وصلت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك اليوم الخميس، إلى العاصمة السورية دمشق في ثاني زيارة لها إلى سوريا منذ سقوط نظام بشار الأسد أواخر العام الماضي، بهدف إجراء مشاورات مع القيادة السورية وإعادة السفارة الألمانية.
وأظهرت لقطات متداولة على منصات التواصل الاجتماعي لحظات وصول الوزيرة الألمانية بطائرة خاصة إلى العاصمة دمشق، حيث كان أحد المسؤولين السوريين في استقبالها.
وقال المبعوث الألماني الخاص لسوريا ستيفان شنيك، في تدوينة عبر منصة “إكس”، إن الوزيرة أنالينا بيربوك أعادت افتتاح السفارة الألمانية في سوريا بشكل رسمي.
وأضاف شنيك: “يسعدنا العمل عن كثب مع جميع السوريين من أجل سوريا أفضل”، لافتا إلى أنه “لا يزال فريقنا صغيرا، لذا فستبقى شؤون التأشيرات والقنصليات تُدار من بيروت للفترة المقبلة”.
وطالبت وزيرة الخارجية الألمانية، السلطات السورية بضمان السلام والأمن لجميع السوريين، بعد أسبوعين على مواجهات عنيفة أودت بحياة 1500 شخص على الأقل.
وقالت بيربوك قبيل زيارتها إلى دمشق إن أعمال العنف “قوّضت الثقة في السلطات السورية”.
وأفادت في بيان “يخشى العديد منهم (السوريون) من أن الحياة في سوريا المستقبلية لن تكون آمنة بالنسبة إلى جميع السوريين”.
وأضافت أن “موجات العنف المروعة قبل أسبوعين كلّفت قدرا هائلا من الثقة”.
فتح السفارة الألمانية
من جهة أخرى، أعادت برلين رسميا فتح سفارتها في دمشق، بحسب ما أفاد مصدر في وزارة الخارجية الألمانية الخميس، تزامنا مع زيارة يربوك الى العاصمة السورية.
وأكد المصدر أن فريقا صغيرا من الدبلوماسيين يتولى إدارة البعثة، على أن تبقى الشؤون القنصلية وطلبات التأشيرات في عهدة السفارة في بيروت، نظرا إلى عدم استقرار الوضع الأمني بشكل كامل بعد إطاحة الرئيس المخلوع بشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر.
وكانت برلين أغلقت سفارتها في العام 2012 بعد أشهر من اندلاع الاحتجاجات المناهضة للأسد، وتحوّلها نزاعا داميا مع مواجهتها بالعنف من قبل السلطات.
ودعت بيربوك الحكومة السورية الانتقالية التي تولت السلطة بعدما فر الأسد من البلاد في كانون الأول/ديسمبر إلى ضمان سيطرتها على ”المجموعات ضمن صفوفها”.
وأضافت أن عليها محاكمة المسؤولين عن العنف وضمان السلام والازدهار في كل أنحاء سوريا التي شهدت حربا أهلية استمرت 14 عاما.
وقالت “هذه هي المهمة الضخمة التي تواجه الحكومة الانتقالية السورية في عهد أحمد الشرع”.
وفي الأيام التي تلت السادس من آذار/مارس، شهدت منطقة الساحل السوري أسوأ موجة عنف منذ سقوط الأسد.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، قتلت القوات الأمنية ومجموعات رديفة لها أكثر من 1500 مدني غالبيتهم الساحقة من الأقلية العلوية التي ينتمي اليها الاسد.
وأكدت بيربوك أنها ستستغل زيارتها للتوضيح للحكومة السورية أن قلب ”صفحة جديدة” في العلاقة بين أوروبا وألمانيا من جهة، وسوريا من جهة أخرى، مشروط بتمتع جميع السوريين بالحرية والأمن بغض النظر عن المعتقد والنوع الاجتماعي والعرقية.