رووداو ديجيتال
عبرت السفيرة الألمانية في العراق كريستيانه هومان، عن قلق بلادها من استمرار الهجمات ضد قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، مشيرة إلى أن هذا يمثل تحدياً عظيماً، لاسيما “أننا كنا نأمل أن تكون هناك عملية تشمل جميع المكونات، لضمان الأمن والاستقرار”.
وأكدت هومان، خلال مشاركتها في ندوة حوارية ضمن أعمال مؤتمر أربيل الدولي الثالث، الذي ينظمه مركز رووداو للدراسات والأبحاث، اليوم الأربعاء (26 شباط 2025)، أن “هناك فرصة عظيمة أمام الشعب السوري في هذه المرحلة، رغم التحديات الكبيرة التي تواجههم”.
يستمر المنتدى الذي انطلق اليوم حتى 28 من الشهر الحالي، بتنظيم مركز رووداو للدراسات وبالشراكة مع مراكز بحثية ومؤسسات مرموقة على مستوى الشرق الأوسط والعالم.
يُعقد المنتدى هذا العام تحت عنوان “القلق المتراكم حول مستقبل الشرق الأوسط”، حيث يوفر منصة للنقاش وتقديم الحلول حول قضايا سوريا، تركيا، العراق، والمنطقة، إلى جانب بحث فرص حل القضية الكوردية في الدول الأربع.
وبينما قالت السفيرة، إن “برأيي، هناك موقف، لكنه ليس موقفًا وطنيًا ألمانيًا، بل هو موقف دولي، خاصة موقف دول الاتحاد الأوروبي”؛ أشارت، إلى “ضرورة مشاركة جميع مكونات المجتمع السوري في بناء سوريا ديمقراطية معتدلة”.
وأضافت هومان: “أريد أن أبارك للشعب السوري، إذ إن أمامهم الآن فرصة عظيمة، ولكن في الوقت نفسه يواجهون تحديات كثيرة وصعوبات جمة. فالسؤال هو كيف سيعيدون بناء بلدهم بحيث تكون سوريا ديمقراطية معتدلة، تضم جميع مكونات المجتمع السوري”.
وأشارت إلى أن التنوع الإثني والطائفي في سوريا يستوجب ضمان مكان للجميع في مستقبل البلاد، قائلة: “يجب أن يكون لجميع الأطراف حضور، وأن تتاح لهم فرصة الحديث واتخاذ القرارات المتعلقة بمستقبل سوريا”.
وأكدت أن مؤتمر باريس ركّز على أهمية التنوع باعتباره الأساس الرئيس في عملية إعادة البناء، مشددة على ضرورة دعم سوريا والوقوف إلى جانبها.
فيما يخص العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، كشفت السفيرة أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اجتمعوا، وقرروا تخفيف بعض العقوبات، قائلة: “إذا لم يكن هناك اقتصاد فعال، سيكون من الصعب جدًا إعادة بناء الاقتصاد السوري وتطويره”.
وشددت على ضرورة مشاركة جميع الأطراف في بناء سوريا “متعددة أمر ضروري”، وإلا سيكون الأمر “صعبًا” للغاية.
الهجمات على قسد “تحد عظيم”
حول الهجمات التي تُشن على قوات سوريا الديمقراطية، أعربت هومان عن قلقها قائلة: “هذا تحدٍّ عظيم، ونحن نشعر بالقلق مما يحدث. كنا نأمل أن تكون هناك عملية تشمل جميع المكونات، لضمان الأمن والاستقرار في المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية”.
وأكدت أن الدول الغربية تتابع عن كثب كيفية تعامل السلطات السورية الجديدة مع الأوضاع الأمنية، مشيرة إلى أن التعاون بين جميع الأطراف ضروري لتحقيق الاستقرار.
أما بشأن كيفية تعامل الغرب مع الحكام في سوريا، خاصة أن بعضهم لا يزال على قوائم الإرهاب، فقد أوضحت السفيرة هومان أن القرار لم يُحسم بعد، قائلة: “نحن لم نقرر بعد إن كان هذا ضروريًا، لكن في الوقت نفسه نتابع الواقع، ونراقب ما يحدث على أرض الواقع”.
كما أكدت أن الاتحاد الأوروبي يترقب ما إذا كانت التصريحات ستتحول إلى خطوات عملية، مشيرة إلى أن مؤتمر الحوار الوطني السوري سيكون محطة مهمة لمعرفة التوجهات المستقبلية، قائلة: “نحن نراقب ما سيحدث بعد هذا الحوار”.
وشددت السفيرة الألمانية في العراق، على أن المجتمع الدولي يراقب الوضع في سوريا عن كثب، مؤكدة أن التعاون بين جميع الأطراف ضروري لضمان مستقبل مستقر وديمقراطي للبلاد.