبعد لقاءات الموفد الأميركي آموس هوكشتاين في بيروت، وصل الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى العاصمة اللبنانية حيث التقى بري فور وصوله عشية جلسة الانتخاب الرئاسي.
اقرأ أيضاً: لودريان يزور بيروت: انتخاب رئيس خطوة أولى لإعادة تفعيل المؤسسات
وتعول باريس على الجهود الاميركية – السعودية بعد لقاء هوكشتاين وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان في الرياض، لإقناع بري بقبول العماد جوزف عون رئيساً للجمهورية .