ولدت فروغ فرخزاد Forough Farrokhzad في عام 1934 لعائلة من الطبقة المتوسّطة في طهران، إيران. كان والدها عقيدا في الجيش، وكان أبا صارما ومنعزلا في كثير من الأحيان، ومع ذلك فقد وفّر لفروغ فرخزاد وإخوتها فرصة تصفّح مكتبة الأسرة المليئة بالأدب الفارسيّ. ازدهرت اهتمامات فروغ فرخزاد الأدبية في وقت مبكر. أصبحت مهتمة بالأدب، خاصة بالشعر، منذ سن مبكرة. ففي سن الثالثة عشرة كانت تجرّب الشكل الشعري الكلاسيكي المعروف باسم (الرباعيات). وبين سن 16 و19 عاما، أكملت مثل العديد من النساء من الطبقة المتوسطة الإيرانية الحضرية، المدرسة الإعدادية ثم دخلت مدرسة للفنون، حيث درست الخياطة والرسم. انتهى تعليمها الرسميّ في عام 1951 عندما تزوجت في سن السادسة عشرة من برويز شابور، وهو رجل يكبرها بخمسة عشر عاما. بعد عام واحد ولد ابنهما كاميار. في عام 1954 تحوّلت حياتها بشكل كبير عن المسار المعتاد. لقد تطلّقت وبالتالي لم تصبح غريبة عن أسرتها وزوجها فحسب، بل فقدت أيضا، كما العادة في إيران في ذلك الوقت، كل الحقوق المتعلقة بابنها. وعلى الرغم من معاناتها بسبب هذه الأحداث، فقد شرعت في الكتابة.
ونشرت ثلاثة مجلدات من أشعارها الأكثر تأجّجا: «الأسيرة» (1955) و»ديوار» (1956، الجدار) و»لوسيان» (1957، التمرّد). قصيدتها «الخطيئة»، من أشهر قصائد مجموعتها «ديوار»، رغم أنها قد تكون مكتوبة قبل عامين من نشر المجموعة. بعد سلسلة من الوظائف الشاقة، أصبحت في عام 1958 كاتبة في استوديوهات جولستان السينمائية (التي سمّيت باسم مؤسسها إبراهيم جولستان، من مواليد 1922). وفّرت شركة الأفلام لفرخزاد فرص التدريب والسفر في مناسبتين (عامي 1958 و1961) فزارت أوروبا لدراسة صناعة الأفلام. وبعد أن أصبحت رسميا مخرجة أفلام، شرعت في التعاون مع الاستوديو في فيلم «البيت أسود» الذي يتناول مستعمرة للمصابين بالجذام، فاز بالجائزة الكبرى للأفلام الوثائقية في مهرجان أوبرهاوزن (ألمانيا) في عام 1963. وحظي باهتمام كبير في الخارج من قبل كريس ماركر. وفي وقت لاحق، أشاد به المخرج عباس كياروستامي بإطلاق عنوان أحد نصوصها «الريح ستحملنا»، على أحد أفلامه.
كانت مسيرة فرخزاد المهنية غير تقليدية بالنسبة لامرأة إيرانية في الستينيات. فقبل أن تبلغ الثلاثين من عمرها، لم تكن تعتبر من بين أفضل الشعراء المعاصرين في بلدها فحسب، بل كانت معروفة في أوروبا أيضا كمخرجة أفلام موهوبة. في عام 1964، ظهرت مجموعة القصائد الرائدة التي اشتهرت بها فرخزاد، «ولادة [أو ميلاد] أخرى [أو جديد]» (1964؛ 1981). يحتوي المجلد على قصيدتين من القصائد المذكورة هنا، ويمثل ظهور كاتبة ناضجة. إلى جانب الشعر، كانت تهتم بالمسرح والسينما. وفي عام 1959 غادرت إيران إلى إنكلترا، حيث واصلت دراستها السينمائية. ظهرت عام 1960 في فيلم بعنوان «الاقتراح» La Proposition. لم تتوقف فروغ فرخزاد عن الكتابة والشعر. في عام 1967، توفيت بشكل مأساويّ في حادث سيارة. وكان عمرها 33 عاما. بعد وفاتها صدرت مجموعتها الشعرية الأخيرة بعنوان «فلنصدّق بداية الموسم البارد». كان شعر فروغ فرخزاد كتابة احتجاجية تكشف الحالة الأنثوية وآلامها وتطلعاتها. كانت الشاعرة تتنقل شعريا بثقة بين الرائع والملموس. في «ميلاد آخر»، مجموعتها الرابعة (1964)، تزور سمكة الحكاية المتخيَّلة النائمين وتحملهم بعيدا عن الشكاوى.
جمالية الرغبة The Aesthetic of Desire
قصيدتها «الخطيئة» (جونة بالفارسية) تعبير عن الرغبة التي تنتهك المعايير واللياقة في بلد مثل إيران. ولعلها أشهر قصائد فروغ فرخزاد، رغم أنها ليست أفضلها، حتى بالمقارنة مع معظم القصائد التي كتبتها قبل «ولادة أخرى». وعلى ما يبدو تمثل القصيدة إعلانا للاستقلال النسويّ، فالفحص الدقيق لهذه القصيدة وبعض القصائد المبكرة الأخرى يكشف عن شعور بالذنب والحيرة والندم. في القصائد اللاحقة، خاصة تلك التي كتبتها في فترة كتابة «ولادة أخرى» نفسها، تصير «المتعة» مجالا مقبولا، و»الخطيئة» تأكيدا على الذات والثقة بالنفس. ومع ذلك، فعند تحليل رسائلها المنشورة، خاصة الرسالتين الطويلتين إلى والدها، سنظل نفكّر، إنه على الرغم من رحلة الشاعرة الصاعدة في الحب والشعر، فإن شوقها إلى الوفاء العميق ظلّ محبطا حتى النهاية. «الخطيئة» هي واحدة من القصائد المبكرة التي تصف صراحة ارتباطا حسيا. إن التأثير الهائل الذي أحدثته هذه القصيدة على القرّاء والنقاد داخل وخارج إيران يرجع إلى تحدّيها الصريح والواثق تقريبا للأعراف الاجتماعية وإدانة (الآخرين) للشاعرة التي كانت تعلم أنها إلزامية في هذه الحالة، خاصة إذا كان لأمر يتعلق بامرأة متزوجة. سوى ذلك فإن القيمة الفنية للقصيدة أقل كثيرا، ليس فقط من جل القصائد التي نشرتها بعد «ولادتها الجديدة، الأخرى» بل أيضا من معظم القصائد السابقة. ومن الممكن تقدير هذا بشكل أفضل عندما نقرأ القصيدة بالأصل الفارسي، حيث من الممكن تمويه أو إساءة تفسير غموض نقاط الضعف في الشكل والمضمون في الترجمة الإنكليزية [والفرنسية]. إنها قصيدة بسيطة تصف تجربة حسية في شكل مقاطع ستة قصيرة مزدوجة متصلة، تتضمن بعض التكرار، وتستخدم مجازات بلاغية وأساليب أدبية مألوفة.
شعرية فروغ فرخزاد:
في محاولة لفهم شعرية فروغ فرخزاد، نستعين بدارسة الكاتبة مهسا هاشمي طاهري Mahsa Hashemi Taheri المقتضبة بالفرنسية بعنوان، «عودة إلى أعمال فروغ فرخزاد واستقبالها»، المنشورة في مجلة طهران La revue de Téhéran بتاريخ N° 109, décembre 2014. تذكر مهسا طاهري أن «دراسة فرخزاد للرسم في كلية الفنون الجميلة في طهران، كان له أثر مستمر على شعرها. بدأت بكتابة السوناتات «الرباعيات» في سن 13 أو 14 عاما، لكن لم تنشرها أبدا. نُشرت مجموعتها الأولى في عام 1952، عندما كانت بالفعل نشيطة في عالم الفن كرسّامة. وبعد سنوات قليلة، بدأت مسيرتها المهنية في مجال السينما، وتميزت أيضا بنبرة شخصية حازمة. وصفت فروغ فرخزاد نفسها بأنها امرأة وحيدة، رفيقاها الشعر والسينما. وتذكر مهسا أن حياة فروغ الأدبية تنقسم إلى فترتين، من عام 1952 إلى عام 1959، ومن عام 1959 إلى عام 1966. كانت الفترة الأولى من حياتها الأدبية هي فترة نشر المجموعات الشعرية: (أسيرة)، (ديفار)، (أوسيان)، وتميزت كلها بنزعة رومانسية. تبدأ الرومانسية الحديثة في الشعر الفارسي مع شعر نيما يوشيج الذي يظهر واضحا في أعماله تأثير المدارس الأوروبية. ونيما يوشيج هو اسم مستعار للشاعر الفارسي علي اسفندياري الملقّب بأبي الشعر الإيراني الحديث (1895 ـ 1960) الذي تدين لثورته التجديدية وللتطوّر الذي ابتكره جميع التيارات الرئيسية في الشعر الفارسي المعاصر. كانت قصائده الأولى محاكاة للنمط الكلاسيكيّ الفارسي. يعتبر العديد من الشعراء والنقاد المعاصرين قصائد نیما رمزية، ويعتبرونه أحد الشعراء الرمزيين في العالم. في مجموعتها «أسيرة» تصف الشاعرة المجتمع سجنا هي أسيرته، والحب سبيلا وحيدا للتحرر من هذا السجن. أما بالنسبة لمجموعتها «أوسيان» (التمرّد)، فهي واحدة من أكثر المجموعات تمثيلا لأعمال فروغ، ذلك أن نبرة المجموعة شخصية للغاية. تضع فروغ نفسها تحت الأضواء، وتعود باستمرار إلى المواضيع الرئيسية التي تتخلل شعرها: المعايير الاجتماعية التقليدية التي تتم تجربتها كستار خانق والحاجة إلى الحصول على الحرية بأي ثمن. قصائد «أسيرة» تصف إلى حد ما الإخفاقات في حياة الشاعرة، خاصة حياتها الزوجية القصيرة، ويأسها ووحدتها.
إنها تبحث عن نافذة للهروب من هذا السجن الذي مثّله لها مجتمع عصرها. عندما صدرت مجموعة «أسيرة»، كانت هناك حداثة عامة في نبرة المجموعة، وثمة تمرد، ورفض من طرف الشاعرة لبعض الأعراف الشعرية، بالإضافة إلى عدم الاهتمام بالمقاييس الكلاسيكية، ما قاد إلى انتقادات شديدة لشعر فروغ. في المجموعة التالية «ديفار» (جدار)، والكلام دائما لمهسا هاشمي طاهري، تعرّضت الشاعرة أيضا لانتقادات مماثلة من أنصار الشعر الكلاسيكي. في هذه المجموعة، تعبّر الشاعرة عن المشاعر الرقيقة للمرأة وعالمها الداخلي. الحب هو الموضوع المهيمن، ورمز «الليل»، الذي يتكرر في المجموعة، يشير إلى مجتمع أخلاقي. بشكل عام، تشبه قصائد فروغ فرخزاد أعمال الكاتبة الفرنسية جورج صاند، سواء في نبرتها الرومانسية أو في المواضيع الاجتماعية، خاصة فكرة المساواة بين الجنسين. تتميز الفترة الثانية من حياة فروغ الأدبية بالشخصنة وتأكيد أسلوبها. وبعد ذلك بدأت في إلهام الشعراء المعاصرين الآخرين وانتقلت نحو الموضوعات الاجتماعية والفلسفية.
يعتبر اليوم ديوان «تولّدی دیگر Tavallodi Digar ولادة أخرى» أحد أفضل نماذج الشعر الحديث والطليعيّ في النصف الثاني من القرن العشرين في إيران، موضوعيا ومعجميا ووزنيا. في هذا العمل تفتح فروغ فرخزاد نافذة على عالم شعري جديد. تتكامل كتاباتها مع إيقاع الشفهية. وتتضمن موضوعات وتعابير وصورا كانت جديدة بالنسبة للشعر الفارسي. انطلاقا من هذه المجموعة جرى اعتبار فروغ من روّاد الشعر الإيراني الحديث. إن المجموعة الأخيرة لفروغ، والتي كانت أكثر اكتمالا من سابقاتها من حيث الشكل وطبيعة الشعر، كانت تحمل عنوان (فلنؤمن ببداية الموسم البارد). يتميز العمل بلغة قريبة من الشفهية، ومزيج من البساطة والتعبير القويّ. ونتيجة لذلك، كان لهذه المجموعة تأثير أكبر من المجموعات السابقة عند نشرها، وحظيت باستقبال أفضل».
فروغ فرخزاد ونقد العالم الحديث:
تمضي مهسا هاشمي طاهري قائلة، ونذكّر بإلحاح أننا نستشهد بها: «تلقب فروغ بـ «شاعرة المدينة» الحديثة، وكانت تأمل ألا تكون جميلة أو فنانة فحسب، بل سعيدة وهادئة كذلك. كانت تبحث عن حياة هادئة بكمية أقل من الهموم. وكتبتْ: «هذا العالم مليء باضطرابات الرجال الذين يحاولون خنقك عبر تقبيلك». «تعتبر فروغ من روّاد الحداثة الشعرية في إيران. ورغم أن نيما يوشيج كان أبا لهذه الحداثة، إلا أن فروغ، باعتبارها امرأة إيرانية، وسّعت آفاق هذه الحداثة إلى حد كبير.
منذ الثورة الدستورية (1906)، وهي الثورة التي كانت في حد ذاتها علامة على دخول الحداثة إلى إيران الحديثة، بدأت عملية صراع طويلة من التساؤلات، ويمكن تتبع آثارها في جميع المجالات الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية وحتى الدينية الإيرانية. ومن المفاهيم التي ظهرت بظهور هذه الحداثة مفهوم الفرد في مواجهة الجماهير. ويعد الشعر الجديد ومفهومه الحداثي للإنسان من أبرز المدافعين عن هذه الفردية، يبدأ الأدب الإيراني الحديث مع جمال زاده وصادق هدايت في مجال النثر، ومع يوشيج في الشعر. وتعتبر فروغ فرخزاد أيضا رائدة لهذه الحداثة الأدبية. ومع ذلك، فإن الدراسات الاجتماعية النقدية التي وضعتها في المشهد الأدبي الفارسي، نادرة. قد يتساءل المرء لماذا لا تزال فرخزاد شاعرة مثيرة للجدل حتى يومنا، على الرغم من أن كتّابا آخرين، معاصرين مثلها، قد احتلوا مكانة معترفا بها. ما هو الفرق بين حداثتها وحداثة الآخرين؟ كانت فروغ تبحث عن نفسها وتريد أن تعرف نفسها، كما يُقال. ولم تكفّ عن البحث عن ذاتها، بحث كان يتم التعبير عنه في شعرها بطريقة جديدة: ذاتية أنثوية، وإذا لم يتم استقبال عملها دائما بشكل جيد، فذلك أيضا لأنها حاولت تقديم نفسها خارج الأطر والمعايير الأدبية والاجتماعية. ولم يقتصر الأمر على أن شعرها لم يلق استحسانا من قبل جميع القراء الإيرانيين، الذين اعتادوا على الشعر الكلاسيكي، بل إنه لم يلق استحسانا أيضا من النقاد «المثقفين»، بمن في ذلك شعراء آخرون من مدرسة الشعر الجديد. باستثناءات قليلة، حكم معاصروها على شعرها بقسوة، باعتباره شعرا «منخفض المستوى»، وشعرا غربيا، وحتى «غير أخلاقي». فلنكرر مرة أخرى أنها شاعرة الحياة الحضرية.
وعلى عكس العديد من الشعراء الذين يعودون إلى الطبيعة ويفصلون الروح الشعرية عن إطار التحضّر الصناعيّ، تكتشف فروغ الأرض والطبيعة في هذا الفضاء الحضري. كما أنها تقدم لغة شعرية حديثة، و[مستحدثة] بسبب استخدامها لمفردات مأخوذة من الحديث الشفهي والحياة اليومية. نادرا ما تستخدم فرخزاد المفردات الكلاسيكية للشعر، وتجعل كل قصيدة من قصائدها سردا معاصرا للتاريخ الذي ولدت فيه. لقد صدمت العالم الأدبي بالقدر نفسه، ولاسيما من خلال نزع القداسة عن مكانة الشاعر والكاتب، مع بقائها في متناول عامة الناس. وهناك سبب آخر لعب دورا في الاستقبال البارد لأعمالها وهو استقلاليتها عن الاتجاهات الأدبية، لم ترغب فروغ في أن تكون تلميذة ولا معلّمة. لم تحاول أبدا الدخول في المناقشات والمعسكرات الأدبية القائمة، وكانت دائما توضح موقفها بشكل واضح لا لبس فيه. تقول جولي تراغي الكاتبة الإيرانية المعاصرة، عن أعمال فرخزاد: «إن أعمالها، خاصة الثلاثة الأولى، هي تعبير عن ذاتها وعن عالمها الشخصيّ. لقد سئمت فروغ من سجن المبادئ والتقاليد الاجتماعية، وحاولت تحرير نفسها من هذا السجن… الليل والظلام والقمر التي تهيمن على أعمالها، كلها رموز أنثوية. عالم لم يستقبله المجتمع في عصرها بشكل جيد: (أتحدث عن عمق الليل، أتحدث عن الظلام وعمق الليل…)». انتهى الاستشهاد بمهسا هاشمي طاهري.
شظايا:
«في لحظة معينة، تتوقف النساء عن الصمت أو الحياء في الثقافات التي تجمّل صورهنّ وتخنق عقولهنّ، وتضعهنّ على قواعد التمثال بينما تطالبهنّ بالصمت والحياء.»
…….
«المهمّ هو تنمية وتغذية السمات الإيجابية الخاصة بالفرد حتى يصل إلى مستوى يليق بكونه إنسانا».
…….
«كما أتمنى أن يتقدم مستوى الثقافة في هذا البلد وأن يقدّر الناس المزيد من التقدير القيمة الحقيقية للفن، كي لا يستسلموا لتحريضات المتعصبين الكاذبين، ولا يسمحوا لهم بالحكم على نشاط لا يعرفونه. أتمنى تحرير المرأة الإيرانية والمساواة في الحقوق بين المرأة والرجل. إنني أدرك تماما معاناة أخواتي في هذا البلد بسبب الظلم الإنسانيّ وأستخدمُ فني جزئيا للتعبير عن آلامهنّ وأحزانهنّ. وآمل أن يتمّ خلق بيئة مواتية للأنشطة العلمية والفنية للمرأة».
……
«إن وجودي كله عبارة عن ترنيمة مظلمة ستحملك وتديمك في فجر النمو الأبديّ والازهار. في هذه الترنيمة تنهّدتُ لك، أوه في هذه الترنيمة، قمتُ بتطعيمك بالشجرة، بالماء، بالنار.»
كاتب عراقي