تشهد مدينة درعا تظاهرة مركزية غداً الثلاثاء
تصاعدت الدعوات في محافظة درعا جنوب سورية للخروج في تظاهرات شعبية واسعة اليوم الاثنين، رفضاً لتصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي طالب فيها بـ”إخلاء جنوب سورية من القوات العسكرية للنظام الجديد بشكل كامل”، ومنع دخول هيئة تحرير الشام والجيش السوري الجديد إلى المناطق الواقعة جنوبي دمشق.
ومن المقرر أن تشهد مدينة جاسم بريف درعا الشمالي، ومناطق أخرى من ريف درعا، جنوب سورية، مظاهرات شعبية اليوم الاثنين، على أن تتبعها مظاهرة مركزية في مدينة درعا غداً الثلاثاء، تعبيراً عن الرفض الشعبي للتصريحات التي اعتبرها ناشطون “تدخلاً سافراً في الشأن السوري وانتهاكاً للسيادة الوطنية”.
وأكد منظمو الاحتجاجات أن المظاهرات تأتي للتأكيد على “رفض التدخلات الخارجية بكل أشكالها”، والمطالبة بـ “الحفاظ على وحدة الأراضي السورية واستقلال قرارها السياسي”. وتزامنت دعوات التظاهر مع حالة من الغليان الشعبي في درعا، خاصة بعد تصريحات نتنياهو التي قال فيها: “لن نتسامح مع أي تهديد للطائفة الدرزية في جنوب سورية، ونحن ملتزمون بحمايتهم”، ما اعتبره مراقبون محاولة “لبث الفتنة وإثارة الانقسامات الطائفية”.
تهديدات إسرائيلية بعودة الحرب على غزة والبقاء في سورية ومخيمات الضفة
كما أكد ناشطون محليون أن الاحتجاجات ستركز على “التنديد بالتدخلات الخارجية” والمطالبة بـ “إخلاء المنطقة من أي وجود أجنبي غير شرعي”. ودعا المنظمون إلى “الحفاظ على سلمية المظاهرات وعدم الانجرار لأي استفزازات قد تحاول إفشال الحراك الشعبي”. إلى ذلك، صرّح وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأن “الجيش بنى قاعدتين في جبل الشيخ السوري وسبع قواعد في المنطقة العازلة”.
أهالي منطقة السفيرة يعبرون عن استيائهم من التهميش المستمر
في شأن آخر، أصدر أهالي منطقة السفيرة بريف حلب الجنوبي الشرقي، بياناً عبّروا فيه عن استيائهم العميق من التهميش المستمر الذي تتعرض له منطقتهم من قبل الجهات المعنية في المحافظة، على الرغم من كونها ثاني أكبر منطقة في ريف حلب من حيث الأهمية والمساحة والسكان.
وأشار البيان إلى أن الأهالي كانوا يأملون من محافظ حلب، عزام غريب، أن يولي منطقتهم الاهتمام الذي تستحقه، والعمل على تحسين الأوضاع الأمنية والخدمية والتنموية فيها، إلا أنهم لم يلمسوا سوى مزيد من التجاهل وعدم الاكتراث بمعاناتهم في مختلف المجالات. كما استنكر البيان اقتصار دعوة ممثل واحد فقط عن السفيرة وريفها لحضور مؤتمر الحوار الوطني، معتبرين أن هذا الإقصاء يعكس نهجاً غير عادل في التعامل مع منطقتهم، مؤكدين رفضهم التام لهذا النهج. وطالب أهالي السفيرة الجهات المعنية في المحافظة بإعادة النظر في سياساتها تجاه منطقتهم، ومنحها الاهتمام الذي تستحقه، مشددين على أن “استمرار هذا التهميش لن يزيدهم إلا إصراراً على المطالبة بحقوقهم حتى تنال منطقتهم المكانة التي تستحقها ضمن محافظة حلب”.
بدوره، قال أحمد الحسن، وهو موظف من منطقة السفيرة في حديث لـ”العربي الجديد”، إن “الحكومة السورية الجديدة تهمّش منطقتنا بشكل واضح، رغم أن السفيرة أكبر منطقة في محافظة حلب.. كنا نأمل أن تكون هناك سياسة مختلفة عن تلك التي اتبعها نظام بشار الأسد السابق، لكن للأسف، يبدو أن النهج ذاته مستمر في اعتبار بعض المناطق منسية ومهمّشة”.
وأضاف “هذا التهميش يذكّرنا بما كانت تعانيه محافظة إدلب ومناطق ريف حلب وغيرها من المناطق السورية التي كانت تُهمَل بشكل ممنهج في ظل النظام البائد.. كنا نظن أن المرحلة الجديدة ستحمل معها تغييراً حقيقياً، لكن الواقع يُظهر أن منطقتنا لا تزال خارج حسابات الحكومة”. وأشار الحسن إلى أن “منطقة السفيرة بحاجة ماسة إلى تحسين الخدمات الأساسية وإعادة تقييم شامل للبنية التحتية فيها.. نعاني من نقص في الخدمات الصحية والتعليمية، بالإضافة إلى تردّي أوضاع الطرق والمرافق العامة.. لا يمكن تجاهل احتياجات هذا العدد الكبير من السكان بعد الآن”. ولفت الحسن إلى “عدم المطالبة بأكثر من الحقوق الأساسية.. من حق منطقتنا أن تأخذ نصيبها من الاهتمام والتنمية كما هو الحال في باقي مناطق المحافظة”.