رووداو ديجيتال
رأى رئيس تيار الغد السوري أحمد الجربا، أن التفرد والحكم الاستبادي هو أقصر طريق لخراب سوريا، مشيراً الى أن هنالك فرصة حقيقية ليدخل الكورد بالمنظومة الوطنية السورية.
وقال أحمد الجربا خلال استضافته في منتدى أربيل السنوي الثالث، اليوم الاربعاء (26 شباط 2025)، إن “الوضع السوري خلال الـ 14 سنة الاخيرة كانت مرحلة ثورة وحرب، وكان البلد مفتتاً ويمر بحالة اجتماعية وسياسية واقتصادية تأثرت بالعقوبات”.
ورأى أن “سقوط نظام الأسد وبشكل مفاجئ أدى الى تغيير الدول سياساتها”، مردفاً أنه “كانت هنالك محاولات لتعويم نظام الأسد لكن فجأة سقط النظام بدون مقدمات”.
وتابع الجربا أن “سوريا الان في حالة مخاض، وهنالك فرحة عارمة في الشعب بسقوط الطاغية بعد أاكثر من خمسة عقود من عهد الأب والابن”، معتقداً أن “سوريا الآن في فترة انتقالية ولايزال عند السوريين أمل كبير في بدء اجراءات نقل سلطة تكون سلسة، وممكن نرى بعض العقبات وقد نرى بعض الاحتجاجات”.
ولفت الجربا الى أن “الوضع في البلاد لايزال غامضاً، وخلال هذه السنة ستتبلور الصورة كاملة للمشهد”، معتقداً أن “الحالة السورية فيها الكثير من التعقيد، وفيها في نفس الوقت الكثير من البساطة”.
رئيس تيار الغد السوري، رأى أنه “اذا كان الحكم مثل السابق دكتاتورياً واستبدادياً، يبدأ التركيز على الطوائف والقوميات، وتبدأ الحالة الاجتماعية بحالة تفرقة وعدم ثقة، وتقوم السلطة المستبدة بفرض القائد الضرورة لكي لا يتفتت البلد”.
ودعا الى “حكم رشيد ودستور واضح تعددي عصري، وأن تكون هنالك عدة بنود للحكم الرشيد، أولها أن يكون الابتعاد نهائياً عن التفرد والحكم الاستبادي لأنه أقصر طريق لخراب البلاد”.
وطالب بـ”حكومة وحدة وطنية تشارك بها كل الأطراف والمكونات، وتشكل هذه الحكومة لجنة دستورية ولجنة للمصالحة الوطنية لأنه من أهم البنود التي تؤدي الى السلام الوطني”.
كما رأى الجربا أنه “وبعد خمسين سنة من الحكم الاستبدادي و14 سنة من الحرب ليس لدى السوريين الحماس والشغف للعودة مرة أخرى الى السلاح والمقاومة والثورة”.
وتابع الجربا: “هنالك مجال لكي نعطي فرصة، ولكن يجب أن لا تكون طويلة ولا قصيرة، ومن الممكن أن تكون سنة من اليوم للنظر واستخلاص العبر”.
وشدد على أن “سوريا، وبعد 50 عاماً من الحكم المستبد الدكتاتوري وحكم الفرد الواحد، من الصعب أن تحكم بالطريقة الدكتاتورية”.
رئيس تيار الغد السوري، أوضح أنه “اذا كانت السلطة الحالية تفكر جيداً بمشاركة كل القوى السياسية ستؤدي الى رفع العقوبات والعمران وبناء الدولة، لكن اذا كان العكس، سنرجع الى المربع الأول”.
بخصوص رؤيتهم للكورد، قال الجربا: “ننظر الى الكورد بخصوصية، وخلال فترة طويلة من الزمن تعرض الكورد في الكثير من الدول الى مظلومية، ولازالوا في بعض الأحيان”.
وتابع: “نعتبر الكورد أخوة، وبيننا تاريخ وخبز وملح، وهنالك عشائر كوردية وقفت معنا في المعارك”، معتقداً أن “هنالك فرصة حقيقة ليدخل الكورد بالمنظومة الوطنية السورية، بموضوع عقلاني، بدون رفع السقف عالياً”.
يشار الى أن منتدى أربيل السنوي الثالث يستمر حتى 28 من الشهر الجاري، بتنظيم مركز رووداو للدراسات وبالشراكة مع مراكز بحثية ومؤسسات مرموقة على مستوى الشرق الأوسط والعالم.
يُعقد المنتدى هذا العام تحت عنوان “القلق المتراكم حول مستقبل الشرق الأوسط”، حيث يوفر منصة للنقاش وتقديم الحلول حول قضايا سوريا، تركيا، العراق، والمنطقة، إلى جانب بحث فرص حل القضية الكوردية في الدول الأربع.
خلال الأيام الثلاثة للمنتدى، ستُعقد 13 جلسة نقاشية و18 مقابلة خاصة، بمشاركة 90 متحدثاً ومحاضراً، فيما يشارك من خارج إقليم كوردستان 140 ضيفاً، بينهم مسؤولون وقادة من العراق وكوردستان وتركيا وسوريا، إلى جانب 8 سفراء و21 قنصلاً.