“النهار” حاورت شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في سوريا الشيخ حمود الحناوي وحملت إليه أسئلة الساعة الملحّة، علماً بأن مشيخة العقل تتألف من ثلاثة شيوخ هم إلى الحناوي، الشيخ حكمت الهجري والشيخ أبو أسامة الجربوع.
تتحكم أحداث الساحل السوري وتبعاتها بمعادلة علاقات الحكم في دمشق مع المحافظات والمجموعات المختلفة. وإن كان سرى في الأيام الماضية حديث عن اتفاق بين الحكومة السورية ووجهاء السويداء من شأنه أن يطوي صفحات التأويلات وسرديات الخوف من المجهول، فإن الوقائع المستقاة من السويداء تشير إلى أن الحوارات والنقاشات المفتوحة الجارية بين الطرفين ليست سوى ممهّد لأرضية التوافق، وأقرب إلى المطالب كما قيل.
“النهار” حاورت شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في سوريا الشيخ حمود الحناوي وحملت إليه أسئلة الساعة الملحّة، علماً بأن مشيخة العقل تتألف من ثلاثة شيوخ هم إلى الحناوي، الشيخ حكمت الهجري والشيخ أبو أسامة الجربوع
.
لم يطّلع الحناوي على ما يسمّيه “الاتفاق المبدئي” الذي حُكي عنه ولم يسمع به، وفق قوله. وفي رأيه، “كل اتفاق يجب أن يكون صادراً عن كل الفئات التي تمثّل محافظة السويداء، وأن يشمل التمثيل كل المعنيين بالأمر، وبطبيعة الحال الجميع سيؤيّد أيّ اتفاق لصالح المحافظة”.
ويقول إن “مطالبنا العامة تشمل بناء الدولة بشكل مدني وحضاري وتأسيس دستور للبلاد وإجراء انتخابات عادلة تضم جميع فئات الشعب السوري. أما المطالب الخاصة فتتعلق بحاجات المواطنين من كل النواحي”.
Quote
الانفراد بالقرار يثير الانقسام
Quote
* لكن هناك معلومات يجري تناقلها عن اتفاق بين الشيخ الهجري والرئيس أحمد الشرع، هل لديكم معطيات؟
يجيب شيخ العقل: “لم أسمع بالاتفاق بعد وإذا ما حصل يجب أن يخرج عن الرأي العام في محافظة السويداء، نقول بمصداقية إن الانفراد بالقرار يثير الانقسام. وأتوجّه الى الجميع سواء الشيخ الهجري أو غيره ممّن يتواصلون مع الحكومة بأن مطالبنا واحدة، وكل المطالب التي تقع في صالحنا نوافق عليها. وتاريخ الجبل يشهد أن الأمور كانت على الدوام شورى بين أهله”.
ويضيف: “ليس في السويداء مرجعية واحدة، هناك مشيخة عقل من ثلاثة شيوخ، ويوجد مثقفون كان لهم دور بارز في الحراك الوطني، وقادة تقليديون واختصاصيون يديرون دولاً ويجب أن نأخذ آراءهم”.
دروز إسرائيل يستعدون لأول زيارة من دروز سوريا منذ عقود
يعيش الدروز في لبنان وسوريا وإسرائيل وهضبة الجولان المحتلة، ولهم مكانة مميزة في مزيج الأديان والثقافات بالمنطقة.
اقرأ النص كاملاً
أحداث الساحل
يشعر الحناوي باستياء كبير نتيجة أحداث الساحل، فـ”ما جرى هو أعمال مؤسفة وليست في مصلحة السوريين ولا أهل الساحل ولا الدولة، وهي أثارت المخاوف لدى كل الشعب السوري”. ودعا الرئيس أحمد الشرع إلى “محاكمة المتورّطين وإيجاد حلّ قانوني بإشراف الدولة”.
* وما المطلوب من الشرع تحديداً؟ يجيب: “المطلوب منه أن يكون كالأب العادل ويعمل على تقصّي الحقائق وردّ الظلم عن الناس لأن أبناء الشعب السوري هم أسرة واحدة، ولا يجوز أن يكون هناك فرق بين طائفة وأخرى”.
* وكيف أثرت أحداث الساحل على المجموعة الدرزية في سوريا، وهل أثارت التخوّف؟
يجيب الشيخ الحناوي أن “الخوف واقع ولنا تجارب قديمة من جراء هذا الغلوّ الديني الخطر على الجميع، ليس علينا فحسب بل على جميع أطياف الشعب السوري”.
رأي
جاد ح. فياض
هل تتكرّر أحداث الساحل السوري مع الدروز في السويداء؟
أثارت مستجدات الساحل السوري قلقاً واسعاً من العودة إلى دوامة العنف والدم، وكان الخوف من تكرار السيناريو الدموي الذي حصل بين الإدارة السورية الجديدة وفلول النظام السوري السابق في مناطق أخرى
اقرأ النص كاملاً
* وكيف يقارب دخول الإسرائيليين على الخطّ والتعهّد بحماية الدروز؟
“نستغرب الطرح الإسرائيلي، فنحن لا نستجدي الحماية من أحد. وعلى مر التاريخ لا نعتدي على أحد، وإذا اعتُدي علينا نموت جميعنا لحماية أنفسنا وحماية عرضنا وأرضنا، وإذا اعتُدي علينا فلنا حق الدفاع عن أنفسنا. نحن لنا تاريخ طويل ولم نُهزم في أيّ معركة على مرّ التاريخ”.
* هناك أصوات درزية تحمل نزعة انفصالية لا تزال تتردّد؟
“حسب معرفتي بأبناء السويداء، نحن سوريون لا نساوم على القضية الوطنية. وقيادة الثورة السورية الكبرى كانت تحت راية سلطان باشا الأطرش وقدّمنا آلاف الشهداء من أجل الوطن السوري المقدّس، فلا يمكن أن ننادي بهذه الأفكار (الانفصالية) التي لا تمثّل إلا من ينادي بها”.
* وكيف تجد سياق الاتفاق بين الدولة السورية و”قسد”؟ “نرحّب بالاتفاق مع قسد من أجل الوحدة الوطنية، ونرى أن الحقوق الخاصة بهم يجب أن تراعيها الحكومة السورية”.