قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، الجمعة، “لم يُطبق حظر التجوال.. هناك مسلحون من جيش النظام البائد يزاولون سلاحهم في بانياس وريف طرطوس ودريكيش”.
وأضاف عبد الرحمن “كمائن وقعت على طريق طرطوس – حمص لقوات وزارة الدفاع، وعلى طريق حلب – اللاذقية من قبل مسلحين في جيش النظام البائد”.
وأوضح أن القرداحة معقل عائلة الأسد “لا تزال خارج السيطرة”، و”في جبلة لا يزال قسم منها تحت سيطرة هؤلاء المسلحين. العملية كانت منظمة بشكل كبير، بدأت شرارتها في الدالية وبيت عانا”.
وأشار إلى أن “هذه الهجمات تدل على أن هناك جهة ما تقف خلف هذه الأمور (…) طرف ما هو الذي يساند هذه المجموعات”.
وتابع “وفي النهاية ستعود السلطة إلى وزارة الدفاع، لأن الشعب السوري لا يريد القتال. هذه المجموعات استفادت من الوضع الحالي في الساحل السوري لتشن هجمات”.
ولفت إلى أن الأمور لم تحسم بعد وهناك تعزيزات عسكرية تصل إلى اللاذقية وجبلة وطرطوس “والأمر يحتاج إلى تضافر الجهود كي ينتهي هذا التمرد. هناك قرى لم يعد يوجد فيها عناصر من الأمن العام، وبلدات في الساحل السوري لم يعد فيها تواجد. الأمر يحتاج إلى تعاون كبير بين وزارتي الدفاع والداخلية والأهالي”.
ونفذت قوات الأمن السوري صباح الجمعة عمليات تمشيط واسعة في غرب البلاد، غداة خوضها اشتباكات غير مسبوقة ضد مسلحين موالين للرئيس المخلوع بشار الأسد أوقعت عشرات القتلى والجرحى، وفق المرصد.
وأعلنت السلطات عن حظر تجول في محافظة اللاذقية، معقل الأقلية العلوية التي تنتمي إليها عائلة الأسد، على خلفية الاشتباكات التي تعد “الأعنف” منذ إطاحة الأسد في الثامن من ديسمبر، استخدمت خلالها قوات الأمن الطيران المروحي لاستهداف مسلحين موالين للرئيس المخلوع، وفق المرصد.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن مصدر قيادي في إدارة الأمن العام، الجمعة “بدء عمليات تمشيط واسعة في مراكز المدن والقرى والبلدات والجبال المحيطة” في محافظتي طرطوس واللاذقية، بعد وصول تعزيزات عسكرية.
وقال إن عمليات التمشيط “تستهدف فلول ميليشيات الأسد ومن قام بمساندتهم ودعمهم” مناشدا المدنيين “التزام منازلهم والتبليغ الفوري عن أي تحركات مشبوهة”.
وأعلنت وزارة الدفاع إرسال تعزيزات إلى مدينتي اللاذقية وطرطوس “دعما لقوات إدارة الأمن العام ضد فلول ميليشيات الأسد، ولإعادة الاستقرار والأمن للمنطقة”.
وأوقعت الاشتباكات، وفق آخر حصيلة للمرصد، 71 قتيلا، يتوزعون بين “35 من قوات الأمن وعناصر وزارة الدفاع قتلوا برصاص مسلحين موالين للأسد، إضافة الى 32 مسلحا وأربعة مدنيين قتلوا بنيران قوات الأمن”.
وأفاد المرصد “بوجود عشرات الجرحى والأسرى لدى الطرفين”.
وقال مدير إدارة الأمن العام في محافظة اللاذقية المقدم، مصطفى كنيفاتي، ليل الخميس إنه “ضمن هجوم مدروس ومعد مسبقا، هاجمت مجموعات عدة من فلول ميليشيات الأسد نقاطنا وحواجزنا، واستهدفت العديد من دورياتنا في منطقة جبلة وريفها”.
وفرضت إدارة الأمن العام في محافظة اللاذقية حظر تجول وكذلك الأمر في مدينتي طرطوس (غرب) وحمص (وسط) التي تضم أحياء يقطنها علويون.
وبدأ التوتر أساسا في قرية بيت عانا، بعد منع مجموعة من الأهالي بالقوة قوات الأمن من توقيف مطلوب بتهمة تجارة السلاح، وفق المرصد السوري.
وخاضت قوات الأمن اشتباكات في القرية مع مسلحين تابعين للعقيد السابق في الجيش السوري خلال حقبة الأسد، سهيل الحسن، والذي كان يلقى تأييدا كبيرا في أوساط الموالين للأسد ويعد من أبرز قادته العسكريين.
وشهدت مدينة اللاذقية التي تقطنها غالبية علوية، في الأيام الأولى بعد إطاحة الأسد، توترات أمنية كانت قد تراجعت حدتها في الآونة الأخيرة. لكن ما زالت تسجل هجمات عند حواجز تابعة للقوى الأمنية من وقت إلى آخر، ينفذها أحيانا مسلحون موالون للأسد أو عناصر سابقون في الجيش السوري، وفق المرصد.
ويشكل فرض الأمن وضبطه في عموم سوريا أحد أبرز التحديات التي تواجه إدارة الرئيس الانتقالي، أحمد الشرع، منذ وصوله الى دمشق، مع وجود فصائل ومجموعات مسلحة ذات مرجعيات مختلفة في محافظات عدة، بعد نزاع مدمر بدأ قبل 13 عاما.