دمشق ـ «القدس العربي»: اجتمع حزب «الاتحاد الديمقراطي» الذي يشكّل عماد «الإدارة الذاتية» في شمال شرقي سوريا و«المجلس الوطني الكردي» أمس الثلاثاء، في مدينة الحسكة، بحضور قائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، وذلك بهدف توحيد الخطاب الكردي في سوريا.
وقال قيادي في أحزاب الوحدة الوطنية الكردية، وهو التحالف الكردي الذي ينخرط فيه الاتحاد الديمقراطي، لوسائل إعلام كردية إن اللقاء مع «الوطني الكردي» جاء بطلب من الأخير لبحث أمور عالقة بينهما تعيق الوصول إلى تفاهمات سياسية كردية.
وقال نصر الدين إبراهيم، عضو اللجنة التحضيرية لـ «المؤتمر القومي الكردي» في سوريا، إنهم قرروا عقد المؤتمر في 20 من آذار/ مارس الجاري، لافتاً إلى أنهم “يأملون بعقد المؤتمر في الموعد المحدد ليكون بمثابة بشرى للشعب الكردي”، قبل عيد نوروز، وفق تعبيره.
وأطلق عبدي مبادرة الحوار الكردي أواخر عام 2019، برعاية أمريكية، بين أحزاب الوحدة الوطنية الكردية والمجلس الوطني الكردي في سوريا.
عضو هيئة الرئاسة في المجلس الوطني الكردي سليمان أوسو قال في تصريح صحافي، الثلاثاء، إن الأجواء كانت إيجابية جداً في اجتماعنا مع حزب الاتحاد الديمقراطي.
وتشهد العلاقات في الآونة الأخيرة بين المجلس الوطني الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي تقارباً كبيراً على مستوى الرؤية السياسية الكردية المشتركة بين الطرفين.
وتابع أوسو في التفاصيل التي أوضحها لنورث برس “عُقد اجتماع بين المجلس الوطني الكردي ووفد من حزب الاتحاد الديمقراطي، وحضر الاجتماع المبعوث الأمريكي إلى شمال وشرقي سوريا سكوت بولز، والجنرال مظلوم عبد القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية”.
وأضاف أنه تمت مناقشة الرؤية السياسية الكردية المشتركة وكانت الأجواء إيجابية جداً وتم إنجاز أغلب الفقرات الواردة في هذه الرؤية.

«قسد» تشن حملات اعتقال… وناشطون يوقعون على عريضة تطالب دمشق بالتدخل

وأوضح في نهاية تصريحه أنه تم الاتفاق على استكمال الفقرات المتبقية وتشكيل الوفد المشترك في الأيام القليلة القادمة، مشيراً إلى أنه كانت هناك إرادة واضحة من الطرفين لإنجاز المهمة المعهودة إليهم.
من جانبه، قال متحدث لواء الشمال الديمقراطي التابع لقوات سوريا الديمقراطية محمود حبيب، حسب وكالة «نورث» الكردية، إن “الكرد في سوريا يعتزون بسوريّتهم، ولا يريدون الانفصال وليس لديهم ارتهان مع الخارج”.
وجاء حديث حبيب هذا خلال برنامج «قصارى القول» والذي يُعرض على قناة روسيا اليوم. وتابع خلال حديثه أن «قوات التحالف الدولي مهمتها هي محاربة تنظيم «داعش» الذي لم يتم القضاء عليه حتى اليوم، وبالتالي الانسحاب مرهون بهذا الملف».
وأوضح أن الوجود الأمريكي ساهم بشكل كبير في إعادة العلاقات بين قسد والحكومة السورية، كخطوة تمهد لانسحاب القوات الأمريكية عند التأكد أن سوريا باتت تشهد سلاما مستداماً في الداخل ومع دول الجوار، معتبرا أن الحكومة السورية الحالية لا تزال حتى اليوم لونا واحدا، مثل مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي جمع أطيافا من لون واحد إلى حد ما، وفقاً لقوله.
وعلق على الإعلان الدستوري بأنه اختصر الشعب السوري بفئة واحدة، وقوبل برفض من سياسيين وإعلاميين ونشطاء في المجتمع المدني.
وقال في نهاية حديثه،»مصطلح الجمهورية العربية السورية لا يزعجنا، لكن سوريا منذ استقلالها وحتى عام 1963 كان اسمها الجمهورية السورية وهي تحوي وتحمي الجميع، أما مع مرادف (العربية) فستقصي الكثير، فعندما أكون مواطنا كرديا وعلى جواز سفري مكتوب مواطن عربي سوري؛ فهذا امتهان للكردي ولقوميته».
إلى ذلك، نفّذت «قسد» حملة اعتقالات واسعة، خلال الأيام الأخيرة.
وقال مدير شبكة «الخابور» إبراهيم الحبش لـ «القدس العربي» إن قوات «قسد» نفذت حملات الاعتقال ودهم القرى في الحسكة، مستهدفة كل من يؤيد الدولة السورية، حيث تصاعدت وتيرة الحملات بعد الاتفاق الذي وقعته «قسد» مع الدولة السورية.
وتابع: اعتقلت «قسد» المحامي صالح الرفدي بعد مداهمة منزله في بلدة الجوادية في ريف الحسكة، بسبب نشر الرفدي علم الدولة السورية على صفحته في «فيسبوك». وفي الشدادي داهمت الميليشيا قرية السيد حمود في رف الحسكة الجنوبي، بسبب احتفال بعض أهالي القرية بذكرى الثورة.
كما داهمت قوات سوريا الديمقراطية قرية الحنة الشرقية التابعة لمدينة الشدادي. بينما رصد المتحدث «عشرات حالات الاعتقال وعمليات الدهم في الحسكة ودير الزور خلال الأسبوع الماضي».
وعلى ضوء ذلك، وقع أكثر من 100 بينهم ناشطون حقوقيون وكتّاب وصحافيون، بيانا أكدوا فيه أن حملة الاعتقالات التي شنتها «قسد» طالت «كل من يعارض توجهاتها السياسية والعسكرية.
وطالب نشطاء الجزيرة السورية، في بيانهم الموجه إلى الحكومة السورية في دمشق «بالتدخل العاجل للإفراج عن جميع المعتقلين فورًا».