بكين تسعى إلى تعزيز دورها عالمياً وتحسين صورتها كدولة سلمية ومسؤولة

قامت الصين بدور مهم في الوساطة بين السعودية وإيران خلال 2023  (رويترز)

كتبت هذه المقالة عبر “تشات جي بي تي” وأجريت عليها تعديلات لغوية بما يناسب أسلوب “اندبندنت عربية”

اضطلعت الصين بدور في وساطات سياسية بين الدول في مناسبات عدة، سواء كانت هذه الوساطات رسمية أو غير رسمية، ومن أشهر الأمثلة على ذلك، الوساطة التي قامت بها بين الهند وباكستان عام 2003 والتي أدت إلى توقيع اتفاق سلام بينهما. وكذلك كان لها دور مهم في الوساطة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة في 2018، مما أدى إلى قمة بين الرئيس الأميركي  ترمب  والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.

بصورة عامة، تزايد دور الصين في الوساطات السياسية بين الدول خلال الأعوام الأخيرة بسبب عدد من العوامل، منها صعود الصين كقوة عالمية عظمى والعلاقات المتنامية بينها والدول الأخرى وقدرتها على تقديم حوافز اقتصادية للدول الأخرى.

ويرى بعض الخبراء أن الصين تسعى من خلال هذه الوساطات إلى تعزيز دورها في النظام العالمي وإلى تحسين صورتها كدولة سلمية ومسؤولة.

في 2023، قامت الصين بدور مهم في الوساطة بين السعودية وإيران، نتج منه توقيع اتفاق سلام بين البلدين في أبريل (نيسان) الماضي، وبدأت هذه الوساطة عندما أعلنت بكين استعدادها لبذل جهودها لتعزيز العلاقات بين البلدين.

وبذلت الصين جهوداً دبلوماسية مكثفة مع الطرفين، فأجرت زيارات متكررة إلى الرياض وطهران، وعقدت اجتماعات مع كبار المسؤولين في البلدين، وقدمت ضمانات أمنية للجانبين لتشجيعهما على التوصل إلى اتفاق.

وفي النهاية، تمكنت جهود الوساطة الصينية من تحقيق نجاح كبير، بحيث تم توقيع اتفاق سلام بين السعودية وإيران في أبريل، وأشاد عدد من المراقبين بالدور الذي قامت به بكين في هذا الاتفاق، معتبرين أنه إنجاز دبلوماسي مهم.

وتضمن اتفاق السلام بين السعودية وإيران بنوداً عدة منها إعادة فتح السفارات بين البلدين وتبادل الزيارات بين المسؤولين والتعاون في مجالي الطاقة والتجارة ووقف دعم الميليشيات في المنطقة.

 

ويعد هذا الاتفاق خطوة مهمة نحو تعزيز السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط ويعكس الدور المتزايد للصين في المنطقة، حيث تسعى الصين إلى الاضطلاع بدور أكثر فاعلية في حل النزاعات الإقليمية.

وفي إطار صراع الشرق الأوسط بين إسرائيل والفلسطينيين، فإن تقديم الصين نفسها كوسيط في هذا الصراع هو فكرة جيدة، إذ يمكن أن يكون لها دور مهم في تسهيل الحوار والتفاوض بين الأطراف المتحاربة، كما يمكنها أن تساعد في بناء الثقة والتعاون بين هذه الأطراف وتقليل التوترات ومنع التصعيد وإيجاد حل عادل ودائم للنزاع.

لكن بالطبع، هناك بعض التحديات المحتملة لدور الصين كوسيط في الصراع في الشرق الأوسط، ويمكن أن تشمل هذه التحديات رفض الأطراف المتحاربة المشاركة في عملية الوساطة أو صعوبة إيجاد حل عادل ودائم للنزاع، وأيضاً احتمال أن تؤدي الوساطة إلى نتائج غير مرضية لبعض الأطراف.

وإذا قررت بكين تقديم دورها كوسيط فمن المهم أن تأخذ في الاعتبار العوامل التالية:

– طبيعة الصراع والأطراف المتحاربة.

– أهداف ومصالح الأطراف المتحاربة.

– الموارد المتاحة لها للوساطة.

إذاً من المهم الأخذ في الاعتبار الفوائد والتحديات المحتملة للدور قبل اتخاذ قرار، ومن الاقتراحات المحددة هنا التي تساعد في بناء دور الوساطة:

– بناء علاقات قوية مع الأطراف المتحاربة.

– تطوير فهم عميق لطبيعة الصراع وأهداف ومصالح الأطراف المتحاربة.

– استخدام الصين مهاراتها في التفاوض والتواصل لتسهيل الحوار بين الأطراف المتحاربة.

– إيجاد حلول وسط يمكن أن تكون مقبولة من جميع الأطراف المتحاربة.

أعتقد بأنه إذا أقدمت بكين على هذه الاقتراحات، يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي في الصراع في الشرق الأوسط.