ثمة قصة تُروى عن محمد علي كلاي، قد تكون ملفقة، لكنها جيدة، عندما كان داخل طائرة على وشك والإقلاع، ولم يضع حزام الأمان.
جاءت المضيفة وقالت له:
“عليك أن تضع حزام الأمان.”
ردّ عليها:
“سوبرمان لا يحتاج إلى حزام الأمان.”
فقالت المضيفة:
“حسناً، سوبرمان لا يحتاج إلى طائرة.”
***
اليوم، في عيد نوروز، سنكتشف ما إذا كان الرئيس أحمد الشرع سيرتدي حزام الأمان أم يظنّ نفسه سوبرماناً. وسنعرف أيضاً إلى أي عهد ينتمي، وما تركيبته العقلية:
– هل سيظل محكوماً بالماضي الغارق في البعد؟
– أم سيتقبّل بأن العالم يتغير، والأفكار تتغير؟
سؤلان أساسيان يحتاجان إلى شخص يجمع، لا يفرق.
***
*قبل الإسلام*:
كان عيد نوروز أهم الأعياد الرسمية والدينية في الإمبراطورية الساسانية (224-651م). وكان النبلاء، والدهاقين (مُلاك الأراضي)، والولاة يقدمون هدايا إجبارية إلى الملك الساساني في هذا اليوم. كان نوروز (وبعده “المهرجان” في الخريف) موعدان ثابتان لجمع الضرائب الزراعية أو تجديد الالتزامات المالية السنوية من المقاطعات. وكانت الدولة تختاره بداية مالية وإدارية للسنة.
*الرسول*
حديث ليس له علاقة بعيد نوروز، إنما يُستدل به:
«قدم رسول الله المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: “ما هذان اليومان؟”، قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله: “إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر”.» (رواه أبو داود (1134)، والنسائي (1556)، وأحمد (3/103)).
*عمر بن الخطاب*
الخلافة: 634–644م
أبْطلَ الجباية في يوم نوروز والمهرجان، ورفض أي تقليد مجوسي له طابع ديني أو مالي، واقتصار الأعياد على الفطر والأضحى. ويروى عنه أنه قال «اجتنبوا أعداء الله في عيدهم.» (اليعقوبي، تاريخ، ص218).
*عثمان بن عفان*
الخلافة: 644–656م
أنكر على بعض ولاته قبول هدايا نوروز، وكتب إليهم ينهى عن هذا الفعل معتبراً أنه استمرار لتقاليد جاهلية. (المبرد، الكامل، ص214).
*علي بن أبي طالب*
الخلافة: 656–661م
حين قُدّمت له حلوى في يوم نوروز، قال: “نوروزنا كل يوم”، في إشارة إلى رفضه تخصيص هذا اليوم بأي طابع احتفالي خاص. (ابن خلكان، وفيات الأعيان، ج2، ص203).
*معاوية بن أبي سفيان*
الخلافة: 661–680م
أعاد إحياء التعامل الرسمي مع يوم نوروز، وحوّل الهدايا إلى ضريبة إلزامية تُجبى من رعايا فارس والعراق، وبلغت مبالغ كبيرة (50 ألف ينار) دعمت خزينة الدولة. وأظهر أيضاً جانباً احتفالياً سياسياً، إذ كان يبادل وُلاته الهدايا في هذه المناسبات، فأهدى مثلًا واليَه سعيد بن العاص ملابس فاخرة وأواني فضية ليوزعها يوم نوروز. (اليعقوبي، تاريخ، ص222).
*عبد الملك بن مروان*
الخلافة: 685–705م
تابع سياسة فرض الهدايا في يوم نوروز كجزء من الخراج، واستفاد منها في تمويل إدارة الدولة. (الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج5، ص230).
*عمر بن عبد العزيز*
الخلافة: 717–720م
أوقف جباية الهدايا في يوم نوروز، معتبراً إياها ظلمًا للرعية ومخالفة للعدل، وأمر بإلغائها تماماً، إحياءً للسنة وإماتةً للبدعة. (ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج5، ص237).
*يزيد بن عبد الملك*
الخلافة: 720–724م
أعاد نظام الهدايا والضرائب الموسمية في يوم نوروز بعد أن أوقفه عمر بن عبد العزيز. (ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج5، ص239).
*هشام بن عبد الملك*
الخلافة: 724–743م
استمر في تحصيل هدايا يوم نوروز. وعندما تأخر الموسم الزراعي، طالب المزارعون بتأخير موعد يوم نوروز، لكنه رفض بحجة أن “النسئ” (تأخير الأشهر) محرّم شرعاً. (الزمخشري، الفائق في غريب الحديث، ج2، ص546)
*المهدي العباسي*
الخلافة: 775–785م
قبل الهدايا في يوم نوروز، وشارك فيه كمناسبة رسمية، وتبادل الهدايا مع الوجهاء في مجلس الخلافة. (الصولي، أخبار الشعراء، ص259).
*هارون الرشيد*
الخلافة: 786–809م
نظّم الفعاليات، واستمر في استقبال الهدايا. لكنه هو أيضاً رفض تأخير موعد يوم نوروز رغم مطالب المزارعين، خشية الاتهام بمحاباة المجوس.
*المأمون*
الخلافة: 813–833م
قبل الهدايا في يوم نوروز، وربط اسمه بإنشاء “الزيج المأموني” لضبط مواعيد السنة الشمسية، بما فيها يوم نوروز. (المسعودي، مروج الذهب، ج4، ص523).
*المتوكل على الله*
الخلافة: 847–861م
أمر بتأخير يوم نوروز إلى موعده الفلكي الصحيح (الاعتدال الربيعي)، وأقام احتفالات رسمية تخللتها عروض بهلوانية. (ابن الأثير، الكامل، ج7، ص543).
*المعتضد بالله*
الخلافة: 892–902م
أمر بتأخير جباية الضرائب إلى ما بعد يوم نوروز، فيما سُمي بـ”نوروز المعتضدي” تخفيفًا على المزارعين. (ابن الأثير، الكامل، ج8، ص561)
*عضد الدولة البويهي*
حكم فارس: 949–983م
أقام احتفالات فاخرة في يوم نوروز تتضمن الزينة، والزهور، والعطور، واستقبال التهاني في قاعة مزينة. (ياقوت الحموي، معجم البلدان، ج4، ص133).
*ملك شاه السلجوقي*
السلطنة: 1072–1092م
بلغ الاهتمام بيوم نوروز ذروته، فأنشأ التقويم الجلالي لتحديد موعد يوم نوروز فلكيًا بدقة في 21 آذار/مارس، بقيادة عمر الخيام وفريق من الفلكيين. (إيرانیکا، Nowruz, vol.3, p.9).