كتبت هذه المقالة عبر “تشات جي بي تي” وأجريت عليها تعديلات لغوية بما يناسب أسلوب “اندبندنت عربية”
مع الانتفاضة العالمية لحصار خطر التغيرات المناخية، تتسلح الدول بالحياد الكربوني باعتباره حالاً يكون فيها إجمال انبعاثات غازات الاحتباس الحراري لدولة أو منظمة أو شركة أو فرد صفرياً، إذ يتحقق ذلك من خلال خفض انبعاثات الكربون إلى أقصى حد، والتعويض عن أي انبعاثات باقية من خلال مشاريع إزالة هذا العنصر.
والحياد الكربوني هدف مهم في مكافحة تغير المناخ، فغازات الاحتباس الحراري مثل ثاني أكسيد الكربون تسهم في ارتفاع درجة حرارة الارض ويؤدي هذا الارتفاع إلى مجموعة متنوعة من الآثار السلبية، مثل ارتفاع مستوى سطح البحر وزيادة حدة الكوارث الطبيعية وتغير أنماط الطقس.
هناك كثير من الطرق لتحقيق الحياد الكربوني وتشمل بعض الطرق الرئيسة المتمثلة في التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة، مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية، لخفض انبعاثات الكربون من قطاع الطاقة، وتقليل استخدام الموارد غير المتجددة، إذ يمكن أن يؤدي تقليل استخدام الموارد غير المتجددة، مثل النفط والغاز والفحم، إلى خفض انبعاثات الكربون، ويمكن تحقيق ذلك من خلال استخدام موارد أكثر استدامة، مثل الطاقة المتجددة والمواد المعاد تدويرها.
وكذلك تحسين كفاءة الطاقة من خلال استخدام الأجهزة والعمليات الموفرة للطاقة، مثل استخدام مصابيح LED الموفرة للطاقة لخفض انبعاثات الكربون من قطاع الصناعة، ويمكن للأفراد تقليل اعتمادهم على وسائل النقل التي تعمل بالبنزين أو الديزل، مثل ركوب الدراجات أو المشي، لخفض انبعاثات الكربون من قطاع النقل، وتقليل اعتمادنا على البلاستيك واستخدام المواد المعاد تدويرها، وإزالة الكربون من الغلاف الجوي عبر تقنيات مثل التقاط وتخزين الكربون (CCS) التي هي عملية تلتقط ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي وتخزنه بصورة دائمة تحت الأرض.
وبصورة عامة يمكن تحقيق الحياد الكربوني من خلال مزيج من هذه الخطوات، إضافة إلى تقنيات جديدة لإزالة الكربون من الغلاف الجوي، وفي هذا الإطار تعمل كثير من البلدان والشركات على تحقيق الحياد الكربوني.
وعلى سبيل المثال أعلنت بريطانيا أنها ستصبح محايدة للكربون بحلول عام 2050، كما قالت شركة “أمازون” إنها ستصبح محايدة للكربون بحلول عام 2040، لكن تحقيق الحياد الكربوني يتطلب جهوداً كبيرة من جميع أنحاء العالم، ومع ذلك فإن تحقيق هذا الهدف أمر ضروري لوقف تغير المناخ وحماية كوكبنا.
وفي هذا الإطار تعقد حالياً قمة الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP-28) في دبي بدولة الإمارات من السادس إلى 17 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، وتركز على تسريع الجهود العالمية للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وحماية الكوكب من تغير المناخ.
ويصبح الحياد الكربوني بحلول عام 2050 هدفاً أساسياً لصناع القرار، إذ أعلن عدد من الدول بالفعل عن التزامها بهذا الهدف، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين.
ومع ذلك لا يزال هناك كثير يتعين القيام به لتحقيق الحياد الكربوني، ومن أهم التحديات التي تواجه المفاوضين:
أولاً، الحصول على تعهدات ملزمة من جميع البلدان، إذ لا تزال كثير من الدول، بخاصة الدول النامية، غير ملتزمة بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
ثانياً، تمويل إجراءات المناخ فتحقيق الحياد الكربوني سيتطلب استثمارات كبيرة في مصادر الطاقة المتجددة وتقنيات إزالة الكربون، ومن المهم أن تتعهد البلدان المتقدمة بتقديم التمويل اللازم للبلدان النامية.
وفي نهاية القمة من المتوقع أن يتوصل المفاوضون إلى اتفاق في شأن مجموعة من الإجراءات التي تهدف إلى تسريع جهود الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ومن بين الإجراءات المحتملة التي قد يتم الاتفاق عليها ما يلي:
أولاً، تحديد جدول زمني طموح لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وربما يتضمن ذلك تعهداً من جميع البلدان بخفض انبعاثاتها 50 في المئة بحلول عام 2030.
ثانياً، زيادة الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة، ويشمل ذلك وضع أهداف محددة للطاقة المتجددة في جميع القطاعات الاقتصادية.ثالثاً، تطوير تقنيات إزالة الكربون ويتضمن ذلك تمويل البحث والتطوير في تقنيات مثل التقاط وتخزين الكربون.
ومن المهم أن يكون الاتفاق طموحاً بما يكفي لضمان بقاء العالم على مسار تحقيق خفض درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية.
ويبقى التأكيد أن تحقيق الحياد الصفري يتطلب تعاوناً عالمياً، ويجب على جميع البلدان العمل معاً لاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة وتحسين كفاءة الطاقة وتطوير تقنيات إزالة الكربون.