دعيت وحضرت لقاء اللجنة التحضرية للمؤتمر الوطني مع مجموعة من ٥٠ سورية وسوري من أهل الثقافة والفنون البارحة في فندق داماروز وقد دام لمدة ما يقارب ثلاث ساعات.
آلية الحوار كانت مفتوحة للمشاركة لمدة دقيقة واحدة للمداخلة، وسمحت بمشاركة كل من طلب الكلام ولم يغفل طلب أحد .
وقد قبلت اللجنة في الوقت نفسه الأوراق المكتوبة مسبقاً او لاحقاً لأخذها بعين الاعتبار في مخرجات اللقاءات التحضرية والمؤتمر والتي على حد قولها سوف تتلخص في بيان ختامي، وقي تقرير طويل تفصيلي شامل لكافة التوصيات من لقاءات الحوار .
تناولت التوصيات المحاور الستة نفسها التي وضعتها اللجنة للقاءات المحافظات وركز الحديث على الثقافة ودورها سواء في المصالحة الوطنية و في بناء سوريا المستقبل بالعلاقة مع المحاور الستة.
ركزّتُ مساهمتي على النقاط التالية :
١- التذكير بتعريف الثقافة بكونها اوسع واشمل من الفنون
٢- مسألة وجوب تضمين حماية التنوع الثقافي وحقوق الممارسة وحريّة التعبير الفنّي والفكري والعقائدي (بما فيه الديني بوصفه تعبير ثقافي) في الدستور القادم وفصلها بالتالي عن صناديق الاقتراع لتفادي المحاصصات الطائفية والإثنية وسواها .
٣- أهمية مساهمة قطاع الصناعات الثقافية في نهضة سوريا الاقتصادية والتأكيد على أن الفنون ليست ترفاً بل هي مهن جوهرية ولها دور حيوي في الحياة السورية والمستقبل .
كما اكد العديد من الزملاء الذين افتخر بزملاتهم على مجموعة من الأولويات والنقاط ومنها أن الدراما على اهميتها ووسع تأثيرها هي احدى الفنون وليس جميعها، وذكر المسرح والرقص وفنون الاداء والكتابة والنشر والشعر والرسم والفنون التشكيلية والسينما الوثائقية وسواها، واكدوا على اولوية العدالة الانتقالية والمحاسبة، ودور الفنون في ترميم الشرخ وبناء القيم والعقد الاجتماعي والثقافة بمعناها العميق الذي يبني الفكر والمجتمعات ، وعلى أولوية تقديم الخدمات الأساسية والضمان الاجتماعي للسوريين وخصوصاً من هم تحت خط الفقر وعلى اهمية ادماج ذوي الهمم واولوية قضايا البيئة، وخدمات التعليم بما فيها التعليم الفني ، وعلى استقلالية النقابات والفنون ورفع سقف الحريات الفنية وحرية التعبير وفصل السلطات الأمنية عنها واكد الجميع على اولوية حماية التنوع الثقافي وقيم التعددية وعلى التمسك بهوية سوريا كمهد للحضارات ومنبر ثقافي وفني مفتوح .
وحضر من الأصدقاء الفنانين غيفارا نمر، وساڤانا بقلة، والدكتور أسامة غنم ومحمد آل رشي، والرسام يوسف عبدلكي، والاستاذة رفيف الساجر وساهم على الشاشة يارا صبري وماهر صليبي وجمال سليمان وجهاد عبدو وفارس الحلو.
تقييمي للتجربة : الحوار الوطني ليس مؤتمراً وطنياً مؤسساً لسوريا ويجب الإسراع بالإعلان الدستوري لسد الفراغ الدستوري ويجب أن يعكس الإعلان الدستوري آمال السوريين وتطلعاتهم بالحرية اولاً وسوريا التي تحتوي الجميع وتمثلهم على تنوعم دون فرض أي تغيير ثقافي على أحد.
يجب أن يكون هذا المؤتمر أول لقاء حواري بين اهل الكار الواحد وبين السوريين على تنوعهم ولا يجب أن يكون الأخير ، نحتاج الحوار الفكري الواسع والتفصيلي التقني بكافة اشكاله كأولوية في السنوات القادمة