برز اسم مقداد فتيحة بصفته إحدى الشخصيات التي تلعب دوراً في زعزعة الأمن بمناطق الساحل شمال غرب سورية، عبر تبني خطاب يُحرّض على مواجهات طائفية، وتشكيل مليشيا مسلحة هدفها استهداف عناصر الأمن العام السوري، وتنفيذ عمليات خاطفة ضدها في أرياف محافظتي اللاذقية وطرطوس. ويُعرف فتيحة بارتكابه انتهاكات جسيمة وجرائم خلال فترة حكم نظام بشار الأسد، حيث نشأ ضمن صفوف الحرس الجمهوري، وهي قوة عسكرية تابعة للنظام السابق. وتعمّد فتيحة الظهور في تسجيلات مصورة خلال المعارك العسكرية، لا سيما خلال معركة ردع العدوان، حيث برر عمليات الانسحاب التي نفذتها قوات نظام الأسد حتى سقوطه. وبعد ذلك، ظهر في تسجيلات مصورة يتوعّد فيها الدولة السورية وعناصر الأمن، كما ظهر مؤخراً في فيديو مسجل أعلن فيه عن تشكيل مليشيا تحت مسمى “لواء درع الساحل” في فبراير/ شباط.
ويعتمد فتيحة على الخطاب الطائفي في تجنيد أفراد الطائفة العلوية في الساحل السوري، مبرراً وجود هذا التشكيل المناهض للدولة السورية بوجود انتهاكات تُمارَس بحق أبناء الطائفة العلوية في سورية، مردداً عبارة “الاعتداءات المتكررة على سكان الساحل من قبل القوات الحكومية”. وأطلق فتيحة في تسجيل له دعوة لأبناء الطائفة العلوية لعدم تسليم الأسلحة الفردية التي بحوزتهم للدولة، مؤكداً أنه سيقود عمليات عسكرية في الساحل السوري للدفاع عمّا وصفه بـ”الطائفة والوطن”، مشدداً على أن المليشيا التي يتزعمها تسعى لمواجهة أي تحرك حكومي في المناطق التي ينشط فيها.
وفتيحة متهم بشكل مباشر بارتكاب جرائم قتل بحق المدنيين على أساس طائفي، إضافةً إلى جرائم اتجار بالمخدرات والخطف، ما أسهم في تعزيز نفوذه ونشاطه ضد الدولة السورية في الوقت الحالي، علاوةً على إثارة قلق واسع في الأوساط الأمنية والسياسية السورية وزعزعة الاستقرار. ولا توجد معلومات مؤكدة عن مكان تمركز مقداد فتيحة والمجموعة التي يقودها، إلا أن أحد الفيديوهات التي بثها مؤخراً تشير إلى وجوده في منطقة القرداحة في ريف اللاذقية، بينما تشير بعض الأنباء إلى فراره إلى شمال لبنان، إلا أنه لا توجد معلومات دقيقة عن ذلك.
وتُمثل أنشطة مقداد فتيحة في الوقت الحالي داخل الساحل السوري تهديداً مباشراً للاستقرار في المنطقة، سواء من خلال التهديدات المباشرة التي يُطلقها ضد الحكومة السورية، أو من خلال الهجمات التي ينفذها ضد عناصر الأمن والجيش السوري، التي تصاعدت وتيرتها مؤخراً، حتى باتت تحدث بانتظام