غرفة الأخبار ـ نورث برس
يرتفع مستوى التهديد الإيراني عبر وكلائها، للمواقع الأميركية في الشرق الأوسط بعد الهجوم المتعدد الجبهات الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، حسبما توقع خبير في العلاقات الدولية.
وفي ظل الصراع الدائر في غزة بين حركة حماس والجيش الإسرائيلي، سارعت الولايات المتحدة لإرسال حاملات طائرات إلى شرقي البحر المتوسط.
وتشدد واشنطن أن الهدف من الانتشار الجديد هو لردع “الأعمال العدائية” ضد إسرائيل أو “جهود توسيع نطاق هذه الحرب”.
يأتي ذلك بينما كانت الولايات المتحدة تركز خلال الفترات الفائتة، على ما وصفته بتنامي التعاون بين روسيا وإيران الممتد من الخليج إلى سوريا.
ووفقاً للمعطيات، يرى الدكتور عمر عبد الستار، البرلماني العراقي السابق والخبير في العلاقات الدولية، أن الرابح في الحرب المتصاعدة بين حماس وإسرائيل، الأول والثاني والثالث على التوالي هي “إيران وروسيا وحزب الله (محور إيران)”.
أما الخاسر الأول والثاني والثالث على حد وصفه، هي “الولايات المتحدة و إسرائيل والدول الحليفة بما في ذلك دول الخليج”.
وأضاف الخبير أنه بغض النظر عن نتائج الحرب، “يبدو أن إيران هي على رأس هذه الصراع، وما يوضح ذلك هو أن ثمة تفاوض مع إيران بخصوص الرهائن بيد حماس، أما الرئيس الأميركي يبدو نائماً”.
وكان وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان، التقى مع زعيم حماس في قطر، في أعقاب جولته في العراق ثم سوريا ولبنان، وذلك للقاء مع حلفائها بالمنطقة وترتيب التنسيق في كيفية المواجهة.
وقال الخبير العراقي إن “الصدام مع إيران ليس مستبعد وحتى لو تم إخراج حماس من غزة، إلا أن تكلفة ذلك باهضة بالنسبة للولايات المتحدة وواشنطن في ظل مشهد صعب مع تنامي قدرات إيران بالمنطقة وتنسيقها مع روسيا”.
ويعتقد عبدالستار، أن الهدف من إرسال حاملات الطائرات هو أن تشكل “حشداً” أي بمعنى أنها “لن تقاتل بنفسها، بل تحشد التضامن والأحلاف في المنطقة والخليج على سبيل المثال ضد إيران”.
وفي شهر أيلول/ سبتمبر الفائت، حذر قائد القوات الجوية الأميركية المركزية، الجنرال ألكسوس غرينكويتش، من الخطر الذي يشكله “تعاون وتواطؤ” روسيا مع إيران بأنه يمتد في المجال الجوي فوق سوريا، في ظل التهديدات الإيرانية في الخليج العربي.
وقال عبدالستار، إن المواقع الأميركية “ستظل هدفًأ لإيران، سواء في سوريا أو العراق أو في بحر الخليج وغيره من المناطق التي تحوي قواعد أميركية”.
وخلال الشهور القليلة الفائتة، تعرضت مواقع أميركية في سوريا لسلسة هجمات صاروخية في شمال شرقي سوريا، وعليه اتخذت واشنطن عدة تدابير من ضمنها إرسال حاملات طائرات إلى بحر الخليج.
وبرأي الباحث الاستراتيجي، فإن “إيران لم تتغير وتظل تشكل تهديد”، حيث حصل تجميد مفاوضات التطبيع بين السعودية وإسرائيل وتأجلت اتفاقية الدفاع الأميركي السعودي، ما يعني أن هذا بحد ذاته “انتصار إيراني”.
بالنسبة لإيران وبالرغم أنها تنأى بنفسها عن التدخل المباشر في ما يحدث في المنطقة، لكنها لم تنكر الدعم لحركة حماس وحزب الله، وحذرت في أكثر من مناسبة على لسان وزير خارجيتها من توسع رقعة الصراع.
لكن الجديد في ذلك، هو أن المنطقة تشهد معركة تخوضها الولايات المتحدة دون أن تدخل في القتال بشكل مباشر، كما الحرب الدائرة بين أوكرنيا (المدعومة أميركياً) وروسيا.
وهكذا “تدير واشنطن حربها ضد خصومها، لكي تحافظ الولايات المتحدة على مركز وقيادة النظام الدولي، وليس كما تريده روسيا والصين كحرب عالمية”، وفقاً لـ”عبدالستار”.