رووداو ديجيتال
أدى الرئيس السوري، أحمد الشرع، صلاة الفجر يوم الأحد (9 ىذار 2025)، في مسجد الشافعي بحي المزة بدمشق، مستعيداً ذكرياته حين كان يصلي في المسجد نفسه قبل أكثر من 20 عاماً.
وفي كلمة وجهها للمصلين عقب الصلاة، تحدث الشرع عن رحلته الطويلة التي بدأت من هذا المسجد، مشيراً إلى أنه عاد إليه بفضل صمود البعض وإصرارهم على الاستمرار، وقال: “كنا نصلي هنا وسط الخوف والترقب، وها نحن نعود لنرى هذه الوجوه الطيبة، والحمد لله لدينا العزة والكرامة، وبقينا في هذا البلد ورؤوسنا مرفوعة”.
تحديات متوقعة ووحدة وطنية
وأكد الشرع أن ما تمر به سوريا اليوم هو تحديات متوقعة، مشدداً على ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي، وأن سوريا تمتلك مقومات القوة والبقاء والعزة.
وأضاف: “نحن قادرون على العيش معاً في هذا البلد بقدر ما نستطيع، وطالما أن الثورة خرجت من هذه المساجد التي علمت أبناءنا الأخلاق الحميدة، والشجاعة، والكرم، والعدل، فلا خوف على سوريا”.
من الخوف إلى العودة
كما وصف الشرع هذه اللحظة بأنها من أعظم ما مر به في حياته، مستذكراً كيف كان المصلون يخشون الاعتقال والملاحقة قبل عقدين من الزمن، وقال: “قبل أكثر من 20 عاماً، كنا نصلي هنا ونحن نترقب من حولنا، نخاف ونتوقع الاعتقال أو المطاردة في أي لحظة. لكننا اخترنا طريقاً جعلنا نعود إلى دمشق مجدداً، والحمد لله الذي أكرمنا بهذه العودة”.
وكان الرئيس السوري أحمد الشرع، في كلمته التي ألقاها حول الأحداث الأخيرة في الساحل الجمعة (7 آذار 2025)، قد دعا فيها “فلول النظام السابق” إلى المبادرة لإلقاء السلاح وتسليم أنفسهم “قبل فوات الأوان”.
وأكد الرئيس السوري أحمد الشرع أن “سوريا واحدة موحدة من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها”، مشدداً على أنه “إذا مست محافظة سورية بشوكة تداعت لها جميع المحافظات لنصرتها وعزتها”.
وتعهد بملاحقة “فلول النظام الساقط ومن ارتكب منهم جرائم بحق الشعب”، مؤكداً أن من “يصرون على الاعتداء على الشعب” سيُقدمون إلى “محكمة عادلة”.
وشدد الرئيس السوري على أن “أهلنا في الساحل في أماكن الاشتباك جزء مهم من وطننا وواجبنا حمايتهم”.
وأكد أنه “رغم ما تعرضنا له من غدر فإن الدولة ستبقى ضامنة للسلم الأهلي”، مشدداً على عدم السماح بالمساس بالسلم الأهلي “على الإطلاق”.
ورأى أن “سوريا سارت إلى الأمام ولن تعود خطوة واحدة إلى الوراء”.
وتشكل المعارك مؤشراً على حجم التحديات التي تواجه الرئيس الانتقالي أحمد الشرع لناحية بسط الأمن في عموم سوريا، مع وجود فصائل ومجموعات مسلحة ذات مرجعيات مختلفة بعد 13 عاماً من نزاع مدمر.