مشكلة “الثنائي الشيعي” أن ممارساته طوال عقدين حفلت بمحطات إستعراض العضلات على مؤسسات الدولة وبقية مكونات البلد، حتى ترسخت “حقيقة” شبه شاملة: الثنائي قوي = الوطن ضعيف.
وإذا كان هناك من يعتقد بعد أن “الثنائي” لم يصبح ضعيفاً، بسبب عناد أو يباس في المنطق والتحليل لوقائع ما بعد “الخطأ التاريخي” في “حرب الإسناد”، فإن هذا العنيد “الشقفة الواحدة” لن يرى أبداً الفرصة الاستثنائية المتوافرة حالياً ليكون الوطن قوياً.
“الثنائي” ضعيف = البلد قوي.
هذه حقيقة مؤلمة فقط للذين ما زالوا متعلقين بوهم “فائض القوة”، لكنها ستكون مفرحة وتؤسس لـ”خلطة وطنية لبنانية” معقولة بإفتراض أن الاحباط قد مرَّ على كل “الشعوب” اللبنانية الكبيرة، من الموارنة الى السنة الى الشيعة، خروجاً من منطق “الشعب العنيد”.
“الشعب العتيد” الناتج من مجموع الاحباطات اللبنانية الممتازة، هو عدة الشغل الذي يحتاجه “العهد العتيد” المهيأ للشدائد الآتيات، في الظرف الإستثنائي الذي أطلقه “طوفان الأقصى” جارفاً ثوابت “أوهى من بيت العنكبوت” لتتوافر فرص لم تخطر على بال في لبنان وسوريا على الأقل.
الآتي أحلى ليس تفاؤلاً وحسب، بل لأن ما مضى كان موغلاً في البشاعة، ولذا فإن “العهد العتيد” يمتلك فرصة لم تحصل قبلاً في تاريخ البلد، وحتى تلك التي توافرت بعد الحرب الأهلية، لأن زمن الأحاديات والثنائيات والثلاثيات انتهى وصار كل اللبنانيين فلولاً.