حذر دبلوماسيان سوريان سابقان، من خطورة بقاء طواقم السفارات السورية في الخارج على رأس عملها، بسبب تأييد غالبيتهم المطلق للنظام السوري البائد، واتهما في حديثهما لـ”المدن” غالبية القائمين على السفارات والبعثات الدبلوماسية السورية في أوروبا، بالإضرار بالقيادة السورية الجديدة، وتنظيم المظاهرات ضدها في العواصم الأوروبية.
وشهدت بعض العواصم والمدن الأوروبية وخاصة في ألمانيا وهولندا وفرنسا خلال الأسبوع الأخير تظاهرات ضد القيادة السورية الجديدة، على خلفية أحداث الساحل السوري.

الطعن بالقيادة
وأكد دبلوماسي سوري منشق طلب عدم الكشف عن اسمه خشية “فهم خاطئ” لتصريحاته، تورط بعض الموظفين في السفارات السورية في التجييش ضد القيادة السورية الجديدة.
و”الأخطر” وفق شهادة الدبلوماسي لـ”المدن”، هو توظيف بعض الدبلوماسيين علاقاتهم مع الحكومات الأوروبية والشخصيات الرسمية، في الطعن بالقيادة السورية، موضحاً أن: “الدبلوماسيين هؤلاء علماً أنهم يمثلون سوريا إلا أن خطابهم في العلن يختلف تماماً عن غير المعلن”، مستدركاً: “لا أتحدث عن تخمينات، بل معلومات”.
وتابع بأن غالبية السفراء والقائمين على البعثات الدبلوماسية من مؤيدي النظام السوري، ولذلك لن ينقلوا أي صورة إيجابية عن الوضع السوري، وهم يركزون أساساً على السلبيات، وخاصة بعد أحداث الساحل، حيث تم تحميل القيادة السورية مسؤولية العنف، مع إغفال دور فلول النظام.
وقال الدبلوماسي: “منذ سقوط النظام، طالبنا القيادة الجديدة باستبدال طاقم السفارات السورية، ونبهنا من خطورة بقاء الطواقم التي عينها النظام، لكن لم تأخذ القيادة بكلامنا، وللآن لا زال السفراء الذين عينهم نظام الأسد هم من يمثلون سوريا”.

خطة قريبة
وكانت وزارة الخارجية السورية قد تحدثت لـ”المدن” في وقت سابق عن وجود خطة “قريبة” لاستبدال طواقم السفارات السورية في الخارج، ويبدو أن دمشق تنتظر تشكيل الحكومة السورية الجديدة، للبدء في ذلك، وعلمت “المدن” من مصادر من دمشق، أن وزارة الخارجية السورية عيّنت منذ سقوط النظام نحو 50 موظفاً جديداً.
وطبقاً للدبلوماسي لم تأخذ هذه التعيينات بالحسبان الخبرات ولا التأهيل العلمي، واللافت أن الوزارة للآن لم تستدع حتى الآن الدبلوماسيين المنشقين عن النظام.
من جانبه، أكد السفير السوري لدى السويد المنشق عن النظام بسام العمادي، المعلومات عن تورط بعض سفراء وأعضاء بعثات دبلوماسية سورية في أوروبا بأعمال مشبوهة ضد الدولة السورية بقيادتها الجديدة.
وقال لـ”المدن”: إن هؤلاء يقومون بعملهم الطبيعي ووفق التوجيهات من الجهة التي عينتهم أي النظام البائد، معتبراً أن “عدم مبادرة الحكومة السورية في موضوع تغيير السفراء واستبدال القائمين على السفارات السورية ينم عن قلة خبرة وتعنت بالرأي الخطأ”.

شرعية واعتراف دولي
وأكد العمادي أن المستشارين الذين تعتمد عليهم القيادة السورية الجديدة في الشق الدبلوماسي والخارجي لا يمتلكون المعلومات، وذلك في إشارة منه إلى الآراء التي تُفسر عدم استبدال السفراء بشرطية حصول القيادة الجديدة على الشرعية والاعتراف الدولي.
في الشأن ذاته، أثار موقع “زمان الوصل” الاتهامات للسفارات السورية، وقال: “لوحظ خلال الأيام الماضية أن المظاهرات التي خرجت في هولندا وفرنسا وألمانيا تحمل طابعاً تنظيمياً مألوفاً، يذكر بأساليب تنظيم المظاهرات المؤيدة للنظام السوري قبل سقوطه، فالشعارات، والأساليب، وطريقة الحشد والترويج الإعلامي، جميعها تحمل بصمة أمنية واضحة تُدار من خلف الكواليس”.
وأضاف أن “السفارات ما تزال تحتفظ ببنية أمنية متماسكة، تضم سفراء تابعين للنظام، وضباطا يعملون تحت مسميات مثل “مكتب أمن قنصلي” و”ملحق عسكري”.