غرفة الأخبار – نورث برس
يشير محللون إلى أن قصف مطاري دمشق وحلب، جاء رداً على دخول معدات عسكرية قادمة من إيران عبر سوريا، لدعم الفصائل الموالية لها في حربها ضد إسرائيل.
تعد سوريا من أبرز الدول التي تدعم الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس التي شنت هجمات على إسرائيل في السابع من تشرين الثاني/أكتوبر الجاري، فيما ردت إسرائيل على هجمات حماس حتى خارج حدود فلسطين بقصف مطاري دمشق وحلب الدوليين.
وقال عمر رحمون عضو لجنة المصالحة في سوريا، لنورث برس، إن “الموقف السوري هو موقف داعم للمقاومة الفلسطينية بشكل عام”.
ونوه إلى أن موقف سوريا هو “موقف معلن وغير خافٍ على أحد وهو إلى جانب المقاومة والشعب الفلسطيني من خلال دعم كتائب القسام في حربها الأخيرة”.
ولفت إلى الزيارة التي أجراها وفد من قيادات حماس قبل عام إلى دمشق، ولقائهم بالرئيس السوري بشار الأسد، بعد وساطة من إيران وحزب الله اللبناني لعودة العلاقات بين الطرفين، خاصة أنها شهدت قطيعة مع بدء الأزمة السورية لدعم حماس لفصائل المعارضة السورية ضد دمشق.
وأشار “رحمون” إلى أنه “تم طي صفحة هذا الخلاف، وعادت سوريا إلى المواجهة الحقيقية مع إسرائيل، فسوريا تدعم الفصائل بشكل عام وحتى حماس كجزء من هذا الفصائل”.
وشدد رحمون على أن ما تقدمه إيران من دعم لحماس وفي المقابل حماس تشكر إيران بشكل مستمر على هذا الدعم للمقاومة الإسلامية بشكل عام وحماس بشكل خاص.
وذكر أنه خلال الحرب السورية سوريا انكفأت على نفسها “ولم يعد عندها فائض من الوقت والإمكانات لتلعب دور الوسيط أو تقديم الدعم، بالإضافة إلى المواقف التي أعلنتها حماس ضد الدولة السورية أدت لتغير موقف سوريا من الدعم”.
أما اليوم وبحسب قول “رحمون”، فالموقف السوري واضح “لدعم المقاومة بالإضافة إلى دعم إيران الذي من غير الممكن أن يصل لحماس إلا عن طريق سوريا”.
ورأى عضو لجنة المصالحة أن “دعم حماس ليس سهلاً وهناك آثار ستترتب على سوريا من خلاله، لأن كل من يدعم حماس يتعرض لعقوبات أميركية”، وسوريا منذ سنوات تتعرض لعقوبات قانون “قيصر”، الذي فرضته الولايات المتحدة إضافة لعقوبات من دول غربية.
وعودة سوريا من جديد لدعم “المقاومة”، بحسب “رحمون”، “سيؤدي إلى زيادة في الحصار والعقوبات من قبل الغرب”.
وقال محمود الفندي الأمين العام لحركة الدبلوماسية الشعبية السورية والمقيم في موسكو، لنورث برس، إن “سوريا لها دور بشكل مباشر أو غير مباشر في ما حدث مؤخراً في غزة، وكل حسب ما يستطيع إما التزويد بالسلاح أو تقديم المعلومات، على الرغم من أنه حتى الآن لم يتم معرفة الداعم الرئيسي لحماس”.
وأشار “الفندي”، أن ضرب المطارين في سوريا، هو أن “إسرائيل تريد أن توصل رسالة لحماس أن سوريا لن تسطيع مساعدتها إذا اقتحمت إسرائيل قطاع غزة، ولم تكن ضربات المطارين من أجل زيارة وزير خارجية إيران، الذي تزامنت مع الاستهداف”.
رأي آخر
لكن حسام البرم وهو صحفي وباحث سياسي، يرى أن “نظام الأسد لا يمكن أن يدعم حركة حماس وهذا ما جاء بكلام بشار الأسد قبل أشهر، عندما قال إنهم خذلونا ولن ندعمهم رغم أننا استقبلناهم أكثر من مرة على أراضينا”.
وشدد البرم في حديث لنورث برس، على أن “العلاقة كانت مباشرة بين حماس وبين نظام الأسد لأن الأخير من أيام الأب كان يقدم لهم المأوى وكان يستثمر فيهم سياسياً وكان يستخدمهم في إطار التفاوض السياسي مع إسرائيل”.
وأشار إلى أن “النظام السوري ليس بحاجة أبداً أن يتواصل مع حركة حماس من خلال الإيرانيين بل كان تواصلاً مباشراً ولكن الإيرانيين تواصلهم مع حماس هو تواصل مباشر و يعني تعدد الدعم اللوجستي والعسكري والتقني العلمي بكافة المستويات”.
وأضاف الباحث السياسي أن “إيران ساعدت حماس في سوريا من خلال تدريب عناصرها و لكن كانت تساعدهم بشكل أكبر وبشكل فعال في قطاع غزة من خلال تهريب كل هذه التقنيات عبر سوريا وإدخالها إلى قطاع غزة”.